سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
على هامش اجتماع عزيز أخنوش مع مهنيي سلسلة اللحوم الحمراء.. المهنيون يدعون الحكومة إلى مجهود أكبر لمواجهة ارتفاع الطلب في عيد الأضحى وفي فترة الأعراس الخروف الإسباني مرشح لتخفيف الضغط على القطيع الوطني من الأغنام
دعا مهنيو قطاع اللحوم الحمراء بالمغرب الحكومة إلى مضاعفة الجهود لفتح الأبواب أمام الأسواق الدولية لاستيراد مزيد من الأبقار والأغنام، بغية التحكم في استقرار أسعار اللحوم دون عتبة 90 درهما للكيلوغرام. وفي تصريح لصحيفة «الاتحاد الاشتراكي» قال هشام جوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة، إن «عملية استيراد حوالي 22 ألف رأس من الأبقار وحوالي 10 آلاف رأس من الأغنام، ساهمت إلى حد ما ، في استقرار أسعار اللحوم الحمراء بالأسواق المحلية، تحت عتبة 100 درهم للكيلوغرام، ولولا ذلك لكان ثمن اللحوم قد قفز إلى 150 درهما حاليا» وأوضح جوابري أنه مازال يتعين على الحكومة بذل مجهود مضاعف من أجل السماح بدخول عدد أكبر من الأبقار والأغنام الأجنبية لخلق نوع من التوازن في السوق الوطنية. لا سيما ونحن مقبلون على عيد الأضحى وكذلك على فصل الصيف الذي يشهد عادة ارتفاعا في الطلب بمناسبة الحفلات والأعراس. وإذا كانت أسواق أمريكا اللاتينية، وخصوصا البرازيل، تشكل مصدرا لاستيراد الأبقار بأسعار رخيصة نسبيا، فإن إسبانيا مازالت هي الملجأ الوحيد لمستوردي الأغنام، ويرجع ذلك إلى عامل القرب، وانخفاض تكاليف النقل، غير أن هذا العامل يجعل الإسبان أكثر صرامة في فرض الأسعار، مقارنة بالوجهات الأخرى ، كأستراليا التي تتمتع بجودة قطيعها وانخفاض الأسعار، إلا أن عامل البعد الجغرافي وارتفاع تكاليف النقل، لا يشجع المستوردين المغاربة على خوض مغامرة التوجه صوب السوق الأسترالي. وأضاف ذات المصدر أن رفع القيود الجمركية على الاستيراد والتوقيف المؤقت لاستيفاء الرسوم والضريبة على القيمة المضافة، ساهم في تخفيف الضغط على القطيع المحلي، لكن الأمر لا ينبغي أن يقتصر على الأبقار المعدة للذبح، بل يجب أن يشمل كذلك الأبقار والعجول والأغنام المعدة للتسمين، وذلك بغرض الزيادة في رؤوس القطيع الوطني وإغنائه كميا ونوعيا على المدى المتوسط والطويل، بغرض خلق الوفرة في العرض مقابل الطلب، والمحافظة على استقرار الأسعار في مستويات تراعي القدرة الشرائية للمغاربة. ونظرا لأهمية هذا الملف، عقد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أول أمس الاثنين بالرباط، اجتماعا مع مهنيي سلسلة اللحوم الحمراء الممثلين في الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، ومع ممثلين عن الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، والجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، والفيدرالية البيمهنية لسلسلة الحليب، وممثلين عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب. وذكر بلاغ لرئاسة الحكومة أنه تم التطرق خلال هذا الاجتماع، المنعقد بحضور كل من وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، والوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، والمدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، عبد لله الجناتي، إلى استعدادات عيد الأضحى، حيث تم الوقوف على الحالة الصحية الجيدة للقطيع بفضل المجهودات المتواصلة التي يقوم بها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية «أونسا» في مجال المراقبة الصحية المستمرة للقطيع الوطني وحماية القطيع من الأمراض الحيوانية المعدية، وعلى وتيرة عملية ترقيم الأغنام والماعز المعدة لعيد الأضحى. ولفت إلى أن الاجتماع خصص، كذلك، لتدارس وضعية قطاع اللحوم الحمراء والتدابير الكفيلة بتطويره وتنميته على الصعيد الوطني، وكذا وضعية تموين السوق الداخلي، ووتيرة عملية الاستيراد الحيوانات المعدة للذبح التي ستمكن من استقرار الأسعار والمحافظة على القطيع الوطني وإعادة تشكيله، مسجلا أنه جرى، في هذا الإطار، منذ بداية عملية الاستيراد في فبراير 2023، استيراد حوالي 22 ألف رأس من الأبقار وحوالي 10 آلاف رأس من الأغنام. وخلال هذا الاجتماع، أكد أخنوش أن الحكومة اتخذت تدابير استعجالية عديدة للعمل على إعادة توازن السلسلة وتشكيل القطيع على المدى القريب في إطار عقدة برنامج تم إعدادها مع المهنيين، والتي ستوقع قريبا بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والمهنيين والفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء بهدف تزويد السوق الوطنية بكميات كافية من اللحوم واستقرار الأسعار. وذكر بأنه تم اتخاذ تدابير عديدة لاستيراد الأبقار والأغنام الموجهة للذبح، من بينها وقف استيفاء الرسم المطبق والضريبة على القيمة المضافة، والذي سبق أن كان موضوع تواصل مهم من طرف الحكومة. كما دعا رئيس الحكومة المهنيين إلى مواصلة الجهود لتسريع وتيرة الاستيراد من أجل ضمان وفرة الإنتاج والتموين المستمر للسوق الوطنية بأثمان معقولة، مؤكدا، في هذا الإطار، أن الحكومة ستواكب المهنيين عبر اتخاذ التدابير اللازمة.