في إطار المساعي الجادة التي يبذلها كل الغيورين على مستقبل اتحاد كتاب المغرب، واستكمالا للمبادرات التي قام بها المكتب التنفيذي الذي يضم الأغلبية (7 أعضاء)، اجتمع أول أمس الخميس 6 أبريل، ممثلون عن المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب مع الوزير من أجل التداول حول إمكانية عقد المؤتمر الاستثنائي للاتحاد في تاريخ قريب، وهو المؤتمر الذي جدد الوزير بنسعيد استعداد وزارته للمساهمة في إنجاحه وحل المشاكل والخلافات العالقة التي تعطل مسيرته. تعطيل عقد المؤتمر يجر معه، لا محالة، تعطيلا لمؤسسة ساهمت الدولة في إخراجها للوجود استجابة لمطلب قديم للاتحاد وهي «دار الفكر» حتى تتمكن من لعب الأدوار الموكولة لها برفع رهانات ثقافية وطنية والمساهمة كقوة اقتراحية في تحديد السياسات الثقافية العمومية وبلورة المشاريع الثقافية الكبرى، ومن هنا تأتي مبادرة الوزارة التي تسعى إلى التسريع بافتتاح هذا الفضاء الثقافي المعد لاحتضان هذا المجهود، والمساهمة في بلورة حركية ثقافية بايقاع رفيع، باعتبار هذا الملف من الملفات العالقة بين الوزارة والاتحاد، والتي لا بد من تسويتها . وجه الاستعجال الثاني هو ما يمثله تسلل وفد كتاب البوليزاريو الى مؤتمر اتحاد الكتاب و الأدباء العرب المزمع عقده في دجنبر المقبل بعد أن ضمن العضوية في اتحاد الكتاب العرب بسوريا بسبب الفراغ الذي أحدثه غياب اتحاد كتاب المغرب عن هذه الاتحادات بعد تجميد عضويته بها، وهو الأمر الذي تعي الدولة، كما يعي كل الكتاب، خطورته وتأثيره على قضية وحدتنا الترابية. وفي اتصال لنا بعضو المكتب التنفيذي للاتحاد ونائب الرئيس، عبد الدين حمروش، للوقوف على ما جاء في هذا اللقاء، أكد حمروش بداية على استقلالية قرار هذه المنظمة، موضحا أن اللقاء الذي تم بدعوة من الوزير يأتي في سياق البحث عن حلول واقعية لهذا الوضع الملتبس للاتحاد، مؤكدا أن الاستقبال في حد ذاته اعتراف بوجود أزمة وبأطراف متعددة يجب الإنصات الى اقتراحاتها وتصورها للوضع الحالي للمؤسسة، بعد أن التقى الوزير في مرات سابقة الرئيس المنتهية ولايته وتدارسا بشأن وضعية هذه المؤسسة. وأضاف حمروش أن الوزارة أبدت استعدادها لتوفير جميع الشروط لحلحلة الأزمة، ومنها الدعوة الى لقاء يجمع جميع الأطراف بمن فيهم الرئيس المنتهية ولايته، من أجل التوافق على عقد المؤتمر الاستثنائي المقبل، وهو ما يستدعي، حسب المتحدث، البحث عن صيغة مقبولة للقاء والتهييئ الجدي لأرضية يتم التوافق عليها مخافة أن يجهض اللقاء بسبب الأنانيات الفردية أو الذهاب الى مؤتمر محكوم بالفشل، مقترحا لتجاوز كل العقبات التنظيمية، وعقد مؤتمر ديمقراطي شفاف، لقاء يحضر إليه الجميع كلجنة تحضيرية وليس على أساس رئيس ومكتب تنفيذي ، بالإضافة الى التزام أعضاء المكتب التنفيذي والرئيس بعدم ترشحهم للأجهزة التنفيذية أو للرئاسة، وهو ما سيكون معه في حال الالتزام بهذا الشرط ، عقد المؤتمر المقبل متيسرا، حيث ينتخب مكتب جديد، إضافة إلى رئيس جديد. «أما ترتيب مؤتمر، على المقاس، من أجل العودة، تحت فدلكات تنظيمية مفضوحة، فلن يكتب له النجاح البتة». مصطفى لغثيري ، نائب الكاتب العام والمكلف بالإعلام والنشر والتواصل، يشاطر أيضا حمروش في هذا الاقتراح من أجل التعبير عن الرغبة الصادقة في إنجاح المؤتمر المنتظر، حيث يرى أن خطوة «عدم ترشح أعضاء المكتب التنفيذي الحالي ومعم الرئيس للمسؤولية من جديد، ستفتح المجال للوجوه الجديدة لتتحمل المسؤولية في هياكل الاتحاد»، و»ستساهم بلا ريب في إنجاح المؤتمر بعيدا عن الأنانيات المرضية التي ستعصف بكل الرأسمال الرمزي، الذي راكمه اتحاد كتاب المغرب عبر تاريخه الطويل المشرف وطنيا وعربيا». أعضاء المكتب التنفيذي، وخلال اللقاء، أثاروا مع الوزير قضية الفنان الراحل أحمد جواد، ملتمسين منه اتخاذ بادرة كريمة إزاء أسرة المرحوم.