يعتبر برنامج المدارس الإيكولوجية، الذي تبنته حاليا أكثر من 68 دولة حول العالم، أحد البرامج الرئيسية لمؤسسة التربية على البيئة، وتم إطلاق هذا البرنامج ببلادنا على يد مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة سنة 2006 ، وذلك بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي والتعليم العالي. وقد تم تسجيل 2476 مدرسة، 44٪ منها قروية و56٪ حضرية. وحصلت 600مدرسة على اللواء الأخضر، بينما نالت 106 مدارس الشهادة الفضية و262 مدرسة الشهادة البرونزية. وفي هذا الإطار أكدت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، في بيان توصلت الجريدة بنسخة منه، أنه في ظل الظروف المرتبطة بجائحةكوفيد19، تقدمت 133 مدرسة منخرطة في برنامج المدارس الإيكولوجية بطلب الحصول على اللواء الأخضر، الذي تمنحه المؤسسة. وأضافت أن 310 مدرسة إيكولوجية حصلت في بداية سنة2021،على أحد الاستحقاقات الثلاثة حسب المنهجية التدرجية لنيل اللواء الأخضر، مؤكدة أن اللواء الأخضر سيرفرف في سماء 74 من هذه المدارس. في حين، حصلت 54 مدرسة أخرى على الشهادة الفضية مقابل إنجازها لمحورين من محاور البرنامج، ونالت 182 مدرسة الشهادة البرونزية بحكم إنجازها لمحور واحد، بالنسبة لهذه الفئة الأخيرة، وهي الأكثر عددا، يضيف البيان، ستتاح لها الفرصة للوصول إلى مستوى جديد خلال موسم 2020-2021 لنيل اللواء الأخضر في غضون ثلاث سنوات من العمل. وسجلت المؤسسة أن الموسم الدراسي 2019-2020 انطلق بحماس كبير، حيث قدمت 328 مدرسة إيكولوجية ترشحها، مقابل 277 في سنة 2019، أي بزيادة قدرها 18.4٪.ثم جاءت جائحة كوفيد19 التي فرضت، انطلاقا من مارس 2020، قيوداً صحية، وأدت إلى اللجوء إلى التعليم عن بعد. في هذا السياق، تعبأ المدرسون المشرفون على التلاميذ من أجل إنجاز برنامج المدارس الإيكولوجية عن بعد، على الرغم من إغلاق المؤسسات لأبوابها. وبسبب تعذر قيام اللجن الجهوية بزيارات ميدانية قبل نهاية الموسم الدراسي 2019-2020، يسترسل البيان، أتاح مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة، الذي يشكل البنية الأكاديمية للمؤسسة، عدة وسائل لإجراء التقييمات عن بعد. وقد تم انتقاء المدارس الحاصلة على الشهادتين البرونزية والفضية عن بعد. وفي 23 دجنبر، تمكنت اللجان الجهوية أخيرًا من إجراء زيارة ميدانية إلى المدارس التي تقدمت بطلب الحصول على اللواء الأخضر. ولتقييم الترشيحات، اعتمد أعضاء لجنة التحكيم الوطنية على التقييمات التي أجرتها اللجان الإقليمية والجهوية المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة، حيث استفاد أعضاء هذه اللجان من تكوين خلال ورشات جهوية نظمتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في الأكاديميات الاثني عشر، وذلك بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي. وأكد بيان مؤسسة محمد السادس للبيئة أن الحصول على اللواء الأخضر يتطلب الكثير من الإصرار والمثابرة، حيث تنجز المدارس الإيكولوجية ثلاثة محاور رئيسية: التدبير الجيد للنفايات وترشيد استهلاك الماء والطاقة.ويتعين عليها الاشتغال على أربعة محاور أخرى من أجل تجديده، وهي الحفاظ على التنوع البيولوجي والتغذية السليمة وإشاعة التضامن والحد من التغيرات المناخية. لإنجاز هذه المحاور، يتبع برنامج المدارس الإيكولوجية نهجًا عمليا، يدمج التجريب والعمل الميداني، لتربية وتحسيس متعلمي ومتعلمات المدارس بأهمية حماية البيئة والتنمية المستدامة. يردف نص البيان. وقد قام تلاميذ مدرسة أيت ايعلا بتنغير، التابعة لأكاديمية درعة تافيلالت، بإنشاء حاويات لفرز النفايات تمت صناعتها من نفايات معادة التدوير، بينما أنجز تلاميذ مدرسة المالكي بسيدي البرنوصي، التابعة لأكاديمية الدارالبيضاء-سطات، لوحات للتعريف بالميثاق البيئي الخاص بالبرنامج باستعمال نفايات ورقية. وفي جرسيف بالجهة الشرقية، في مجموعة مدارس سيدي الفضيل بالوسط القروي، استعمل التلاميذ منهجية SWOT (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) لإجراء التشخيص البيئي لمؤسستهم. وقد انتقل عدد المؤسسات المشاركة من 17 مدرسة إلى 2476 مدرسة في 12 أكاديمية في جميع أنحاء المملكة.حيث تم تحسيس1127814من متعلمي ومتعلمات المدارس الإيكولوجية الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12سنة و38752أستاذ وأستاذة. كما أشار البيان إلى أن مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة، أطلق لقياس كذلك تأثير هذا البرنامج، دراسة ستتم على مدى اثني عشر أسبوعًا، وسيشمل البحث دراسة الممارسات البيئية الجيدة والمشاريع الميدانية للمدارس الإيكولوجية على مدار الخمسة عشر سنة الماضية، ناهيك عن قياس تأثير برنامج المدارس الإيكولوجية على الفئات المستهدفة (التلاميذ والأساتذة والمديرون والجمعيات).بالإضافة إلى ذلك، سيفحص البحث التأثير على ترشيد استعمال الموارد الطبيعية كالماء أو الطاقة، وعلى تحسين الوضع البيئي للمدرسة، وعلى العلاقة مع شركاء المدرسة وعلى الأهمية التربوية للبرنامج للفئة المستهدفة. وقد أطلق مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة موسم المدارس الإيكولوجية 2020-2021 عن بعد.