تعافى نيمار من الإصابة فرقص البرازيليون كثيرا حتى مع مدربهم تيتي، محتفلين برباعية رنانة في مرمى كوريا الجنوبية (4 – 1)، لتتأهل الدولة الباحثة عن لقب سادس قياسي وأول منذ 2002، إلى ربع نهائي مونديال قطر 2022 ضاربة موعدا مع كرواتيا، وصيفة النسخة الماضية والعائدة إلى هوايتها في ضربات الترجيح، بحرمانها اليابان من بلوغ أول دور ثمانية في تاريخها. وانضمت البرازيل، الوحيدة المشاركة في 22 نسخة من المونديال، إلى أصحاب الأوزان الثقيلة في ربع النهائي، حيث تلتقي أيضا الأرجنتين بطلة 1978 و1986 مع هولندا الوصيفة ثلاث مرات، وفرنسا حاملة اللقب مع إنكلترا بطلة 1966، فيما ودعت ألمانيا بطلة العالم أربع مرات وبلجيكا ثالثة 2018 باكرا من الدور الأول. وفي الدقيقة 36 من المباراة الأخيرة على ملعب 974 في الدوحة الذي سيعاد تفكيكه بالكامل، كانت البرازيل متقدمة 4 – 0 عبر فينيسيوس جونيور (7)، نيمار (13 من ضربة جزاء)، ريشارليسون (29) ولوكاس باكيتا (36)، لتكون ثاني مرة تسجيل البرازيل 4 أهداف في الشوط الأول في كأس العالم منذ 1954 ضد المكسيك، فيما سجلت كوريا الجنوبية هدفا شرفيا جميلا في نهاية المباراة عبر سيونغ – هو بايك (76). وتنفست البرازيل الصعداء مع تعافي نجمها نيمار المصاب بالتواء في كاحله في المباراة الأولى ضد صربيا، أبعده عن مواجهتي سويسرا (1 – 0) والخسارة الأولى ضد منتخب إفريقي أمام الكاميرون (0 – 1)، فقلص الفارق إلى هدف مع بيليه صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف الدولية مع البرازيل (77) والوحيد المتوج بثلاثة ألقاب في المونديال. تزامن ذلك مع وعد الأسطورة بيليه (82 عاما ) الذي يخضع للعلاج في المستشفى إثر التهاب رئوي بدعم سيليساو «سأشاهد المباراة من المستشفى وسأشجع كل واحد منكم». كما أصبح نيمار ثالث برازيلي يسجل في ثلاث نسخ من كأس العالم بعد بيليه (1958 و1962 و1966 و1970) ورونالدو (1998 و2002 و2006). وقال نيمار «من الصعب الحديث عن بيليه في هذه اللحظة. نتمنى له الأفضل وأن يتعافى في أسرع وقت. آمل أن يكون قد استمتع بهذا الفوز.. لم أكن أتوقع أبدا الوصول إلى هذه الأرقام». ورافق النحس نجم باريس سان جرمان الفرنسي في البطولات الكبرى: إصابة بظهره في ربع نهائي مونديال 2014، أخرى بمشط قدمه أجبرته على خوض روسيا 2018 دون لياقة بدنية مكتملة، وغياب عن كوبا أميركا 2019 عندما توجت بلاده باللقب. وبدت الفوارق كبيرة بين المنتخبين، فبلغت البرازيل ربع النهائي مرة ثامنة تواليا، رغم تواجد هداف توتنهام الإنكليزي هيونغ – مين سون، ليتأجل سعي «محاربي تايغوك» في تكرار إنجاز بلوغ نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخهم بعد 2002 على أرضهم، في أفضل نتيجة لمنتخب آسيوي. واحتكم إلى أول ضربات ترجيحية في البطولة بعد تعادل كرواتياواليابان 1 – 1 على ملعب الجنوب في الوكرة، كان بطلها حارس الأولى دومينيك ليفاكوفيتش، الذي صد 3 تسديدات يابانية من أصل أربع (3-1). وكانت اليابان أفضل بداية مع افتتاح دايزن ماييدا التسجيل (43)، لكن المخضرم إيفان بيريشيتش عادل مطلع الثاني (55). وسارت كرواتيا على خطة تشكيلة 2018 التي أقصت الدنمارك وروسيا من ثمن وربع النهائي بركلات الترجيح، في طريقها إلى النهائي. وأصبح حارس دينامو زغرب الثالث في تاريخ المسابقة يصد 3 ركلات ترجيح في مباراة واحدة، بعد البرتغالي ريكاردو عام 2006 ضد إنكلترا ومواطنه دانيال سوباشيتش، الذي يعتبره قدوة له مع الإسبانيين دافيد دي خيا وإيكر كاسياس، في 2018 ضد الدنمارك. ومع إقصاء اليابانوكوريا الجنوبية، وقبلهما أستراليا السبت، تكون قارة آسيا خسرت كل ممثليها، بعد أن حصدت أكبر حضور لها في ثمن النهائي.