بادر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الى ترقية بلاده من «قوة ضاربة» إلى «قوة عظمى»، واستفاض في لقاء صحفي عقده نهاية الأسبوع في تقديم صورة هذه القوة التي… والحقيقة أن تبون الذي جاء الى الرئاسة بنسبة مشاركة انتخابية تعد الأضعف في تاريخ الجزائر، كان يبني قوة ضاربة من ورق وقوة عظمى من رمال …وحديثه الدوري هذا يندرج في سياق تقديم مسكنات وجرعات خطابية. لم تفلح مسكنات تبون في وقف آلام الشعب الجزائري وتحد من معاناته التي تستفحل يوما بعد يوم ، وحتى الجرعات التي يخبرنا عنها ويقول إنه ضخها في الجسد الاقتصادي للجزائر اتضح أنها ليست ذات مفعول. هاهي الآلام لا تزال موجعة والاقتصاد معتل، والأوضاع الاجتماعية على إيقاع احتقان مزمن…والسبب؟ إنه باختصار يكمن في أن حقن وجرعات تبون مجرد ادعاءات وثرثرة إعلامية لم يعد يصدقها المواطن الجزائري ..ها هي البطاطا التي وعد تبون بأنه سيوفرها بسعر بخس هزمته، وتشبثت بأسعار قياسية وأصبحت قوة ضاربة لجيوب «الزوالي»، والحليب كما الزيت وغيرهما أصبحوا قوة عظمى ترغم المستهلك على أن يصطف لساعات في دولة «طابورستان» دون أن يظفر ب «شكارة» حليب أو قنينة زيت… أما اللحوم الحمراء والبيضاء فحدث ولا حرج.. اقتصاديا، عرى تقرير البنك العالمي الذي صدر قبل أسابيع عن عدة حقائق تفضح الخطاب الرسمي للجزائر. لقد تنبأ التقرير باحتمال حدوث "زلزال" مدمر وآفاق قاتمة للبلاد، وهو ما دفع المسؤولين الجزائريين الى مهاجمة هذه المؤسسة، واتهام المغرب بأنه وراء خلاصات التقرير. اجتماعيا، تفرز الأوضاع الاقتصادية تداعيات اجتماعية من بينها فقدان مئات الآلاف من الجزائريين لوظائفهم، وإغلاق عشرات الآلاف من الشركات لأبوابها …ويكفي الاطلاع على تقارير رسمية لمعرفة بعض أوجه هذه التداعيات التي زادتها تأثيرات مرحلة وباء كورونا تفاقما. أمنيا، في المائة يوم الأولى من السنة الجارية اتسع نطاق مواجهة الجيش الجزائري مع جماعات إرهابية عادت لتنشط بمناطق عدة خاصة بالجنوب الشرقي، وتجاوز عدد العناصر المسلحة التي يقول الجيش وفي بلاغات رسمية له بأنه قضى عليها، تجاوز المائة. وقد أسفرت هذه المواجهات على مقتل عدد من أفراد المؤسسة العسكرية وخسائر في المعدات. إقليميا، استفحل مرض " مغربفوبيا" لدى تبون ومن معه، وبرزت أعراضه أكثر من ذي قبل في اجتماعات المنظمات الدولية، حيث تقوم دبلوماسية الجزائر بشطحات دونكيشوتية كلما تضمن بيان كلمة «المغرب». وفي مبادرة المجموعة العربية بالأمم المتحدة أو اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في الأسبوع الماضي، المضحك المبكي في هذه الشطحات. وشنقريحة؟؟ هذا المثقل ب «نياشين» أحرزها من معارك وهمية ضد المغرب يخوضها في مجلة «الجيش، ها هو قد بلغ من عمر الحقد ضد بلادنا عتيا، وأصيب بتخمة الملل وهو يكرر نفس الكلام من افتتاحية لافتتاحية ومن ثكنة لثكنة، ويحرص على أن تبقى المؤسسة العسكرية جاثمة على المشهد السياسي بالجزائر، متحكمة في قصر المرادية وناهبة لعائدات المحروقات من غاز وبترول. وفي انتظار إبداع تبون لقوة ورقية جديدة، لا يسعنا إلا الدعاء ونحن في العشر الأواخر من الشهر الفضيل أن يعتق العلي القدير الجزائر من نار ادعاءات مسؤوليها وأوهامهم ونهبهم لثرواتها، وأن يعجل بشفائهم من ال «مغربفوبيا» التي تهيمن على تفكيرهم ..اللهم آمين.