في السباق لإنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، تريد المختبرات حماية نفسها ولذلك تضغط على الحكومات الأوروبية لمشاركة المخاطر المالية في حالة تقديم شكاوى بسبب الآثار الجانبية. والمناقشات جارية مع شركة سانوفي – غلاكسو سميث كلاين الفرنسية البريطانية، وشركة جونسون أند جونسون الأميركية وشركة كيورفاك الألمانية وشركة موديرنا الأميركية. ولكن على المجموعات الدوائية أن تجد علاجا أسرع بكثير من المعتاد: بين 12 و18 شهرا بدلا من عشر سنوات أو أكثر. في مثل هذه الظروف، لا يمكن درس الآثار الجانبية غير المرغوب فيها، ولا سيما الآثار الجانبية على المدى المتوسط أو الطويل، مما قد يفتح الباب أمام مطالبات بالتعويض من المرضى. في مواجهة هذا الوضع غير المسبوق، التزمت الحكومات التي تواجه فيروسا يهدد سكانها وأدى إلى انهيار اقتصاداتها، بالمشاركة المالية. وأعلنت المفوضية الأوروبية أنه «لتعويض المخاطر الكبيرة التي تتعرض لها مختبرات الأدوية، تنص عقود الشراء المسبق على أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعوض المصنعين الالتزامات المتكبدة في ظل ظروف معينة»، بدون إعطاء مزيد من التفاصيل. ولم تعقب أسترازينيكا ولا سانوفي عندما اتصلت بهما وكالة فرانس برس للتعليق. يبدو أن الدول الأوروبية ليس لديها خيارات كثيرة حيث يمارس مصنعو اللقاحات ضغوطا على الحكومات للحصول على مساعداتها المالية، كما أظهر الجدل المحيط بسانوفي في فرنسا في مايو. إذ قال مديرها الإداري بول هدسون، في ذلك الوقت، في البداية، أنه سيمنح اللقاح الأول للولايات المتحدة التي أشاد بنموذج عملها. في الولاياتالمتحدة، تقوم هيئة الأبحاث المتقدمة والتطوير في مجال الطب الحيوي (باردا) التابعة لوزارة الصحة الأميركية، «بالتحرك بسرعة» و«تتعاون مبكرا مع شركات القطاع» من أجل «ضمان توافر الطاقات الإنتاجية وتقاسم المخاطر». وقال الاتحاد الأوروبي للصناعات الدوائية والجمعيات الذي يضم سانوفي غلاكسو سميث كلاين وجونسون أند جونسون واسترازينيكا، ولقاحات أوروبا، وغيرها من المختبرات المتخصصة في اللقاحات، لوكالة فرانس برس إنه «في نقاش مع السلطات الأوروبية» لتطوير نظام تعويض في حالة ظهور آثار جانبية. وشدد على أن «أي نظام يجب أن يجعل من الممكن تعويض المريض المعني بمستوى عادل، وتجنب التأخيرات التي لا نهاية لها بسبب التقاضي الباهظ والنتائج غير المؤكدة». ولكن المفوضية الأوروبية تصر على أنه في حين أن الدول الأوروبية مستعدة للمساهمة ماليا فإن المختبرات هي التي تتحمل وحدها المسؤولية. ولكن قبل أكثر من ثلاث سنوات بقليل، في يونيو 2017، زادت العدالة الأوروبية من الضغط على مجموعات الأدوية. وفي حكمها، قضت محكمة العدل الأوروبية بأنه يمكن الاعتراف بمسؤولية اللقاح في تطوير المرض حتى في غياب اليقين العلمي. صدر هذا القرار الذي يسهل تعويض الحوادث بعد عقد من التقاضي بين مرضى التصلب المتعدد ومصنعي لقاحات التهاب الكبد بي، وهي مختبرات سانوفي باستور وغلاكسو سميث كلاين. وأعرب يانيس ناتسيس الذي يمثل المرضى لدى وكالة الأدوية الأوروبية التي تصدر تراخيص التسويق، عن قلقه مؤخرا في مقال في صحيفة برلينر تسايتونغ اليومية الألمانية، بشأن «الطبيعة السرية للمفاوضات» بين الشركات المصنعة والسلطات التي تصدر تراخيص اللقاح... وقال «يجب أن يعرف دافعو الضرائب ما هي شروط الاتفاقيات» مع مختبرات الأدوية، بعد الإعلان عن العقد بين أسترازينيكا والمفوضية الأوروبية. روسياوالصين أكدت روسيا ،اليوم الجمعة ،أنها ستعلن عن النتائج الأولى للتجارب السريرية للقاح المضاد لوباء «كوفيد – 19» ما بين أكتوبر ونوفمبر القادمين. وأوضح صندوق الاستثمار المباشر الروسي، في بيان خاص، أن النتائج الأولى للتجارب السريرية التي شارك فيها 40 ألف متطوع، وبدأت بعد تسجيل لقاح «سبوتنيك V» ضد وباء «كوفيد 19» ،سيتم نشرها في المجلات العلمية في الفترة ما بين أكتوبر ونوفمبر القادمين. وسبق لرئيس الصندوق الروسي، كيريل دميترييف، أن أكد أن الصندوق تلقى طلبات من أكثر من 20 دولة لشراء مليار جرعة من اللقاح المحلي ضد فيروس كورونا ،وأن روسيا وافقت على إنتاج لقاحات لخمس دول، وأن القدرات المتاحة تسمح بإنتاج 500 مليون جرعة كل عام. وسجلت وزارة الصحة الروسية يوم 11 من غشت المنصرم، اللقاح ضد فيروس كورونا، وأطلقت عليه اسم «سبوتنيك 5»، وعمل على إنتاج اللقاح متخصصون في مركز «غاماليا» للبحوث العلمية المجهرية بدعم من صندوق الاستثمار المباشر الروسي. وحسب الخبراء الروس ، فإنه خلال التجارب السريرية تبين أن اللقاح، الذي تمت تجربته على متطوعين، «طور الأجسام المضادة دون أن يتسبب في أي مضاعفات خطيرة» . وجذبت التجارب السريرية الدولية للمرحلة الثالثة لأربعة لقاحات صينية مرشحة لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) انتباه الغرب، بتغطية وسائل الإعلام الأجنبية الرئيسية بدء التجارب. ونقلا عن لجنة الصحة الوطنية في الصين، تناولت صحيفة ((فاينانشيال تايمز)) يوم الثلاثاء مسألة التجارب، في حين لفتت صحيفة ((نيويورك تايمز)) أيضا إلى الموافقة التي أ عطيت لإجراء التجارب، وذلك عبر صفحتها الإلكترونية التي تتابع أحدث التطورات إزاء أبحاث اللقاحات المضادة للمرض. وقد بدأت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الدولية بحق لقاحين معطلين مضادين ل (كوفيد – 19) طورتهما مجموعة ((تشاينا ناشنال بيوتك))، ولقاح معطل مضاد للمرض طورته شركة ((سينوفاك بيوتك)) المحدودة، ولقاح مؤتلف يتخذ من الفيروس الغدي المعيب المعدل كعنصر ناقل. وعادة ما تتضمن مرحلة التجارب السريرية الثالثة مشاركة آلاف من الأشخاص للتحقق من سلامة وفعالية اللقاحات، وهما الضمانتان الأساسيتان للموافقة على الطرح في الأسواق. ونظرا لأن المرض قد أصبح تحت السيطرة في الصين، لم تعد لديها ظروف مناسبة لإجراء تجارب سريرية واسعة النطاق، لذلك تجري تجارب المرحلة الثالثة خارج البلاد. ومن المتوقع أن تختتم بعض التجارب، الجولة الأولى من التطعيمات في أوائل سبتمبر، مع توقع ظهور البيانات الأولية في أوائل نوفمبر.