يعقد اتحاد كتاب المغرب مؤتمره 18 يومي 7و8 شتنبر بالرباط، الذي تأجل لستة أشهر عن موعده المقرر في شهر مارس الماضي، ولأكثر من سبب، عقب العواصف التي هزت بيت الكتّاب المغاربة من الداخل وأثرت سلبيا على صورته بوصفه منظمة مستقلة، ديمقراطية وتقدمية.. ويواجه الاتحاد على خلفية هذه المناسبة أسئلة «الأزمة» التي أدخلته في دوامة إشكالات تنظيمية امتدت لسنوات، وتراجع الدور الريادي الذي كان يقوم به في المشهد الثقافي المغربي، وأصبح تابعا لجهات حزبية أو حكومية، وتلاشى تدريجيا صوته الحر الناطق بحال الكتاب والمبدعين والمثقفين مركزيا وجهويا، كما يرى الكثير من الكتاب. كل ذلك في ارتباط بأسئلة جديدة هي الآن ترخي بظلاها على الاستحقاق القادم، وهي بلا شك أسئلة تحديات الراهن الفكرية وتصور الوظيفة والدور الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد، بما يفتح أفقا جديدا يلزم لتسيير الممارسة الثقافية بالمغرب في سبيل خلق حراك ثقافي جاد يتابع الشأن الثقافي كمؤسسة وليس كأفراد. في سياق التفاعل مع الأسئلة التي تفتحها محطة مؤتمر الاتحاد التي يتوقع أن تكون «فاصلة» في تاريخه، يرى الروائي مصطفى لغثيري، «أن الاتحاد سينجح في ترتيب بيته الداخلي واستعادة بعض إشعاعه الضائع إذا حدد أهدافه بدقة و جدد نظامه الداخلي و فتح أحضانه للجميع دون إقصاء لأي حساسية أو اتجاه و مجال ثقافي أو فكري..موجها في الوقت ذاته، إلى أنه «في خضم التحولات الجارية وطنيا وعربيا و عالميا لا يمكن للاتحاد أن يكون له من مبرر للوجود إذا لم يكن قوة اقتراحية، من خلال الانكباب على القضايا الهامة التي تشغل المجتمع من قبيل التحول الديمقراطي والتداول السلمي على السلطة، والانشغال بالأفق الإنساني العام..». بالمقابل أعرب عضو اتحاد كتاب المغرب في تصريح ل «التجديد» عن أمله في أن هذا الاطار الثقافي مشاكله المستعصية، و»أن ينتخب مكتبا منسجما يتقدمه رئيس ينتخب مباشرة من قاعة المؤتمربناء على برنامج واضح و أهداف محددة»، و»أن يخضع تسييره لكثير من الشفافية..».