لا يكفي أن تكون اليوم، مجرد دولة لها حدود وحكومة وجيش وإدارات وشعب، بل يجب أولا، أن تكون لك مقومات هذه الدولة، تاريخيا وتنوعا ومؤسسات وتداولا ديموقراطيا للسلطة، وبناء سياسيا ومجتمعيا ودستوريا صلبا يسند ظهرك في المواجهات الكبرى، ويصد عنك الأطماع والمؤامرات ومخططات الهيمنة، التي تستعمل فيها وسائل استخباراتية قذرة. يقول جلالة الملك في الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب «يبقى حجر الزاوية في الدفاع عن مغربية الصحراء، هو وحدة الجبهة الداخلية والتعبئة الشاملة لكل المغاربة، أينما كانوا، للتصدي لمناورات الأعداء». لم تعد الدعوة إلى تحصين الجبهة الداخلية ترفا نخبويا أو خطابا سياسيا يردد في المناسبات، بل أصبحت ضرورة وطنية لإسناد الموقف المغربي الرافض لكل الصفقات التي يتم عقدها لإخضاعه بالقوة لمصالح الآخرين، أو التهديد بالمس باستقراره وأمنه . فالجبهة الداخلية كانت ومازالت هي الحصن الحصين لهذا البلد عبر مختلف المراحل التي شهدتها المعركة الوطنية من أجل وحدتنا الترابية وبناء دولة المؤسسات، حيث كانت قوة البيت الداخلي هي أقوى ورقة يمتلكها المغرب في مواجهة خصومه، وبدون شك سيستمر هذا المعطى حاضرا إلى اليوم، مهما تغيرت السياقات الوطنية الدولية والاقليمية الحالية. لذلك فإن المهمة الأكبر للأحزاب والحكومة والبرلمان والنقابات والإعلام، بشقيه العمومي والخاص، هي تعزيز الجدار الوطني كل من موقعه، فالجبهة الداخلية القوية هي أفضل سلاح دفاعي ضد الأخطار الخارجية…. جاء في بيان المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي – فاتح شتنبر 2022 – «إن المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يجدد تثمينه لنداء جلالة الملك الداعي لتمتين الجبهة الداخلية، ويجدد استعداده للانخراط في أي مساع تروم تقوية السلم الاجتماعي والحقوقي، وتشييد مقومات الأمن الصحي والطاقي والمائي والغذائي، بما يسمح لبلادنا بالصمود في وجه تقلبات دولية ومناخية في الآن نفسه، ونعتبر أن التنزيل الأمثل للنموذج التنموي الجديد، بما هو تعبير عن أفق الدولة الاجتماعية، يمثل إجابة موضوعية عن راهن الأزمة، مما يقتضي الإيمان بما يختزنه المجتمع من مقومات القوة والإبداع سواء في أوساط مواطنينا في الداخل، أو في أوساط مغاربة العالم».