انتهت دورات بطولة مجموعة النخبة القسم الثاني، ولم يختتم موسمها بعد.. تأكد صعود الفتح الرباطي وسقوط وفاء وداد رسميا، في الوقت الذي لايزال وداد فاس ينتظر التأشير على «رسمية» صعوده، كما هو الحال في الفريق أو الفريقين المعنيين بأمر مصاحبة وفاء وداد لقسم الهواة! هذا الأخير، بدوره، ينتظر أن يباشر المكتب الجامعي برئيسه على الفاسي الفهري، مهامه عمليا والتفرغ لشؤون الكرة الوطنية بعد نهاية «صداع» المنتخب الوطني، ليستوضح جليا «شروط» أمر الصعود والنزول لأنديته! في القسم الثاني، يرفض أولمبيك مراكش امتطاء نفس القطار الذي استقله وفاء وداد في رحلته نحو عوالم قسم الهواة، ويتشبث ب «حقه» في الحفاظ على مكانته بالقسم الثاني، معتبرا أن الرشاد البرنوصي هو «الأحق» بمرافقة جاره وفاء وداد، بحكم «عدم مشروعية» نقطة أضيفت لرصيده «بدون وجه حق»! كما يتهم الاتحاد البيضاوي ب «اختطاف» نتيجة الفوز التي حققها بمكناس أمام الكوديم برسم الجولة الأخيرة، مطالبا بفتح تحقيق في الموضوع، ومدليا بشهود إثبات وتسجيلات تورط فريق الحي المحمدي! وبنفس القراءة، يرى سطاد المغربي، بأنه «الأجدر» بالصعود رفقة الفتح الرباطي، مرتكزا على عدم «مشروعية» النتيجة الأخيرة لمنافسه وداد فاس برسم الدورة الأخيرة، التي عاد خلالها بفوز من ميدان شباب هوارة، في ظروف وصفها مسؤولو الفريق الرباطي باللاشرعية واللارياضية، متهمين طرفي المباراة إياها بالتواطؤ والتفاهم و«خدمة الماتش»! وبقسم الهواة، يتمسك أصحاب القرار فيه، والمتدخلين فيه، بمبدأ صعود ثلاثة أندية للقسم الثاني من بطولة مجموعة النخبة، وهو ما يعني سقوط الثلاثة أندية المحتلة للصفوف الأخيرة وهي وفاء وداد أولمبيك مراكش والرشاد البرنوصي! هذا الأخير، يعتبر في نظر المنتسبين إلى قسم الهواة، ومعهم بعض المنتمين لمجموعة النخبة، سبب كل هاته «المعمعة» الغامضة التي زرعت كل هذا الكم من الضبابية أمام قطار البطولة الوطنية الذي تظل سكته تعاني من صعوبة الرؤية منذ انطلاق الموسم الجاري، وتحديدا منذ أن اتضح أن الرشاد البرنوصي يسير خلفا وأصبح مهددا بمغادرة القسم! ويستند أصحاب هذا الرأي، إلى «قوة ومكانة» رئيس الرشاد، عضو المجموعة الوطنية للنخبة، والعضو السابق للمكتب الجامعي، ما مكنه، حسب رأيهم، من استغلال «مناصبه» في المسؤولية لصالح فريقه الرشاد، ويتذكرون في هذا الصدد، مسرحية «محاكمة» فريق يوسفية برشيد على خلفية إشراكة للاعب غير مؤهل، وخصم مجموعة من النقط من رصيده، ومنحها بالمقابل لفريقي الرشاد واتحاد طنجة! وهو الأمر الذي تكرر في مناسبة أخرى، وفي ظروف مشابهة، واستفاد فيها فريق البرنوصي من نقطة إضافية.. كانت كافية لإغراق أولمبيك مراكش في سفينة حملت قبله وفاء وداد لقسم الهواة! يحدث كل هذا، والفراغ يلف كل محيط أعلى جهاز لتسيير كرة القدم الوطنية، في الوقت الذي «عين» فيه الرئيس علي الفاسي الفهري نفسه «مشرفا عاما على المنتخب الوطني»، مانحا إياه برنامجه التسييري بالكامل، ومفضلا لعب دور «الخيط الأبيض» للمصالحة بين لاعبيه الغاضبين، على حساب الالتفات لمعالجة الملفات الكثيرة للأندية وللكرة الوطنية، وبدون أن يكلف نفسه حتى عناء توزيع المهام بين من اختارهم كأعضاء لفريقه الجامعي! وبين هذا وذاك، ولكي تجبر كل الخواطر، يتم الترويج هذه الأيام، لأخبار تشير إلى اعتماد نمط جديد تحضيرا لولوج نظام الاحتراف بعد نهاية الموسم المقبل، ويتمثل هذا النمط، في الرفع من عدد أندية القسم الوطني الأول بمجموعة النخبة إلى 18، أي باستمرار مولودية وجدة وشباب المحمدية بهذا القسم، ومعهما ينضاف الفتح الرباطي ووداد فاس.. أو سطاد المغربي، وتقسيم القسم الثاني إلى مجموعتين بدون سقوط أي فريق، وصعود الأربعة المحتلة للصفوف الأولى من قسم الهواة! تكثر الأسئلة والقراءات.. وتظل لغة الاستفهام والغموض حاضرة، ويتأكد للمتتبعين مرة أخرى صور هذا العبث الذي لزم واقع كرة القدم الوطنية منذ سنين. والخوف كل الخوف، أن يتحول التدبير الاحترافي الذي بشرنا به رئيس الجامعة يوم «تعيينه» إلى مجرد خطاب استهلاكي ومناسباتي لاغير!