كما هي العادة كل سنة، يستعد البيضاويون، شأنهم في ذلك شأن المغاربة بأجمعهم، للاحتفال بعاشوراء التي تصادف العاشر من شهر محرم للسنة الهجرية، والتي تعرف القيام بمجموعة من الطقوس والعادات ،الصحية منها وغير الصحية، التي تكون لها أبعاد وعواقب وخيمة، ومن بينها استعمال الأطفال للمفرقعات والشهب النارية وغيرها من المواد «المتفجرة» التي خلفت العديد من الضحايا عند كل احتفال بالمناسبة! أطفال ويافعو العاصمة الاقتصادية أصبحت لهم ، خلال الأيام الأخيرة ، وجهة مفضلة، على بعد أيام من «الاحتفال» بعاشوراء، فمعظمهم أضحى حريصا على التوجه صوب منطقة درب عمر، لاقتناء كميات من «القْنابْل» و«الصوارْخ» وغيرها من المفرقعات «الأرضية» و«الطائرة» ! زبائن «القنْبول» تجدهم «ينقبون» عن باعته، وهم يافعون أيضا وشبان من مختلف الأعمار بعضهم يخفي كميات منها بسترته الجلدية، أو بأنحاء من جسده داخل القميص، والبعض الآخر داخل حقائب صغيرة، لايقفون بمكان واحد، بل هم دائمو الحركة، يخرجون «سلعتهم» بشكل متوجس، وعيونهم تدور في محاجرها ذات اليمين وذات الشمال، مخافة إلقاء القبض عليهم، وهو المصير الذي يتخوفون منه وإن لم يمنعهم من الاستمرار في بيع تلك المواد ولم يثبط من عزيمتهم، فما أن يرقبوا أطفالا هم أيضا يبحثون عن تجار «القنْبول» حتى يخرجون عينات مما يتوفرون عليه ويشرعون في طرح أثمنتهم «ديال 600 خمسميا» ... إلخ! نشاط «تجاري» موسمي مرتبط ب «الاحتفال» بعاشوراء، شكل طقسا أساسيا لدى الأطفال واليافعين بمختلف الأحياء الشعبية، ولايزال كذلك ، بما أنهم يجدون ضالتهم بدون عناء، التي تتوفر في السوق بشكل كبير، رغم ما سببته وما تسببه من أضرار أدت الى فقدان العديدين لنعمة البصر... وغيرها، فهل تتحرك الجهات المختصة، لحفظ أطفالنا من الضررالذي قد يصيبهم في كل وقت وحين من خلال استعمالهم لهذه «المتفجرات»، والذي لايستثني كذلك حتى المارة وغيرهم ممن قد يتعرضون للأذى بشكل فجائي؟ وفي انتظار تحقيق ذلك، فإن العديد من أزقة ودروب العاصمة الاقتصادية أضحت تبيت وتصبح على «إيقاع» التفجيرات وعلى دويِّها!