سقط فريق الرشاد البرنوصي، مرة أخرى، في نهاية الأسبوع الماضي، بميدانه أمام جاره الاتحاد البيضاوي. وفشل في مجاراة حماس لاعبي الحي المحمدي الذين تمكنوا من انتزاع فوز ثمين برسم الدورة 25 من بطولة المجموعة الثانية. سقطة أخرى هي إذن، انضافت إلى سلسلة الاندحارات التي التصقت بمسار فريق حي البرنوصي منذ بداية دورات البطولة الحالية، وهي سقطة كذلك، جاءت لتفتح أبواب القلق على مصراعيه بخصوص مستقبل فريق يجر خلفه امتدادات تاريخية، وقاعدة واسعة من المحبين والغيورين الذين، ولاشك في ذلك، يشعرون، اليوم، بكل أشكال الألم وهم يعاينون توالي سقطات الرشاد، ويتساءلون عن أسباب هذا الوضع، وكيف هي سبل الخلاص والإنقاذ! يتساءلون ويستغربون وهم الذين كانوا يراهنون بالأمس القريب، على مشاهدة فريقهم وهو ينافس على نيل إحدى بطاقات الصعود للقسم الأول، مدركين أن بإمكانه ذلك نظرا للمقومات التي يتوفر عليها، وتفتقدها أغلب الأندية الأخرى بمن فيها تلك التي تلعب حاليا الأدوار الطلائعية في البطولة. لقد كان محبو الرشاد ينظرون إلى فريقهم بنظارات يملؤها التفاؤل، خصوصا بعد تلك التصريحات والتطمينات التي تضمنتها كلمة رئيس الفريق في محطة الجمع العام المنعقد في شهر يوليوز الماضي، حين أكد أن رهان الفريق في البطولة الحالية سيكون تحقيق الصعود ولاغير ذلك! دارت الأمور بعكس كل الانتظارات، وتوالت سقطات الفريق داخل وخارج الميدان، مما رمى به إلى آخر الترتيب، أصبح معه الفريق من أقوى المرشحين لمغادرة القسم الثاني! ويزداد الاستغراب، كونه نفس الفريق الذي نجح ، خلال الموسم الماضي، في رسم كل صور التألق في منافسات كأس العرش، وفي منافسات كأس الأتحاد الافريقي، لينهار هذا الموسم بشكل يثير كثيرا من التساؤلات! هذا في الوقت الذي يرد مسؤولو الفريق أسباب هذا التواضع إلى سوء الحظ! وإلى «التشويش» الذي خلقه «المعارضون». فيما يرى طرف آخر، أن «النظرة التجارية» التي تدار بها شؤون الفريق، والمتجلية في عمليات «بيع اللاعبين»، حالت بشكل كبير تحقيق أي نجاح للأهداف التي أطلقها رئيس الفريق في «جمعه العام» الشهير المنعقد بعيدا عن تراب البرنوصي! وبين هذا وذاك، يحز في نفس الكثير من المتتبعين، ما وصل إليه الرشاد البرنوصي من مآل «أسود» يهدد مستقبل فريق يعد مدرسة كروية لها حضور كبير في كرة القدم الوطنية!