اختتمت مسرحة شاطارا فعّاليات المهرجان الدولي «مسرح وثقافات»، التي احتضنتْها مدينة الدارالبيضاء خلال الفترة ما بين 16 و27 ماي 2023. وقد عرف هذا المهرجان المنظم من طرف مؤسسة الفنون الحيّة، بشراكة مثمرة مع «وي كازا بلانكا»، برنامجاً متنوعا من حيث الأنشطة والفضاءات حرّك الصمت التي كان يلقي بظلاله على العاصمة الاقتصادية. وبكيفية موازية، توزّعت بين عروض مسرحية احتضنها كلّ من المركّب الثقافي محمد زفزاف والمركب الثقافي آنفا، وتكريمات لرموز مسرحية، وقراءات شعرية. في باب العروض المسرحية، عرفت هذه الدورة عرْض إحدى عشرة مسرحية من داخل المغرب (مراكش، الدارالبيضاء، الرباط وغيرها، وخارجه، ولا سيّما مسرحيّي مهرجان أفنيون بفرنسا المعروف بصيته وتجربته في المجال المسرحي. العروض توزّعت بيْن نصوص كوميدية ونصوص اجتماعية وشبابيّة وذات صلة بقضايا المرأة وتكسير الطابوهات التي تحدث شروخاً في بنيات المجتمع. وقد شهد المركّب الثقافي محمد زفزاف افتتاح العروض المسرحيّة بمجموعة «مسرح تانسيفت» بعرض بعنوان «سَرَّحْ مسْجونك». تجمع هذه المسرحية عدة أسماء من المشهد الفني المغربي: مريم الزعيمي، عادل اباتراب، محمد الورادي، نورة الصقلي، وعبد الله ديدان. أما اختتام العروض، يوم 27 ماي، فقد كان بعرض المسرحية المغربية «شاطارا» بمسرح المركب الثقافي أنفا. وهي مسرحية من تأليف سعيد أبرنوص، وإخراج الأمين ناسور، حيث تحكي ظروف النساء المهاجرات، من خلال معيش ثلاث نساء: «شاني» و»تاليا» و»ربيعة». وقد شهدت المسرحية تشخيصاً رفيعاً للممثلات المغربيات مونية المكيمل وشيماء علوي وقدس جندول. في باب التكريمات، بادر المهرجان إلى تكريم الفنانيْن نعيمة بوحمالة وحسن فولان، وذلك اعترافاً وتقديراً لمساهماتهما الفنية وعطاءاتهما طيلة عقود فوق خشبة المسرح أو عبر الشاشة. بالمُوازاة مع هذه العروض، احتضنت باحة المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء مهرجانا من داخل مهرجان المسرح، هو مهرجان الشاعرات العربيّات. ويتعلق الأمر مسائيّات شعرية بأصوات شاعراتٍ من داخل المغرب وخارجه. وهي مبادرة جريئة تعكس إرادة مؤسسة الفنون الحية لتنْويع العرْض الثقافي وتشجيع الصّوت الشّعري النسائي. وفي هذا الإطار استمتع الحضور المتنوّع بقراءات باذخة طيلة عشرة أيّام شارك في أدائها كلّ من الشاعرة عائشة عمور والشاعرة وداد بنموسى والشاعرة فاطمة شهيد (من المغرب) والشاعرة رولا سرحان (من فلسطين) والشاعرة جمانة حداد (من لبنان) والشاعرة مرام المصري (من سوريا). تكاملت أصوات وقصائد هؤلاء الشاعرات لتحلق بالجمهور الغفير، الذي توافد على مدرسة الفنون الجميلة، في سماء الإيقاعات الروحية والمشرقة، زادتها إشراقاً وصلات موسيقية وغنائية راقية للفنانة المغربية ثرية الحضراوي خلال اليوم الأوّل.