حققت الدورة الثالثة لمهرجان إيسني وورغ للسنيما الأمازيغية في هذه السنة، بالمقارنة مع الدورتين السابقيتين، قفزة نوعية على مستوى البرمجة،حيث وقّعت على عرض 27 فيلما مغربيا وأجنبيا، ورشة لفائدة 12شابا من جهة سوس ماسة درعة أطرها السويسريان: الطاهر حوسي وسلين كاريدروا. هذا، وتميز المهرجان في نسخته الثالثة، كذلك بعرض أربعة أفلام سويسرية خارجة المسابقة، كضيف شرف على الدورة، وعرض 13فيلما مشتركا من مجموع 23 فيلما داخل المسابقة، يتعلق الأمر بفيلم مغربي جزائري، كندي مغربي، إسباني مغربي، وجزائري سويسري، هذا فضلا عن عرض أفلام لطوارق مالي، وطوارق الجزائر. أما جديد الدورة، فزيادة على الكم الهائل من الأفلام التي عرضت لأول مرة، فيتجلى في انفتاح المهرجان على السينما غير الناطقة بالأمازيغية، كنوع من التلاقح بين عدة تجارب سينمائية ناطقة بلغات مختلفة، إضافة إلى الإنفتاح على أفلام أمازيغية في الدياسبورا بكل من بلجيكا وفرنسا وإسبانيا وكندا. جهة سوس ماسة درعة المحتضنة للمهرجان، كانت حاضرة هي الأخرى بقوة في الدورة الثالثة للمهرجان السنيمائي الأمازيغي، من خلال عرض ثمانية أفلام تم إنتاجها بالجهة من قبل مخرجين شباب تحدوهم روح المغامرة والتجريب في إنتاج أفلام سينمائية ذات تيمات وتقنيات متميزة أثارت اهتمام لجنة التحكيم سواء المخصصة للفيلم الفيديو أو للفيلم السينمائي القصير والطويل . ورغم المجهودات المبذولة من جمعية إسني وورغ، ومن الطاقم الشاب المشرف على التنظيم والبرمجة، من المبدعين والفنانين والجمعويين، من أجل إرساء صرح هذا المهرجان المتميز في موضوعاته وبرامجه، يبقى المهرجان تعترض سبيله دائما إكراهات مادية، تحد أحيانا من تحقيق طموح منظميه، وبلوغ هدفه المنشود ليكون مهرجان استقطاب بمواصفات دولية. فهذه الإكراهات أرجعها مدير المهرجان رشيد بوقسيم، إلى الجهات المسؤولة بالمدينة والجهة التي تحررت من التزاماتها بخصوص دعم الدورة، فباستثناء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والمجلس البلدي لأكَادير، فجميع المؤسسات، يقول بوقسيم، تتعامل معنا بنوع من التمايز والتفضيل، فكيف يعقل أن مهرجانا مثل إسيني وورغ بهذا النجاح والحجم والتنظيم، لاتتجاوز ميزانيته 90 ألف درهم، يذهب نصفها تقريبا في تذاكر الطائرة، في حين تصرف الملايين على حفلات خاصة وسفريات سياحية بالخارج للتجوال والتمتع، يصرفها المجلس الجهوي للسياحة بأكَادير الذي لم يدعم المهرجان في أي شيء. وتساءل بمرارة كيف يعقل أن مهرجانا يقام لأول مرة بأكَادير، في إشارة إلى مهرجان الفيلم الوثائقي، يقدم له دعم كبيرحيث أخذ من المؤسسة الوصية (المركز السينمائي المغربي) حوالي 50 مليون سنتيم، في حين لم تقدم تلك المؤسسة لمهرجان السينما الأمازيغية، حتى ربع ذلك الدعم، إذ خصص له المركز السينمائي المغربي فقط مبلغ 10آلاف درهم لم نتسلمها بعد، مما جعلنا نشعر بالحكَرة لا من طرف المؤسسة الوصية ولا من طرف أشخاص وجهات مسؤولة بأكَادير والجهة، ما فتئوا دائما يعرقلون مسيرة هذا المهرجان لإقباره لغاية في نفس يعقوب.