كان لجريدة» الاتحاد الاشتراكي» السبق في فتح صفحاتها لنشر بوح معاناة التعذيب الوحشي طلية 25 سنة مات الرجل القوي الذي قهر جلادي البوليساريو في معتقلات الرابوني بتندوف، مات على نجاب الذي فتح قلبه وذاكرته لأول مرة، سنة 2098، ليحكي قصتة كضابط مغربي قضى 25 سنة في الأسر بتندوف، ل»جريدة الاتحاد الاشتراكي». مات الرجل الذي كان يحكي مأساة التعذيب والتنكيل بالأسرى المغاربة، لكن بشموخ وعزة نفس ووطنية مغروسة في الوجدان والكيان، لفضح شرذمة البوليساريو وجرائمها ضد الإنسانية، التي سماها هو بالجزاريو ALGEZARIO في تندوف. لقد نشرت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» 29 حلقة من قصة الطيار المغربي على نجاب في رمضان سنة 2008، خلال حوار مطول أجريته معه شخصيا، في لقاءات متعددة بمكتب الجريدة بالرباط، وما أثارني في شخصية الرجل هو الانضباط والالتزام وطريقة الحكي وتذكر التفاصيل ل 25 سنة التي قضاه في الأسر، وإيمانه القوية بعدالة القضية الوطنية والوحدة الترابية للمملكة. لقد كان السبق لهذا الطيار رحمه الله، في تعرية وفضح خروقات التعذيب والتنكيل بالأسرى المغاربة المدنيين والعسكريين لدى هذه الشرذمة من البوليساريو بدعم من الجزائر، من خلال بوحه ولأول مرة لجريدة « الاتحاد الاشتراكي»، لقد كان مندهشا حين يلتقي بي، لمتابعة الحكي، بالكم الهائل وعدد المكالمات الهاتفية التي يتلقاه في إطار التفاعل مع هذه الحلقات. كنت قد اتفقت مع الراحل علي نجاب قيد حياته، أن نخرج هذه الحلقات في كتاب كما هي باللغة العربية، حين التقيته في أحد اللقات التي نظمتها جمعية رباط الفتح حول قانون المالية منذ سنتين، وكان ذلك آخر لقاء معه برفقة زوجته الكريمة، لكن حالت ظروف الانشغالات اليومية وصعوبات مادية، لدينا الاثنين، من إخراج هذا العمل النبيل والهام إلى حيز الوجود، لكن إكراما لروحه الطاهرة ووفاء منا لهذا الرجل الوطني الكبير، سنعمل لتنفيذ هذه الأمنية. في تقديم هذه الحلقات حينا نشرنا سنة 2008، قلنا «في هذه الحلقات سنحكي قصة الضابط المغربي علي نجاب الذي كان رهن الأسر لدى البوليساريو لمدة 25 سنة، فبعد عدة لقاءات مباشرة مع هذا الضابط الطيار المتقاعد روى لجريدة الاتحاد الاشتراكي تفاصيل حياته منذ النشأة الأولى، دراسته الابتدائية بتازة والثانوية بالدار البيضاء والجامعية بفرنسا وأمريكا للتكوين في مجال الطيران، ويروي علي نجاب كذلك عن سيرته العملية في الجيش المغربي، وكيف سقط في يدي العدو بالصحراء المغربية، ويتذكر تفاصيل المعاناة والتعذيب الوحشي بمعتقلات تندوف لدى البوليساريو، ويكشف حقائق جديدة لأول مرة حول شخصيات عربية ومغربية ومواقفهم المعادية للوحدة الترابية، كما يعطي وجهة نظره حول نزاع الصحراء المفتعل كمشارك في حرب الصحراء المغربية، ويتذكر أيضا هنا حين زار المنبهي مخيمات تندوف، كما هو الشأن لعلى المرابط الذي حاور عبد العزيز المراكشي بتندوف، ويتحدث عن أشياء أخرى كالمسيرة الخضراء، وجمعية ضحايا وأسرى الوحدة الترابية، وعن الإفراج عنه وكيفية الاستقبال بالمغرب.»