لا يبدو أن رئيس الدولة الجزائري كان يخضع للعلاج في ألمانيا بقدر ما يكون قد خضع للتدريب الميداني على تنفيذ خطة معهد أنجيلا ميركل في التحرش بالمغرب. هذه القناعة، التبسيطية، بل قل الخيالية، هي التي عنت لي، وأنا أقرأ، بتمعن، الخبر الخاص بمعهد السياسة والأمن الألماني وهوسه بالمغرب، فهو من أقوى المعاهد وقد نصح دولته، وبالتالي الشبكة التي تدور في فلكها، بأن تفرمل عمل المغرب... حتى تلتحق به الجزائر! أقوى مجموعة تفكير في ألمانيا تدعو إلى تحجيم نفوذ المغرب ..خدمة للجزائر وتونس! ودعا هذا ال «تينك تانك» إلى تحجيم ما سماه هيمنة المغرب في محيطه الاستراتيجي على حساب الجزائر وتونس! مجموعة التفكير واسمها StiftungWissenschaftundPolitik (SWP) والمتخصصة في شؤون العلاقات الدولية والأمن دعت، في مذكرة خاصة تم تسريبها، إلى فرملة التقدم المغربي!!! صراحة وبلا لف ولا دوران… وبحسب الزميل محمد مسعاد المقيم في ألمانيا (انظر عدد أول أمس من جريدتنا) فإن مؤسسة العلوم والسياسة هي أحد أكثر المؤسسات البحثية الألمانية تأثيرًا في قضايا السياسة الخارجية والأمنية، وهي أكبر مؤسسة من نوعها في أوروبا، تأسست في ميونيخ عام 1962، وفي عام 2001، تم نقل مقر المؤسسة ومعهدها البحثي من ميونخ إلى برلين، ولتنفيذ برامجها، تتلقى المؤسسة تمويلها من ميزانية المستشارية، بعد تصويت البرلمان على الميزانية العامة وتغطي تكاليف الأنشطة الأساسية للمؤسسة، وبلغت في ألفين وعشرين 15,9 مليون يورو، كما تتلقى هذه المؤسسة دعما ماليا إضافيا سواء من الوزارات أو الولايات أو مؤسسات أخرى، وقد بلغت هذه المنح في السنة الماضية 3,16 مليون يورو، وتقول المؤسسة في أدبياتها إنها هيئة مستقلة خاضعة لقانون الجمعيات، هدفها تقديم المشورة بشكل سري. ومن عناصر التفكير القمينة بالسخرية، هو ربط توصيات هذا المعهد أوالمؤسسة والعلاج الذي تعرض له عبد المجيد تبون. ويبدو أنه علاج لا علاقة له بكورونا، قد يكون علاجا نفسيا لأن المؤسسة نصحت الدولة الألمانية بضرورة العمل على معالجة الوضع الذي يجعل الجزائر تشعر بأنها غير مهمة، وبلغة التقرير المنشور عن توصيات المجموعة الألمانية «التصدي لشعور الجزائر بفقدان الأهمية»، ولن يتم ذلك إلا بوقف تقدم المغرب. الواضح أن ألمانيا في سعيها لضرب مكتسبات المغرب الدولية في قضية الصحراء، كانت تريد أن توقف مسيرة المغرب، والواضح أيضا أنها ليست الوسيلة الوحيدة التي استعملتها، بل هناك العمل مع الهاربين إليها من ذوي السوابق الإرهابية والتنسيق معهم، وتعطيل دور المغرب الإقليمي في ليبيا، وما سنراه من بعد، كل ذلك كان تنفيذا لهدف واحد هو تعطيل مسيرة المغرب حتى تصل إليه الجزائر. هو إقرار بأن ألمانيا تريد للجزائر .. مصحة جيواستراتيجية للعسكر الجزائري، أكثر من عمل يحفظ الكرامة لهم! أخمن أن الرئيس الجزائري لم يستوعب الخطة، من بعد.لهذا كان لا بد من أن ينتقل إلى ألمانيا لتلقي الدروس، كما يتم عادة مع السطاجيير، المتمرنين. ألمانيا استعملت علماءها ومخابراتها وعسكرها والجميع لكي تسيء إلى المغرب! اركل كلشي كايركل، ميركل كا تركل !