عندما قرر «تان سري ليم غوه تونغ» إقامة «منتجع مرتفعات غينتن»، باشر بإنجاز الدراسات اللازمة لإنجاح هذا المشروع بما في ذلك توفير شبكة من طرق المواصلات التي تتيح الوصول بسهولة إلى القمة وسط الغابة الاستوائية الكثيفة، وكذا توفير كل ما قد يحتاجه رواد المنتجع من ظروف الإقامة الجيدة والاستمتاع بما في ذلك الفنادق وأماكن الترفيه والاستجمام. ولم يكن ذلك بالأمر السهل، إذ امتد شق الطريق نحو قمة الجبل حوالي أربع سنوات، أي من 1965 إلى 1969. وشكل بلوغ هذه المرحلة أمرا مهما بالنسبة لكل الماليزيين، لأن إنشاء منتجع ينافس منتجع البريطانيين يعتبر حلما يسعى كل الماليزيين لتحقيقه، حتى أن رئيس الوزراء الماليزي آنذاك، «تونكو عبد الرحمان»، أشرف بنفسه سنة 1971على تدشين أول فندق بالمنتجع، حمل حينها اسم «فندق المرتفعات»، ليتم تغيير هذا الاسم في ما بعد إلى «تيم بارك». ومر إنشاء المنتجع بعدة مراحل قبل أن يأخذ شكله النهائي، حيث أصبح اليوم يضم خمسة من أفخم الفنادق، من بينها أكبر فندق في الغالم من حيث عدد الغرف، وهو فندق «ذي فورست وورلد هوتل» الذي يتوفر على أكثر من ستة آلاف غرفة، والذي يضطر القادمون إليه إلى الانتظار ساعات طويلة في بهو الاستقبال في انتظار دورهم لحجز الغرف. كما أُلحق بالمنتجع إسطبل «أوانا» لتربية الخيول، وملعب كبير لممارسة رياضة الغولف وسط الغابة، وبحيرة اصطناعية، إلى جانب ملهى شبيه ب «وولت ديزني»، وقاعة لإقامة العروض تتسع لأكثر من 1500 شخص، إضافة إلى واحدة من أكبر قاعات الكازينو في العالم، والتي يحضر القانون المحلي دخولها على المسلمين من المواطنين الماليزيين (البطاقة الوطنية للماليزيين تشير إلى ديانة كل فرد). كما يتوفر المنتجع على محلات تجارية ومتحف أركيولوجي يحتوى على صخرة بولرية مشعة يبلغ وزنها العديد من الأطنان. والأكيد أن ذكر بعض الأرقام عن هذا المنتجع قد يثير غير قليل من الانذهاش، فمجموع المستخدمين في مختلف مرافق هذا المركب السياحي يتجاوز الثلاثة عشر ألفا، كما أن عدد الزوار الذين يترددون على المكان كل سنة يصل إلى عشرين مليون زائر!! وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن فكرة «تان سري ليم غوه تونغ» في إقامة منتجع سياحي ينافس منتجعات البريطانيين قد نجحت فعلا ووجدت تجسيدها على أرض الواقع.