في اللقاء التحسيسي الذي نظم يوم الثلاثاء 24 مارس بقاعة الاجتماعات بعمالة المحمدية، بحضور الكاتب العام للعمالة ومديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء ونائب الوزارة ومدير معهد الأبحاث من أجل التنمية، تم التأكيد على أهمية المنطقة الرطبة بالمحمدية ، كما تبين من خلال الشريط الوثائقي الصادم الذي أعدته جمعية مدرسي الحياة والأرض، اللقاء تخللته مداخلتان: الأولى حول «الاجراءات الأولية الضرورية لحماية المنطقة الرطبة بالمحمدية» للدكتور محمد الداكي من المركز الوطني للأبحاث العلمية، والثانية حول «المنطقة الرطبة أية مشاريع لإعادة التهيئة والاستغلال المستدام» للوالي عبد الغني، مهندس دولة، و جميلة اليوسي من عمالة المحمدية. وتوجد المنطقة عند مصب الوادي المالح، وهي عبارة عن مستنقع ساحلي تقلص ليتحول إلى «فيفاء» صغيرة مالحة مساحتها حوالي 150 هكتاراً تغمرها المياه بشكل مؤقت وتخترقها قناة مستقيمة حلت محل المجرى الطبيعي للوادي. وتأوي المنطقة أكثر من 100 نوع من الطيور، كما تقول إحدى القصاصات التي وزعت على المشاركين في لقاء: «المنطقة الرطبة للمحمدية أية آفاق»، منها أكثر من 56 نوعا من الطيور المائية و 30 نوعا من الجواثم (العصافير) و 4 أنواع من الجوارح، كما تزورها بعض الطيور المميزة كطائر الشهرمان والنحام الكبير وطائر الونس خلال فترة التشتية أو الهجرة. وتتردد عليها ثلاثة أنواع من الطيور النادرة أو المهددة خلال فترة الهجرة وهي: الخرف الرخامي المصنف كنوع مهدد حسب اللائحة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة الصادرة سنة 2003، ونورس أودوان وطائر أبي ملعقة الأبيض وهما طائران مهددان ضمن ملحق اتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة المعروفة اختصاراً ب CMS وضمن اتفاقية الاتجار الدولي بالأنواع المهددة بالانقراض من الوحيش والنيت البريين المعروفة باتفاقية سايتس CITES. كما تعتبر المنطقة مأوى لبعض أنواع الأسماك، كالحنكليس والجمبوزيا وبعض الرخويات والصدفيات. وتعرف المنطقة نمو غطاء نباتي متنوع يمكن تقسيمه على عدد من التجمعات النباتية أهمها: تجمع الاسل البحري والقِرضَاب تجمع نبات المُلَّيْح ونبات الرُّغْل. تجمع نبات السمار تجمع نبات السويدة والرغل الملحي. تجمع شجر الطرفاء (تعرض مؤخراً لتخريب كبير). هذه الثروة النباتية والحيوانية التي أكسبت المنطقة أهميتها الوطنية والدولية لم تسلم من التدهور والتخريب بسبب الأنشطة البشرية. وقد أرجعت الورقة المقدمة للمشاركين سبب التدهور إلى ثلاثة أسباب رئيسية: 1 التلوث. أ مخلفات سائلة تطرح في الوادي عبر بعض قنوات التصريف العشوائية. ب تواجد مكب عشوائي للنفايات بالقرب من مجرى الوادي تتسرب منه إلى النهر عصارات محملة بمواد ملوثة شديدة التركيز. ج الانبعاثات الغازية للمصانع القريبة من المنطقة الرطبة، والتي غالبا ما تحتوي نسباً عالية من الغازات الملوثة. د النفايات الصلبة التي ترمى عشوائيا كمخلفات البناء وإطارات السيارات وغيرها من النفايات التي لا تذهب إلى الأماكن المخصصة لها. 2 الردم : ذلك أنه تحت ضغط النشاطات الصناعية المتزايدة والتوسعات العمرانية الكبيرة التي تعرفها المدينة، تم اقتطاع وردم أجزاء كبيرة من المنطقة الرطبة عند المصب، مما أدى إلى تقليص مساحتها وتجفيف إحدى البرك الدائمة، مما تسبب في تدمير عدد كبير من المحايا الطبيعية شكلت إلى أمد قريب مأوى للعديد من الطيور والحيوانات. 3 التدخلات البشرية:هذه التدخلات حدثت سنة 1970، حيث تم تحويل المجرى الطبيعي للنهر وتعويضه بقناة صناعية عميقة تخترق منطقة المستنقع الكبير بشكل مستقيم، مما أدى إلى تجفيف المجرى الطبيعي للوادي وإلى تغيير عميق في الأنظمة البيئية. وقد كان الدافع وراء عملية تحويل مجرى النهر، تهييء أراض جديدة لإقامة منشآت ولتوسيع المنطقة الصناعية. وقد استمرت عملية اقتطاع الأراضي من المنطقة الرطبة التي تقلصت مساحتها الى أقل من 200 هكتار سنة 2004، حيث عرفت المنطقة بعد الفيضانات التي اجتاحت المحمدية نوعاً آخر من التدخلات، تمثل في إنشاء قناة لتصريف مياه الأمطار بها، وإحاطتها بحزام من الحواجز الترابية زاد من تقليص مساحتها. اللقاء التحسيسي، جاء «لنشر الوعي البيئي بالمؤسسة التعليمية من أجل العناية بفضاءاتها الخضراء لتحقيق جودة في الحياة»، يقول مبروكي رئيس جمعية مدرسي الحياة والأرض بالمحمدية و «لأجل اتخاذ الاجراءات الأولية الضرورية لحماية المنطقة الرطبة بالمحمدية». وفي كلمة الافتتاح أكد ع. الرفيع سمير أن الهدف من اللقاء هو« نهج المقاربة التشاركية لأجل تقوية التواصل والتعاون بين قطاعي التعليم العالي والتعليم المدرسي، ومن جهة ثانية، خلق دينامية في الأندية البيئية ومركز التربية البيئية لنيابة المحمدية وتكوين فاعلين اجتماعيين وإعدادهم للانخراط في جهود التنمية البشرية التي تحتاجها بلادنا». اللقاء غاب عنه رئيس المجلس البلدي ونوابه، فقط بعض المستشارين الذين جاؤوا بصفتهم الشخصية، ولم يحْضر أصحاب الصناعات الكيماوية والبترو كيماوية والحرارية!!