أكمل فريق الوداد البيضاوي عقد الفرق المؤهلة إلى نهائي دوري عصبة أبطال العرب، في نسختها السادسة، بعد انتصاره في إياب ربع النهاية على ضيفه الوحدات الأردني بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، بأربعة أهداف دون مقابل، علما بأن مباراة الذهاب التي جرت قبل أسبوعين بملعب عمان الدولي، انتهت بفوز الوحدات بهدفين مقابل هدف واحد. وكانت الحصة مرشحة للارتفاع في أكثر من مناسبة، تبقى أبرزها ضربة الجزاء التي أهدرها مصطفى بيضوضان في آخر دقائق المباراة، التي شهدت سيطرة شبه مطلقة للفريق الأحمر الذي كان مؤازرا بجماهيره التي حجت بكثافة إلى الملعب. لم يحتج فريق الوداد إلى انتظار كثير من الوقت كي يهز شباب الحارس الأردني عامر شفيع، التي تفاجأ بضربة رأسية من مصطفي بيضوضان في الدقيقة الرابعة من اللقاء، الذي أداره طاقم تحكيم مصري بقيادة الحكم الدولي عمر فهيم. وما كاد الفريق الأردني يسترجع أنفاسه ويرمم صفوفه بعد هذا الهدف المبكر حتى تلقت شباكه هدفا ثانيا وبنفس الطريقة من رأسية عبد الصمد رفيق بعد تلقيه كرة محكمة من الواعد أيوب سكوما في الدقيقة 15. ومباشرة بعد الهدف الثاني، تراخت العناصر الودادية ومالت إلى اللعب الاستعراضي، حيث تفاعلت كثيرا من صيحات الجمهور، الأمر الذي قلل من الخطورة على مرمى حارس الوحدات، فكادت الدقيقتين 20 و 30 أن تحملا أنباء غير سارة، لكن عدم الفعالية والافتقاد إلى الحس الاحترافي حالا دون بلوغ مرمى الحارس كريم فكروش، الذي كان في شبع راحة. وأدى الفريق الأردني ضريبة هوايته، التي تأكدت بشكل واضح على أرضية الميدان، عندما اعتدى الحارس شفيع على أحد زملائه أمام أنظار الحكم والطاقم التقني، كما أن عدم التركيز كان واضحا في صفوف الوحدات، الذي وجد نفسه تائها فوق أرضية الميدان ومهلهل الصفوف، حيث نزع لاعبوه إلى الحلول الفردية في غياب أي تنسيق جماعي، الأمر الذي منح تفوقا لعناصر الوداد التي فرضت سيطرتها على المباراة. وعاب المدرب بادو الزاكي في ندوته الصحافية على لاعبيه الإفراط في اللعب الاستعراضي وعدم التعامل باحترافية مع باقي أشواط اللقاء، حيث كادت شباك الحارس فكروش أن تهتز في بداية الحولة الثانية، التي شهدت بدايتها صحوة للفريق الأردني، الذي حاول اختراق الدفاع الودادي، الذي لم يحسن جيدا التعامل مع خطة التسلل، التي تكسرت في أكثر من مناسبة، وخاصة في الدقيقة 52 بواسطة عوض راغب الذي مرت كرته بجانب القائم الأيمن للحارس كريم فكروش. واستعاد الوداد قوته بعد ذلك، فأضاف الهدف الثالث في الدقيقة 54 من رجل المدافع معن الراشد ضد مرماه، بعدما حاول إبعاد كرة ممرة من الجهة اليمنى، قبل أن يرفع عبد الصمد رفيق الحصة إلى أربعة أهداف من ضربة جزاء أعلن عنها الحكم فهيم وطرد على إثرها قائد الفريق الأردني لتعمده إبعاد الكرة داخل المعترك بيده. وكادت الحصة أن تتعزز بهدف خامس لولا رعونة مصطفى بيضوضان في تنفيذ ركلة جزاء احتسبها الحكم في الدقيقة 83 بعد إسقاط المدافع هشام اللويسي، الذي كان متألقا كعادته، في منطقة الجزاء، بعد قيادته لعملية هجومية في الجهة اليمنى. لقد ضمن الوداد بطاقة المرور إلى المربع الذهبي، حيث من المنتظر أن يواجه في دور النصف فريقا تونسيا أوجزائريا، على اعتبار تأهل فريقين تونسيين وآخر جزائري، بعد أن سيطرت أندية المغرب العربي على هذه المسابقة. وضمن الوداد بتأهله إلى الدور النصف النهائي على الأقل مبلغ 200 ألف دولار، حسب جدول المكافآت التي أعلنها الاتحاد العربي قبل انطلاق منافسات بطولة هذا الموسم. و سيحصل البطل على مليون دولار (بدلاً من 1.5 مليون دولار) فيما ينال الوصيف 650 ألف دولار (بدلاً من مليون دولار)، مقابل 200 ألف للخاسر في نصف النهائي، و100 ألف للخاسر في ربع النهائي، و40 ألفاً للخاسر في الدور الثاني، و20 ألفاً للخاسر في الدور الأول. ويضاف إلى هذه الجوائز مبلغ 20 ألف دولار لكل فريق عن كل مباراة ذهاباً وإياباً في جميع الأدوار، فضلاً عن حصول الفريق على عائدات المباريات التي تقام على أرضه.