في الثلاثين من يوليوز يحتفل المغاربة بالذكرى العظيمة لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين. إذ شكل هذا اليوم قبل 24 عاما منعطفا هاما في تاريخ المملكة، حيث تم استرجاع الذكريات الجهادية والنضالات الخالدة التي خاضها كل من جده جلالة المغفور له الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما، جنبا إلى جنب مع أبناء الشعب المغربي. وقد تمثل انتقال الحكم من جلالة الملك الحسن الثاني إلى جلالة الملك محمد السادس، تحولا هاما في تاريخ المملكة المغربية، حيث تم تسليط الضوء على الحاجة إلى تحديث البلاد وتعزيز التقدم في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومنذ ذلك الحين، شجع جلالة الملك محمد السادس على الإصلاحات والتطور في المملكة المغربية، وتعهد بتطوير البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية والاقتصاد. وها هي المملكة المغربية اليوم، بفضل جهود جلالة الملك محمد السادس، واحدة من الدول الأكثر استقرارا وتقدما في المنطقة، حيث شهدت البلاد تحولات مهمة في العديد من المجالات، بما في ذلك الديمقراطية وحقوق الإنسان وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين. ولا شك في أن جلالة الملك محمد السادس يواصل تقديم مساهمات جديدة يوما بعد يوم في تحقيق التقدم والتطور في المملكة الحبيبة، وكأنه شروق يتجدد دوما على المملكة إذ يستمر في العمل على تحقيق رؤيته لمستقبل أفضل للمواطنين. وهذه الذكرى العظيمة إنما تعزز الوحدة والتضامن بين المغاربة وتشجع على مواصلة العمل الجاد لتحقيق الازدهار والرفاهية للمملكة. ومن خلال زياراتي المتكررة للمملكة المغربية، كنت شاهدا على مدى التطور والتقدم الذي تشهده البلاد منذ تولي جلالة الملك محمد السادس الحكم. فقد شهدت البلاد تحولات مهمة في مختلف المجالات، ويعكس ذلك التزام جلالة الملك بتحقيق الازدهار والتقدم لشعبه وبلاده. ولا يمكن إلا أن تكون هذه الإنجازات نتيجة الرؤية والتخطيط الحكيم الذي يقوده جلالة الملك، والذي يعمل بجد لتحقيق مستقبل أفضل للمغرب وشعبه، فالتزام جلالته بالتنمية المستدامة والحفاظ على البيئة وتعزيز الاستثمارات الخارجية يعكس رؤيته الطموحة لتحقيق التقدم والرفاهية لشعبه. وحقا يمكن القول – وبكل ثقة – بإن المملكة المغربية تتطور بشكل كبير في مختلف المجالات، وتشهد نموا اقتصاديا مستداما وتحولات كبيرة في مجال البنية التحتية والتكنولوجيا والتنمية المستدامة، ما جعل المملكة المغربية وجهة مثالية للسياحة والاستثمار. ويمكن للزائرين الذين يزورون المغرب أن يشهدوا بأنفسهم النقلة الكبيرة التي أحدثها جلالة الملك محمد السادس على مستوى الاقتصاد والتنمية، فالمملكة تشهد تطورا كبيرا في مجال البنية التحتية والخدمات العامة، حيث يتم تحسين الطرق والموانئ والمطارات والنقل العام والخدمات الصحية والتعليمية. ولهذا كله، فإن التجربة المغربية خلال أكثر من عقدين، إنما هي تجربة ملهمة أتمنى أن أراها تطبق في مختلف بلداننا العربية، كونها نموذجا للتنمية الشاملة على مختلف أوجهها، ونموذجا يحتذى للعلاقة بين مختلف مكونات الوطن حاكما وحكومة وشعبا. وعلى المستوى الشخصي، أكن للمملكة المغربية كل الحب والامتنان، وأتمنى لها دوام التقدم والنجاح في جميع المجالات. إذ تربطني بشعب المملكة الحبيبة علاقة محبة وتقدير، وأدعو الله أن يحفظ البلاد ويسدد خطى جلالة الملك محمد السادس في سبيل تحقيق الازدهار والتقدم.