لم تتجاوز دورة مجلس عمالة الدارالبيضاء ، التي انعقدت في الأسبوع الأخير ، حدود نقط نظام، كاد فيها أن يتحول الجمع إلى مواجهة صريحة بين الوالي الجديد محمد حلاب وأعضاء المجلس. «التشنج» سيبدأ منذ الوهلة الأولى للاجتماع، حين طالب أحد الأعضاء بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء غزة ليجيبه عضو آخر، بأن هناك من حوّل قضية غزة إلى مزايدة سياسية حتى أصبحت مختلف اجتماعات المجالس المنتخبة حلبة للتسابق بين المنتخبين، حول من سيطالب بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء غزة، والحال ان المغاربة قاطبة عبروا عن تضامنهم مع إخواننا هناك بمختلف الأشكال منها إقامة صلاة الغائب والتبرع بالمال والدم وتنظيم مسيرات...الى غير ذلك، وهو الأمر الذي أيده حتى الوالي الذي اعتبر أن غزة في قلوب المغاربة جميعا ولا داعي للعب هذه الورقة للمزايدات السياسية، وبأن الهدف من عقد المجالس والدورات يتجلى في العمل الجدي وابتكار مشاريع من شأنها أن تفيد المدينة وساكنتها. ليبدي بعد ذلك الوالي حلاب بعض ملاحظاته حول ما تعيشه الدار البيضاء من مشاكل وعلى رأسها الاكتظاظ والازدحام... وفي إطار نقطة نظام أيضا تدخل بعض أعضاء المجلس ليعبروا عن استيائهم من نوع التعامل الذي تلاقيه دروبهم وأحياؤهم المصنفة في خانة التهميش ، في الوقت الذي تحظى فيه أحياء أخرى راقية بأولويات المسؤولين، وقدم أحد الأعضاء حي درب السلطان كنموذج على ذلك، فكان رد الوالي بأنه من لا يعرف درب السلطان لا يعرف الدار البيضاء، وبأنه من أبناء هذا الحي العريق، وبذلك فهو بيضاوي يعرف الدار البيضاء، ليباغته عضو آخر بسؤال :«إذن أنت رجاوي ؟» ليجيبه في الحال :«نعم أنا رجاوي». وفي معرض رده على تدخل أحد الأعضاء (مصطفى الريشي) الذي انتقد التسيير في الدار البيضاء، مصرحا بأن المواطنين يواجهونه وباقي المنتخبين بالقول: «حتى بدات الانتخابات عاد بديتو تصايبو الطرقان..»، قال الوالي « أنا ما كانعرف حتى واحد ، اللي كا يهمني أن صناديق الاقتراع غا تكون نزيهة، واللي جاب شي حاجة غادي ياخذها.. وأنا معيّن ولست منتخبا ، لا أنتظر أن يشكرني هذا أو ذاك،.. وأنا كانعرف نهضر ، وعندي باش نهضر». قبل أن يذكر الحاضرين بأنه في طنجة حارب مافيا المال والحشيش والسلاح ووقف ضد البعض منهم كي لا يلوث الانتخابات. الدورة التي لم تخرج عن نقط نظام، ولم يتم التطرق فيها الى أي نقطة من جدول الأعمال، اعتبرها بعض الحاضرين انطلاقة «صدامية» بين الوالي محمد حلاب والمنتخبين.