اعتبر الخبير الاقتصادي الإسباني، ألدو أولسيزي، أن قرار مدريد الجريء بشأن الصحراء المغربية يعد بمثابة ممارسة ناجحة للسياسة الواقعية. وأوضح الخبير الإسباني البارز، في مقال رأي نشر على الموقع الإخباري»vozpopuli.com»، أن حكومة بلاده «انضمت لتوها إلى مجموعة الدول التي تدعم موقف المغرب بشأن الصحراء. وهي تقوم بذلك في أعقاب الدعم الذي أبدته دول كبرى أخرى، من قبيل فرنسا، الولاياتالمتحدة وألمانيا، خلال الأشهر الأخيرة». واعتبر أنه «ليس قرارا سياسيا سهلا بالنسبة لإسبانيا، البلد الأكثر انخراطا في الصحراء، التي كانت إسبانية في يوم من الأيام». وقال «إن حكومتنا أبدت شجاعة وتصميما في اتخاذ هذا القرار المهم جدا بالنسبة لسياستنا الدولية وعلاقات حسن الجوار مع أشقائنا في الجنوب»، معتبرا أن التعبير عن ذلك من خلال رسالة وإعلان رسمي، على غرار الحكومة الألمانية وبدون مناقشة مجاملة برلمانية «هو أمر جريء ومثير للجدل، لكنه يمثل ممارسة ناجحة للسياسة الواقعية». وحسب الخبير الإسباني، إنها لفرصة تاريخية رؤية علاقات المغرب مع كل من إسبانيا وأوروبا تسجل «نقلة نوعية مذهلة، ستنعكس بوضوح من خلال تحسين أمننا المتبادل وتنميتنا الاقتصادية والاجتماعية المشتركة». وشدد على أن المغرب يمثل بالنسبة إسبانيا والمجتمع الدولي «الحصن الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه ضد الإرهاب، حيث أن أجهزته الاستخبارية هي الوحيدة في العالم العربي التي تزودنا بالتحذيرات والمعلومات المفيدة قصد الوقاية والحماية من هذه الآفة». وأكد أولسيزي أنه من المهم في هذا السياق إدراك «المخاطر الهائلة التي ينطوي عليها ذلك بالنسبة للمغرب، الذي عانى أيضا من ويلات أكثر الأعمال الانتقامية ترويعا خلال الهجمات الإرهابية، لاسيما في كل من الدارالبيضاء ومراكش». وشدد على أن «المغرب يمثل بالنسبة لإسبانيا والمجتمع الدولي الحصن المنيع الوحيد الموثوق به ضد الإرهاب»، مبرزا ريادة المملكة في المنطقة. كما أوضح أن المغرب يمثل نموذجا ومرجعية في المنطقة من حيث التطور المؤسساتي، الحداثة والنمو الاقتصادي، ما يمنحه وزنا كبيرا لا يمكن إنكاره في العلاقات بين إفريقيا وأوروبا. وأضاف أن المغرب هو أيضا «الدولة الوحيدة في إفريقيا التي تمكنت من تعزيز علاقات التحالف الاستراتيجي المتميزة مع الولاياتالمتحدة والصين، ومن ثم فهي البوتقة الوحيدة للعلاقات الدولية الأكثر استقرارا والواعدة في القارة الإفريقية وحليف لا يعوض ولا غنى عنه».