لم يكن من الغريب بتاتا أن يطفو اسم فريق أولمبيك أسفي لكرة القدم على سطح واجهة الأحداث الكروية ببلادنا في الأسابيع القليلة الماضية بالنظر إلى مخلفات الجمع العام الأخير للفريق، والذي شكل بالفعل قطيعة، ولو فقط على الورق، مع المدة التي قضاها أحمد غايبي على رأس إدارته، والتي امتدت إلى ما يقارب عقدا من الزمن. لم يكن تأثير ذلك واضحا منذ الوهلة الأولى، نظرا لمحافظته على رئاسة المكتب المديري لنادي أولمبيك أسفي، والذي يخول له بالضرورة الاطلاع على كل كبيرة وصغيرة في الحياة اليومية لكل فروعه. لكن القريب من محيط فرع كرة القدم بالتحديد يعلم جيدا أن تشكيلة المكتب المسير في حلتها الجديدة، والتي كان عددها خلال الجمع العام هو 9 أعضاء، وأصبح العدد بقدرة قادر 13 عضوا، في سجلات الوثائق القانونية للفريق، هذه التشكيلة لم تستطع في أي وقت وإلى حد كتابة هذه السطور، أن تتحول إلى قوة مؤسساتية واقتراحية في أشكال اشتغالها ومعالجتها لمجموعة من القضايا والمستجدات. اليوم وبعدما استقال المدرب عبد الهادي السكتيوي مقدما مجموعة من الدفوعات والطروحات التي تدعم تشبثه باستقالته، وفي غياب تفسيرات وتبريرات مسؤولة من جانب المكتب المسير، أفادنا مجموعة من أعضائه بأنهم توصلوا برغبة أزيد من 5 مدربين يودون الارتباط بالفريق. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، هو من له الدراية التقنية الكافية التي تخول له صلاحية الحسم والتفاوض لاختيار واحد من هؤلاء الأسماء؟ أكثر من ذلك، وخلال أسبوع كامل، تابع الجميع تفاصيل حضور المدرب كاسيميرو إلى المغرب وتحديدا لمتابعة مباراة المغرب التطواني وأولمبيك أسفي الأخيرة، كما شوهد عدد من أعضاء المكتب المسير للفريق المسفيوي في حديث مطول معه. الإشارات كانت واضحة ولا تحتاج إلى مجهود كبيرة لفك رموزها. لكن ساعات بعد المباراة (انتصار أشبال المدرب المؤقت الكداني)، انقلبت الآية وأعيدت عقارب الساعة شهورا وأسابيع إلى الوراء، لأنه وبكل بساطة، اقتنع أعضاء المكتب المسير بأن المدرب الذي كانوا يبحثون عنه هو على مرمى حجر منهم، وما عليهم إلا الإلتفات كرجل واحد لأخذ قرار تعيين المساعد الأول للسكتيوي وهو امبارك الكداني. سبحان الله وسبحان مبدل الأحوال... ألم يكن الكداني موجودا بين ظهرانيهم حينما فتحوا قنوات الإتصال شرقا وغربا لاختيار مدرب جديد للأولمبيك؟ لماذا وكيف نزل عليهم الوحي دفعة واحدة لاتخاذ مثل هذا القرار المصيري لمستقبل الفريق؟ بعيدا عن لغة التشكيك في قدرات وكفاءة الكداني، هل تحقيق انتصارين متتاليين يشفع لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب وللهدف المناسب؟ أشار مؤخرا كاسيميرو، في أحد حواراته الصحيفة إلى أن مسيري أولمبيك أسفي يفتقدون للأخلاق والاحترافية في التعامل لأنهم - على حد قوله - كانوا ينتظرون هزيمة فريقهم بتطوان للإسراع بسحب البساط من تحت أقدام الكداني والارتباط به. ومما زاد الطين بلة أن الرأي العام الرياضي بآسفي بدأ يتداول أخبارا غير سارة عن إصرار بعض «خفافيش الظلام» التي تعمل المستحيل من أجل إعادة أولمبيك أسفي إلى تكرار أخطاء الماضي وولوج حقبة كروية كان الجميع يعتقد أنه تم القطع معها بصورة نهائية منذ سنتين تقريبا.