يستعرض محمد بنسعيد آيت إيدر القيادي في حزب اليسار الاشتراكي الموحد والمسؤول السابق عن الحزب في الجزء الأول من برنامج « الشاهد » الذي يبث يوم غد الثلاثاء في الساعة العاشرة والنصف ليلا، حياته في قرية « تين منصور » بشتوكة آيت باها بضواحي مدينة أكادير. من طفولته بالقرية وانتقاله إلى المدرسة القرآنية ومتابعته الدراسة والتعليم التقليدي بالمنطقة إلى حين انتقاله لمراكش للدراسة بجامعة بن يوسف في ظل ظروف هيمنة الاستعمار الفرنسي وأعوانه بالجنوب وعلى رأسهم التهامي الكلاوي باشا مراكش كما يحكي عن استعدادات الحركة الوطنية لمواجهة الاستعمار وظهور التنظيمات السرية للمقاومة كتنظيم المنظمة السرية وكذلك العمل على مساعدة المقاومين على الاختفاء والالتجاء إلى مدينة إيفني بالجنوب التي كانت تخضع آنذاك للسلطات الإسبانية... ويتابع محمد بن سعيد آيت إيدر شهادته عن مرحلة ما قبل الاستقلال والصراعات السسياسية والحزبية التي شهدتها الساحة الوطنية سواء بين المنظمة السرية والهلال الأسود أو الصراع داخل جيش التحرير بالشمال.. ودور حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال في الحياة السياسية الوطنية وصراعهما الذي امتد إلى السنوات الأولى للاستقلال. ويسيتعرض « الشاهد » في هذا الجزء كيف تم تنظيم جيش التحرير بالجنوب والمعارك التي قام بها ضد الإسبان في الصحراء وضد التحالف الفرنسي الإسباني في معركة « إيكوفيون «. كما يتابع بن سعيد شهادته عن مرحلة نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات واتهام بعض قادة جيش التحرير وقيادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بالتآمر ضد النظام في سمي آنذاك بمؤامرة 16 يوليوز 1963. وبعد لجوء محمد بنسعيد إلى الجزائر هروبا من محاولة اعتقاله، شهد المغرب عدة أحداث في الستينيات كتمرد « شيخ العرب» وتورط بعض قادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في هذه الأحداث.. كما يحلل بن سعيد أوضاع المغرب في هذه الفترة وعلاقته مع الفقيه محمد البصري الذي اختلف معه حول أسلوب التعامل مع القضايا الوطنية.. ومع حلول 1967 يغادر بن سعيد الجزائر نحو فرنسا حيث سيتعرض لأزمة نفسية حادة لازمته مدة طويلة جاءت نتيجة الخلاف الحاد في وجهات النظر بينه وبين صديق عمره الفقيه البصري وكيف وقف عبد الرحمان اليوسفي إلى جانبه في هذه المرحلة الصعبة. وبعد شفائه سيقوم بتنسيق جهود الشباب المغربي ) الطلبة والعمال ) بفرنسا من أجل تأسيس إطار سياسي جديد برؤية سياسية مختلفة وهكذا ظهر تيار « 23 مارس » الذي اختلف عن بقية التيارات السياسية المغربية الأخرى في فرنسا وخصوصا في تعامله مع قضية الصحراء المغربية. كما تحدث بن سعيد عن علاقته بالسلطات الجزائرية وكيف حاولت توظيف مشاكل المغاربة بالجزائر من أجل استغلالهم في فرض أطروحتها بخصوص قضية الصحراء المغربية. ويختم هذا الجزء بدخول بنسعيد إلى المغرب في بداية الثمانينيات من القرن الماضي بعد تمتعه بعفو ملكي ومشاركته بعد ذلك في الحياة السياسية من خلال حزب منظمة العمل الديمقراطي الشعبي وإصداره لجريدة أنوال وجريدة المنظمة بعدها ونشاطه البرلماني والجمعوي إلى حدود الآن... وقد قام فريق البرنامج بالتصوير مع محمد بنسعيد في اشتوكة وتيزنيت وقرية تين منصور ومدينة كلميم ومدينة سيدي إيفني ومقر سكناه بالدارالبيضاء كما يتضمن البرنامج صورا وأفلاما تسجيلية عن المغرب في بداية القرن العشرين تبث لأول مرة.