الملك الراحل الحسن الثاني على اتصال دائم بالمدرب فاريا دخل الدولي المغربي السابق عبد الرزاق خيري التاريخ من بابه الواسع، بعدما بات أول مغربي يسجل هدفين في كأس العالم في نسخة 1986. من أجل الكشف عن الأشياء التي مازالت خالدة في ذاكرته من تلك المشاركة، ونظرته إلى مستوى المنتخب المغربي في قطر، كان لموقع «دوتشي فيليه» الألماني، هذا الحوار مع صانع الفوز التاريخي على البرتغال. o عبد الرزاق خيري أنت من نجوم الكرة القدم ومن الأسماء التي تألقت في كأس العالم مكسيكو 1986. وأهدافك الجميلة لا يزال يتذكرها الجمهور المغربي والعربي. كيف ترى مستوى المنتخب المغربي الحالي في مونديال قطر ؟ n أرى أن المنتخب المغربي قدم أداء متميزا في المباريات التي أجراها لحد الآن ونتائجه جد مشجعة. أتمنى أن يستمر في هذا التفوق. o هناك من يشبه الجيل الحالي من المنتخب المغربي بجيل نسخة 1986. هل ترى قواسم مشتركة بين هذا المنتخب والمنتخب الذي مثلته في مونديال 1986 بالمكسيك؟ n أكثر المتفائلين لم يكن ينتظر أن يظهر المنتخب المغربي بهذه القوة. لكن اللاعبين أبانوا على كفاءات وقدرات هائلة. نحن كنا واثقين بأنهم سيقدمون كأس عالم ممتازة. وكما تعلم أن المغاربة في التظاهرات الكبرى يكون حضورهم متميزا، مثلما حصل معنا في نسخة 1986، وأيضا مع الجيل الذي خلفنا في نسخ أخرى من كأس العالم. الحمد لله لدينا من الطاقات والمواهب القادرة على مجاراة المنتخبات الكبرى. o نرجع بك للوراء، إلى نسخة مكسيكو 86، ماهي الأشياء التي مازالت عالقة بذاكرتك من ذلك الإنجاز؟ n بطبيعة الحال كانت ملحمة تاريخية، لأنه لأول مرة يستطيع منتخب عربي وإفريقي التأهل لدور الستة عشر. والمباراة التي تظل خالدة في الأذهان هي مباراتنا ضد البرتغال التي سجلت فيها هدفين. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يسجل فيها لاعب مغربي هدفين في كأس العالم، وبعدها سار اللاعبان صلاح الدين بصير وكاماتشو على نفس المنوال وسجلا أيضا هدفين في مونديال 1998 في فرنسا. أعتقد أن مباراة المغرب والبرتغال في مكسيكو 86 كانت أحسن مباراة لعبها المنتخب المغربي. وربما أيضا كانت هي المفتاح لباقي البلدان العربية والإفريقية لمقارعة المنتخبات الأخرى. وهو ما حدث بالفعل، حيث شاهدنا منتخبات مثل غانا والكاميرون والسينغال وأيضا السعودية تصل لأدوار متقدمة في كأس العالم. لكن للأسف نحن العرب والأفارقة عندما نصل إلى دور الستة عشر أو دور الثمانية نعتقد أننا حققنا كل شيء، وبالتالي لا نتمكن من مواصلة التألق، وهذا هو الفرق بيننا وبين الأوروبيين. لكن رغم ذلك تبقى المشاركة ممتعة ومشرفة لحد الآن للمنتخب المغربي. o نبقى مع ملحمة ميكسيكو 86، بعد تحقيق التأهل للدور الثاني. كيف كانت الأجواء والفرحة في ذلك الوقت؟ هل مازلت تتذكر شيئا من ذلك؟ n أتذكر أن المغاربة في جميع مدن المملكة المغربية خرجوا للشوارع للتعبير عن فرحهم، وهو تقريبا ما يتكرر مع منتخبنا الحالي، ونحن بدورنا أصبحنا نخرج للشارع للتعبير عن فرحنا، بعدما كنا أنا وجيلي من اللاعبين سببا في خروج الجمهور للشوارع. في 86 كانت فرحة عارمة داخل مستودع الملابس وحتى في مقر إقامتنا آنذاك. وكان هناك شخص يمدنا بالقوة ونستمد منه القوة وهو جلالة الملك المرحوم الحسن الثاني، الذي كان يتصل بنا يوميا بالهاتف ويتحدث مع جميع اللاعبين بشكل مباشر، وشكل لنا ذلك حافزا معنويا. وبعد تأهلنا لدور الستة عشر قال لي الملك الحسن الثاني رحمه الله شخصيا «أنظر يا ولدي، المغاربة قاطبة لن ينسوا هذه اللحظة التاريخية التي صنعتموها في كأس العالم، ونحن لن ننسى لكم هذا الجميل». وكان هذا حافزا معنويا كبيرا لنا. o هل فعلا كان الملك الراحل الحسن الثاني يقدم أيضا خطة اللعب للاعبين في مكسيكو 86؟ n الحسن الثاني كان عبقريا ومتمكنا في الكثير من المجالات. لن أقدر على الجزم بأنه كان يتدخل في خطة اللعب، لكنه كان على اتصال مباشر مع مدرب المنتخب المغربي آنذاك المهدي فاريا وبشكل دائم. ربما كانت تدور بينهما مناقشات وتبادل للآراء حول اللاعبين والخطط. وأعتقد أنه كانت لديه لمسة داخل منتخب 86.