لقد حدث ما كان حتما سيحدث… وما كان مأمولا أن يتأخر حدوثه… حدث الأحد الأخير، أن جسد أخينا عبد السلام الدباغ أفرغ آخر ما استطاع من نفس، ليسلم أنفاس المناضل لفضاءات التاريخ الرحبة والعطرة بأريج انبعاث النيات المخصبة لمشاتل، تولد الشمس في مستقبل التاريخ… كان كفاءة اتحادية، كان مناضلا في تأجيج التطلع إلى وطن مغاير… كان حياة مفعمة بجدل الحياة، لا تكل في سعيها لتوليد الفرح… حياة مستعرة بالحيوية… مناضل اتحادي… اشتراكي ديمقراطي… كفاءة علمية…. مهندس زراعي شرعية شعبية… برلماني سابق بدائرة صفرو خبرة وذكاء…. مستشار سي عبد الرحمان اليوسفي مسؤول وطني ودولي في عدة منظمات وهيئات للمهندسين الزراعيين…. وهو اليوم لم يفعل إلا أن حلق إلى مثواه في البراري المزهرة لذاكرة الوطن، وهي التي تصون، برفق وفرح، حيوات أمثاله من مولدي التدفق في المجرى العظيم للأمل في أوصال وطن يقاوم الارتداد ويراوغ المطبات… ويمضي بهدوء وثبات وبعزم نحو الامتلاء بالكرامة لمواطنيه… عبد السلام الدباغ ممتد في المشترك المديد والعميق بيننا… عبد السلام الدباغ… سيحفظ لك الوطن أنك كنت من أبنائه الأوفياء له، وقد بذلت من أجل تقدمه الكثير من الجهد بكفاءة نضالية… لذلك لن تذهب بعيدا تحت التراب، لأنك ستذهب بعيدا فوق التراب… عبد السلام الدباغ…. ذكراك ستزهر وتولد أبدا نفحات الأمل في التقدم نحو حلمك بالوطن الزاخر بالكرامة لمواطنيه… عبد السلام الدباغ… كنت معنا دوما وستظل معنا دائما…. لن نقول وداعا عبد السلام الدباغ لأنك لا تودع أنت ترحب دوما أنت لا تودع أبدا أنت في بؤرة وجودنا جميعا… أنت في قلب كل الاتحاديات والاتحاديين…