من مدينة الإنبعاث/أكَادير،وفي مهرجان كبير بمسرح الهواء الطلق، حضره العشرات والمئات من مناضلي سوس من كل الفئات والأعمار،أعطى عبد الواحد الراضي يوم أول أمس،انطلاق الحملة الوطنية للإنتخابات الجماعية، لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية في حفل خطابي وفني كبيرين. اختيارمدينة أكَادير،لهذا الحدث الوطني الكبير،لم يكن اعتباطا-كما ورد في الكلمة القيمة والشاملة للكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية عبد الواحد الراضي- وإنما كانت تحكمه عدة عوامل من أبرزها الدورالنضالي التاريخي والبطولي الذي قامت به سوس عبرالتاريخ المغربي، سواء في مقاومة الإستعمارالفرنسي أوفي مناهضة الظلم والإستبداد في عهد الإستقلال ،أوفي التضحية من أجل بناء المغرب الحديث على أسس وقيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وكرامة الإنسان المغربي. وقال الراضي، الذي كان مرفوقا بأعضاء المكتب السياسي الإخوة والأخوات،العربي عجول،أمينة أوشلح،رشيدة بنمسعود،ثريا مجدولين:« إن علاقة الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بسوس عموما، هي علاقة تاريخية وطيدة وذاتية وخاصة،لأن سوس وأهلها معروفون دائما بالقيم والمبادئ والأخلاق والوفاء والوطنية،وهي ذاتها التي يتصف بها الإتحاد،وبالتالي فهذه القيم الأخلاقية المشتركة بين الإتحاد وأهل سوس هي قيم الوطنية الحقة والمواطنة والتضحية ونكران الذات والوفاء للعهد والإنضباط». وأضاف الراضي أن سوس هي كذلك بلاد العلم والعلماء، وبلاد المقاومة للإستعمار وبلاد الكفاح من الإستقلال وبلاد النضال ضد الظلم والفساد، وأن أهل سوس نساء ورجالا هم رموز حركة التحريرالوطني،والإتحاد كان ولايزال يمثل استمرارية هذه الحركة في بعدها النضالي والأخلاقي والحقوقي،لهذا وضعت سوس ثقتها في الإتحاد الإشتراكي، لأن الإتحاد وضع ثقته في سوس التي ساندت الإتحاد منذ انتخابات 1963،وتضامنت معه تضامنا روحيا وتاريخيا،وساندت عبد الرحيم بوعبيد في حملته الإنتخابية البرلمانية سنة1977،والذي أعلن من خلالها تضامنه مع مناضلي سوس التي كانت ولازالت قلعة النضال والمقاومة والتضحية، حيث أدت ثمنا غاليا من أجل هذه النضالات،وهنا استحضرالراضي،الشهيد محمد كَرينة كأحد رموزالشبيبة الإتحادية. وأكد الكاتب الأول أن سوس دائما حاضرة في المراحل الأساسية والحيوية للمغرب والوطن،حاضرة في الضراء والسراء،ومدينة أكَاديركانت المكان الذي أعطى منه الملك الراحل الحسن الثاني،انطلاقة المسيرة الخضراء، باعتبارها قلعة وقاعدة خلفية لإسترجاع الصحراء،ولهذا فسوس دائما في قلب الأحداث لأنها لازالت تلعب هذا الدورالطلائعي، سواء في إنتاج الثروة البشرية في الجامعات والحقول والمعامل أوإنتاج الثروة الفلاحية أوالبحرية أوفي السياحة والصناعة.. الإنتخابات الجماعية الحالية ستكون معركة من أجل الديمقراطية نحن اليوم في31ماي2009،وفي مدينة أكَادير،نعطي انطلاقة الحملة الإنتخابية للجماعات المحلية على المستوى الوطني،يقول الراضي،التي ستكون معركة من أجل الديمقراطية،ومن أجل انتخابات شفافة،ومن أجل مصداقية المؤسسات،نريد منها كاتحاديين أن يخرج المغرب ناجحا،وتخرج الديمقراطية ناجحة،بشرط أن تحظى الجماعات المحلية بالمغرب بمصداقية، وتتوفرعلى سلط اقتصادية واجتماعية وثقافية وعلى ميزانية،نتمنى أن تكون في أيدي أمينة وكفؤة ونزيهة ومستقيمة لها حس وطني،وحس المواطنة والمصلحة العليا للبلاد. وإذا كان شعار الإنتخابات الجماعية اليوم هو من أجل جماعات ذات مصداقية،فهوالمدخل كذلك لإضفاء المصداقية على العمل السياسي النبيل وإعادة الإعتبارله بالمشاركة المكثفة في عملية التصويت،بقطع الطريق على سماسرة الإنتخابات والمفسدين ومستعملي الوسائل غيرالمشروعة،لأن هؤلاء هم الذين تسببوا في العزوف السياسي والعزوف من الإنتخابات. وقال الراضي: إن حزبنا يحرص كل الحرص على ترسيخ أسس الديمقراطية المحلية المتجسدة أساسا في الجماعات المحلية،لأنها الوحدة الأساسية الضامنة للتنمية المحلية، لذلك يجب أن ننميها ونعمل على تقدمها وتحديثها وجعلها محورالتضامن والعدالة الإجتماعية،كما يجب تقوية كل الجهود في هذا المجال حتى تكون الجماعة في خدمة المواطنين لتلبي حاجياتهم ومتطلباتهم، سواء في التجهيزات الأساسية من طرق وكهرباء وماء شروب أو في التجهيزات الإجتماعية والثقافية. في البرنامج الإنتخابي ذكرعبد الواحد الراضي في كلمته،أن الإتحاد الإشتراكي في هذه المعركة، سيقدم برامج محلية وإقليمية وجهوية ووطنية،حيث من خلالها سيلتزم المرشحون على السهر على تنفيذها من خلال تعاقد والتزام بينهم وبين الناخبين حسب متطلبات وحاجيات كل جماعة على حدة. وبخصوص البرنامج الوطني للحملة الإنتخابية لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، حدد الراضي معالمه في خمس نقط أساسية هي: - إيلاء أهمية كبيرة للتنمية البشرية والتنمية الإقتصادية. - إدماج المرأة والشباب في الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية. - إعطاء أهمية خاصة للفئات الإجتماعية الأكثرهشاشة كفئات المعوقين والمسنين والمرضى بمرض مزمن. - الحكامة الجيدة،والتسييرالحداثي والعصري الذي ينتج خدمات في المستوى العالي ويعطي النجاعة والشجاعة. وبالنسبة للأداء الإتحادي على مستوى الجماعات المحلية،أشارالكاتب الأول في كلمته التي ألقاها أمام جمهورغفير ملأ مدرجات وجنبات مسرح الهواء الطلق بأكَاديرمساء يوم الأحد31ماي2009،إلى أن الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، حزب اشتراكي وديمقراطي يؤمن بالعدالة الإجتماعية وبالتوازنات بين الأحياء بالمدينة،وبالتوازات بين الطبقات الإجتماعية،ويولي عناية كبيرة لحماية الأطفال والدفاع عن المرأة ودعم الطبقات الإجتماعية المحرومة. وفي هذا الصدد، نوه الكاتب الأول،بأداء الفريق الإتحادي الذي يقوده طارق القباج في تسييره لمدينة أكَادير،والذي اعتبره نموذجا حيا في الحكامة الجيدة القائمة على التدبيرالناجع،والشفافية والنزاهة والإستقامة والمصداقية،وفي الإنجازات التي تحققت على أكثرمن مستوى. خرجنا منتصرين من معركة اختيارالمرشحين، لأننا استخدمنا المنهجية الديمقراطية وفي معرض حديثه عن المرشحين الإتحاديين،قال الراضي،إننا خرجنا منتصرين من معركة اختيارالمرشحين، لأننا استخدمنا المنهجية الديمقراطية التي أرضت الجميع، ودفعت بالإتحاديين إلى التعبئة الشاملة من مناضلين ومناضلات،حتى يسترجع الحزب قوته في الساحة السياسية،وهذا ما يساهم في تدعيم المسلسل الديمقراطي والحفاظ على المكتسبات،وسيدفع بالمغرب إلى الأمام وإعطائه المكانة اللائقة بين جميع الدول. وختم الراضي كلمته بقوله:«يجب أن نتعبأ جميعا لنقوم بواجبنا تجاه المغرب، تجاه مدينتنا وقريتنا ووطننا،ونتعبأ لمحاربة العزوف الإنتخابي والعزوف السياسي.فالإتحاد كان وسيبقى دائما حزب الأمل والتفاؤل،وحزب المستقبل والتقدم والنهضة،فنحن في الإتحاد نأمل بأن نبني المغرب المزدهر ونقويه في عدة مجالا ت، سواء في هذه المرحلة أوفي المراحل المقبلة. كلمات مختلفة ألقيت في مهرجان الوردة بأكَادير كان المهرجان قد انطلق بعدة كلمات لكل من الكاتب الجهوي عبد الكريم مدون،التي أكد فيها أن الإتحاد الإشتراكي ناضل دائما ومنذ تأسيسه من أجل بلد ديمقراطي ذي مؤسسات ذات قيمة.واليوم نجتمع لنستمر في هذا الوفاء،لندافع عن المصداقية والتغيير والأمل. وأضاف أن الإتحاد راكم لثلاثة عقود تجربة قوية في التدبيرالمحلي والديمقراطية المحلية،راكم مجموعة من الآليات التي طبقت على أرض الواقع،في عدة مدن مغربية،وكانوا في مستوى انتظارات المواطنين. وتعد مدينة أكَاديرنموذجا لهذه الإستراتيجية التي تبناها الإتحاد،حيث راكم من خلال مستشارين اتحاديين تجارب كبيرة في هذا المجال. إننا حاربنا السلطة بالأمس واليوم نحارب الفساد والمفسدين وسماسرة الإنتخابات،ونقول للمواطنين وجميع الغيورين على هذا البلد، إننا صامدون ونستمرفي النضال من أجل كرامة وحرية المواطن.وذكرأن مرشحي الإتحاد الإشتراكي متضامنون مع المواطن، لأنهم مراقبون مرة من طرف تنظيماتهم، ومرة أخرى من طرف المواطن الذي يعبرون عنه،وينفذون في برامجهم حاجيات هذا المواطن. أما وكيل لائحة الإتحاد الإشتراكي بأكَاديرطارق القباج،فقد تناول في كلمته أهم ما ميزتجربة التسييرالإتحادي خلال الولاية الحالية،حيث وقف على الصعوبات والإكراهات الذاتية والموضوعية التي واجهته في التسيير،والتحالف الهش الذي طبع تسييره للبلدية منذ2003إلى2009،والإنجازات التي قام بها الفريق الإتحادي بالمدينة،وخاصة ما يتعلق بالبرنامج الهيكلي للمدينة والدراسة التشخيصية للحاجيات والمتطلبات بالأحياء الكبرى للمدينة والملحقات ببنسركَاو وأنزا وتيكوين التي كانت تعيش وضعية هشة. كما تحدث القباج عن الإصلاحات الجذرية التي باشرها المجلس البلدي،لكي تصيرأكَاديرمدينة ذات جودة عالية،من خلال استكمال التجهيزات الأساسية، وتقوية الإنارة العمومية وتوسيع الطرق،وإحداث مناطق خضراء ودور الأحياء وألعاب الأطفال وملاعب رياضية صغرى بالأحياء وتهيئة كورنيش أكَاديروقصبة أكَاديرأوفلا،وفك العزلة عن بعض الأحياء وغيرها من المشاريع التي عرفتها المدينة في السنوات الست،وذلك بفضل التسييرالحديث والمعقلن. وتحدث كذلك على البرنامج المحلي الذي يقدمه الإتحاد الإشتراكي في حملته الإنتخابية،حيث ركزعلى أكبرالملفات التي تنتظرالحلول في التجربة المقبلة وخاصة ملف النقل الحضري وملف أزمة التعليم وملف الوضع الصحي بالمدينة،وملف الشباب وملف السكن الذي يؤرق شرائح كثيرة من المجتمع. وقالت وكيلة اللائحة الإضافية السعدية الباهي:إن ولوج النساء إلى تسييرالشأن المحلي، يعتبرا مكسبا ديمقراطيا لتوظيف طاقاتهن وقدراتهن في المجال السياسي والشأن المحلي ولترجمة مشاريعهن على أرض الواقع،ولهذا نريدهن أن يلعبن دورهن كاملا في تنفيذ برامجهن، وخاصة ما يتعلق بمحاربة شبكات الفساد التي تستهدف المرأة والطفل. فمستقبل المغرب رهين، تضيف الباهي،بتظافرعدة جهود للمرأة والرجل معا،لأننا لايمكن أن نراهن على وطن يسير برجل واحدة،لا بد أن تتاح للمرأة فرصة لتسيرإلى جانب الرجل،وتكون بمثابة قوة اقتراحية فاعلة في المؤسسات المنتخبة في المجالات التي تهم المواطن أساسا. هذا وختم فؤاد فرجي المهرجان الخطابي المنظم في سياق انطلاق الحملة الإنتخابية الوطنية لحزب الإتحاد الإشتراكي،بكلمة ألقاها بإسم الشبيبة الإتحادية بأكَادير،يدعو فيها الشباب ذكورا وإناثا الذين ملأت بهم جنبات مدرجات مسرح الهواء الطلق،بأن يشاركوا في الحملة والتصويت بقوة،لقطع الطريق على الفساد الإنتخابي وعلى المفسدين الذين عبأوا كل الوسائل غير المشروعة لإفساد الإنتخابات الجماعية،فهؤلاء هم الذين أوصلوا الشباب إلى حائط البطالة، الإدمان على المخدرات والهجرة السرية والإجرام.. وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان الوردة،الذي أعطى فيه عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية،انطلاق الحملة الإنتخابية الجماعية على المستوى الوطني،تميزكذلك بفقرات غنائية ولوحات فنية ساهم فيها فنانون وفرق فولكلورية ومجموعات غنائية، نذكرمن بينها مجموعة تكَادة،وفرقة فاطمة الشلحة لميزان هوارة،ومجموعة ستايل سوس لفن الهيب هوب وفرقة أجيال كَناوة،والفنان الأمازيغي عموري مبارك..