أسدل الستار، مساء الأحد، رسميا، على التظاهرة الدولية لمعرض الكتاب في نسخته السابعة والعشرين، والتي احتضنها السويسي بالرباط لأول مرة، بعد أن غادر أسوار حوض السمك بعاصمة الاقتصاد والمال الدارالبيضاء. إسدال الستار هذه المرة ارتبط بسؤال عميق يطرحه الفاعلون من أهل الثقافة والكتاب: هل سيعود المعرض إلى البيضاء بعد أن حل ضيفا على عاصمة الأنوار والثقافة في حلة إفريقية حققت أهدافها في تأكيد انتماء المغرب الإفريقي واختياره تربة إفريقيا مرجعا ومستقبلا. من خلال بحث مضن عن جواب للسؤال المؤرق عرضناه على فاعلين ومسؤولين كبار في الشأن الثقافي نستشف ملامح مشروع جديد حيث توصلنا لخلاصة مفادها أن هناك مشروعا لتوطين المعرض الدولي للكتاب بالرباط عاصمة المملكة الإدارية والدبلوماسية، وإنشاء معرض وطني للكتاب يكون مقره بالبيضاء، في حين يجري البحث عن نفس جهوي للكتاب في ربوع جهات المملكة، وهو ما يتطلب حسب مصادر مطلعة تعاونا ماليا من الجهات في إطار التعاطي الإيجابي مع الثقافة والكتاب . هي ملامح مشروع جديد قد يرى النور لتجاوز أزمة اسمها القراءة وتقريب الكتاب من المواطنين واعتبار الثقافة رهانا كبيرا وبابا أساسيا للتقدم والرقي بالذوق العام وبالوطن وكسب رهان التنمية في حلة المشروع التنموي الجديد . المعرض، الذي ودعناه قبل ساعات، عرف ليس انتقالا مكانيا ولكن كذلك تطورا لوجستيا كبيرا عبر قاعات العرض الكبرى بعارضين قارين وآخرين جدد ومشاركة عدد كبير من المؤسسات الدستورية والمدنية بأروقة غاية في الإبداع . كما عرف المعرض أيضا تواجدا يوميا للوزير الوصي عن قطاع الثقافة بين أروقته ووسط الناشرين ومع الصحافة . كما أشرف فريق إدارة المعرض على توفير فضاءات للأطفال الذين كان حجم زياراتهم ملفتا للانتباه، خاصة الطلاب والتلاميذ، وهو ما يعني أن للقراءة أفقا ومستقبلا وجب أخذهما بعين الاعتبار والاهتمام بهما في التظاهرات القادمة بما فيه استدعاء عناوين ودور نشر متعددة خاصة بالأطفال مع وتوفير ظروف أكثر بيداغوجية للتعامل مع الأطفال في حضرة الكتاب . جنود خفاء كثر من منظمين ورجال سلطة محلية ومسؤولي الوزارة الوصية والشباب والشابات الذين أطروا مختلف اللقاءات وكذا العارضين والعارضات يستحقون الشكر لما أسدوه للمعرفة، لأن الكتاب في النهاية مسؤولية مجتمع برمته . أخيرا ستكون لنا فرصة أخرى بعد الإعلان عن كل المعطيات وحجم المبيعات والحضور الذي تردد على الأروقة لاستخلاص العبر والوقوف على مكامن الخلل والنجاح.