لم يخيب سفيان البقالي ظن الجماهير المغربية، وكان في مستوى التطلعات، بعدما أهدى الرياضة الوطنية ميداليتها الذهبية الأولى في أولمبياد طوكيو، المتواصلة بالعاصمة اليابانية حتى يوم الأحد المقبل. وقام البقالي بسباق تكتيكي رائع، بعدما حافظ على تواجده وسط الكوكبة، وانتظر حتى الدورة الأخيرة ليرفع الإيقاع، ويفشل المخطط الأثيوبي / الكيني، الذي كان يراهن على رفع الإيقاع والابتعاد أكثر عن العداء المغربي، الذي ظل يراقب السباق بذكاء كبير. وحقق البقالي إنجازه الأولمبي فوق حلبة مبللة، بفعل تساقط الأمطار بغزارة على الملعب الأولمبي، مسجلا توقيت ثماني دقائق وثماني ثواني و90 ج م، ليطوق عنقه بالميدالية الذهبية، التي افتقدتها الرياضة الوطنية منذ دورة أثينا 2004، بواسطة العداء العالمي والأولمبي هشام الكروج، في سباقي 1500م و5000م، لتتوالى بعدها سنوات عجاف، كانت الحصيلة فيها فضية جواد غريب في الماراطون ونحاسية حسناء بنحسي في 800 م خلال دورة بيكين 2008 ، ونحاسيتين في دورة لندن 2012، بواسطة عبد العاطي إيغيدير في ال 1500 م ، ونحاسية الملاكم محمد الربيعي في دورة ريو دي جانيرو 2016. وعادت الرتبة الثانية للإثيوبي لاميشا غيرما 8:10.38) د( فيما أحرز الكيني بنجامين كيغن الميدالية البرونزية (8:11.45). وحفظ سفيان البقالي ماء وجه الرياضة الوطنية خلال هذه الدورة الأولمبية، بعدما تجرع 11 نوعا رياضيا، مرارة الإخفاق، وأحيانا بنتائج كارثية، كما حصل في الملاكمة والتايكواندو والدراجات، فيما اختار المصارع الوحيد، الذي كان مؤهلا لدورة طوكيو، الاعتذار بداعي الإصابة بفيروس كورونا، علما بأنه كان قد أخبر الوفد المغربي بضياع جواز سفره بالعاصمة القطرية. وما زالت الرياضة قادرة على تحقيق الأفضل، خاصة ألعاب القوى، حيث سيدخل الثلاثي الساعي والصديقي، بمعية البقالي، يومه الثلاثاء غمار التنافس على 1500م، وكذا لاعبة الجيدو ابتسام الصاديني، فضلا عن منتخب الفروسية، الذي يقوده المخضرم عبد الكبير ودار. وأبدى سفيان البقالي سعادة غامرة بهذه الميدالية الأولمبية، التي حلم بها منذ نعومة أظافره، والتي حققها في تخصص صعب، خضع للسيطرة للكينية منذ سنوات. وأضاف البقالي، في تصريح خص به وسائل الإعلام المغربية بالملعب الأولمبي بطوكيو، أنه استمد قوته من الأبطال المغاربة السابقين، الذين حرص على التواصل مع بعضهم قبل السفر إلى اليابان، حيث نصحوه بالتعامل مع السباق بشكل عادي جدا، خاصة وأنه سيجرى من دون جمهور،» وفعلا تعاملت مع السباق كما ينبغي، ودخلت تاريخ الألعاب الأولمبية من بابه الواسع». وختم البقالي بالتأكيد على أنه سيخلد لراحة قصيرة، قبل أن يدخل اليوم صباحا غمار تصفيات ال 1500 م رفقة العداءين الشابين أنس الساعي والصديقي، آملا أن يتواجدوا جميعا في السباق النهائي.