ذكرت مصادر صحافية في سبتةالمحتلة أن محكمة حقوق الإنسان في استراسبورغ وافقت على الطلب الذي قدمته أسرة محمد الطيب أحمد المعروف ب« النيني» ، أحد أكبر مهربى الحشيش في العالم ، بعدم تسليمه للمغرب ، مضيفة أن المحكمة استندت في قرارها الى كون « النيني» يتوفر على الجنسية الاسبانية، بالإضافة إلى أنه خلال اعتقاله بالمغرب تعرض إلى «معاملة غير إنسانية». وأكدت ذات المصادر أن الموافقة على الطلب ، ليست سوى المرحلة الأولى من المسطرة التي تخضع لها في العادة ملفات مماثلة ، وأنها تعني أن الطلب يستوفي الشروط القانونية ، إذ يتوقع أن تتم لاحقا دراسته من كل جوانبه ، قبل النطق بالحكم ، فيما إذا كان يستند الى وقائع حقيقية تمنع من ترحيل « النيني» إلى المغرب أم لا . ومعلوم أن النيني كان قد اعتقل في المغرب في إطار ملف منير الرماش في غشت 2003 ، وفي دجنبر 2004 أصدرت في حقه محكمة الاستئناف بتطوان حكما بالسجن ثماني سنوات بعد إدانته بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات ومحاولة القتل العمد .وقد تمكن في 7 دحنبر 2007 من الفرار من سجن القنيطرة بتواطؤ من عدد من موظفي السجن الذين اعتقلوا وحكم عليهم بمدد متفاوتة . وفي 23 أبريل 2008 اعتقل بسبتةالمحتلة تنفيذا لمذكرة اعتقال دولية، أصدرها الأنتربول بناء على طلب من المغرب ، وأودع بعدها بسجن «سوتو دبل ريال» بالعاصمة الاسبانية في انتظار استكمال اجراءات ترحيله إلى المغرب . ومنذ ذلك الوقت، يسعى دفاع « النيني » جاهدا إلى منع ترحيله إلى المغرب بدعوى أنه إسباني الجنسية وأنه قد يتعرض إلى « سوء المعاملة » في السجون المغربية ، في حين تشدد السلطات المغربية على أنه مغربي اعتقل وحوكم في المغرب بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات قبل أن يفر من سجن القنيطرة ، وبالتالي يجب ترحيله لاستكمال المدة التي حكم عليها بها . غير أن كل المحاولات التي بذلها دفاع « النيني » آنذاك آلت إلى الفشل ، حيث وافقت الغرفة الرابعة للمحكمة الوطنية على الطلب الذي تقدم به المغرب ، وهو القرار الذي أيدته لاحقا الغرفة الجنائية بذات المحكمة ، والتي أحالت القرار على مجلس الوزراء الإسباني لإعطاء الضوء الأخصر قصد الشروع في عملية الترحيل ، حيث أن القوانين الإسبانية تنص على أن ترحيل أي معتقل إلى الدولة الذي تطالب به يجب أن يتم بإذن من المحكمة الوطنية وبعد مصادقة مجلس الوزراء. وقد سبق لاسبانيا ، وفي إطار التعاون القضائي والامني بين البلدين ، أن رحلت عددا من المطلوبين إلى بلادنا، أغلبهم على خلفية قضائية تتعلق بالارهاب والجريمة المنظمة.