نزل المئات من المواطنات والمواطنين ببومية، إقليمخنيفرة، إلى الشارع في وقفة احتجاجية حاشدة، يوم الخميس 16 أبريل 2009، للإعراب من جديد عن تنديدهم الشديد إزاء الوضع الصحي المتردي بالمنطقة، ومن ذلك «دار الولادة» التي لم تعد تحمل من خدمات الولادة إلا الشعار. وقد ردد المشاركون في الوقفة سلسلة من الشعارات التي عبروا من خلالها عن درجة سخطهم على «الحالة المريضة» التي يشكو منها الجسد الصحي ببومية، هذه البلدة التي تعاني أصلا ما يكفي من التهميش والعزلة والإقصاء الاجتماعي. وفي هذا الإطار كانت أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتحالف اليسار الديمقراطي واللجنة المحلية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، قد عقدت اجتماعا خاصا بمقر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مساء يوم الاثنين 13 أبريل 2009، حيث تم تداول أحوال الوضع الصحي الذي يعرف ترديا خطيرا والذي سبق للهيئات المذكورة أن حذرت ونبهت إليه، ولم تتعاط أية جهة مسؤولة مع الأمر بجدية، مما يؤدي إلى انعكاسات جد خطيرة، قد لن يكون آخرها ما حدث بمركز بومية حيث لم تجد إحدى المواطنات الحوامل الرعاية المطلوبة لتضع وليدها في الشارع العام، وربما لم يتم فتح أي تحقيق صارم في حيثيات النازلة المؤلمة. ولم يفت الهيئات المجتمعة إصدار بيان مشترك أعربت ضمنه عن احتجاجها إزاء رفض مركز الولادة ببومية استقبال النساء في حالة الوضع، مما أسفر عن إنجاب بعضهن لمواليدهن في الشارع، وقد تم تسجيل حالتين من هذا النوع في غضون شهر واحد فقط، كما نددت ذات الهيئات بالتعامل اللامسؤول واللاإنساني للفريق الطبي بمركز بومية تجاه المواطنات والمواطنين، سيما منهم النساء الحوامل الوافدات من المناطق والدواوير القروية، وهو ما يدل بجلاء على زيف الشعارات التي ترفعها الوزارة الوصية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالوضع الصحي للمرأة بالعالم القروي، وبالتالي استنكرت الهيئات المشار إليها تجاهل السلطات المحلية للمطالب المنادية بتطوير وتجهيز القطاع الصحي والرقي بخدماته، وفي ذات بيانها الاحتجاجي عبرت الهيئات الموقعة عليه عن تنديدها بالتردي الذي بلغته الأوضاع الصحية بالمنطقة، وتأييدها لحق السكان في الرعاية الصحية وشروط الحياة الكريمة، واستعدادها لخوض ما يتطلبه الموقف من أشكال نضالية. وكما سبقت الإشارة إليه في عدد سابق من جريدتنا «الاتحاد الاشتراكي» ، فإن مواطنة من بومية وضعت وليدها في الشارع العام أمام مرأى من الملأ، قبل أن تتدخل إحدى النساء بمعية «قابلة» ونجحتا بإرادة إلهية في مساعدة المواطنة على الوضع وإخراج الوليد الذي استنشق أنفاسه الأولى في أجواء باردة ووسط نظرات الجماهير المحتشدة في الهواء الطلق. وجدد المواطنون تنديدهم بتماطل وزارة الصحة في تجهيز «دار الولادة» بالأطر الكفأة والمؤهلة والآليات الضرورية، علما أن ساكنة البلدة تتعدى25 ألف نسمة، دون احتساب المناطق المحيطة والمجاورة