انسحاب الكتاب المغاربة من الترشح للجوائز موقف يؤكد أن دور المثقف العضوي لم ينته في موقف مشرف للمثقفين المغاربة، كتابا وشعراء وأكاديميين، ومباشرة بعد إعلان الإمارات عن تطبيعها مع إسرائيل، أعلن مثقفو المغرب وأدباؤه مقاطعتهم لجميع الأنشطة الثقافية التي تقيمها الإمارات وسحبوا ترشيحاتهم لجميع الجوائز التي تسهر على تنظيمها، إيمانا منهم بعدالة القضية الفلسطينية التي يعتبرها المغاربة قاطبة من الثوابت التي ترسخت في الوجدان المغربي والتي أكدتها المسيرات والتضامن اللامشروط الذي أبان عنه المغاربة في كل المخاضات التي عاشتها الثورة الفلسطينية منذ الاحتلال إلى اليوم. محمد بنيس ينسحب من الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد أعلن الشاعر المغربي محمد بنيس انسحابه من الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وذلك احتجاجا على اتفاقية التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني. وعزا الشاعر محمد بنيس قراره هذا إلى أنه «على إثر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بينهما، قررت الانسحاب من عضوية الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب». وياتي قرار محمد بنيس في وقت أعلن فيه العديد من المبدعين المغاربة من شعراء وروائيين وكتاب سحب ترشيحاتهم لجوائز أدبية تشرف عليها الإمارات مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب وجائزة البوكر.
بيت الشعر: الاتفاق خيانة لقضية العرب الأولى تلقّى بيتُ الشعر في المغرب، ببالغِ الألم وباستنكار شديد، خبرَ اتّفاق التطبيع بين دولة الإمارت العربيّة والكيان الصهيوني، الذي أطلِق عليه، على نحوٍ مستفزّ، اتّفاق السّلام. واعتبر بيت الشعر في المغرب في بلاغ له «وانطلاقًا من اقتناعه الرّاسخ بعدالة القضية الفلسطينية وبحقُوق الشّعب الفلسطيني في اسْتعادة أراضيه المُحتلّة وعوْدة لاجئيه ومنفيّيه، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، هذا الاتّفاق خيانةً ليس لقضية العرب الأولى فحسب، بما هي واحدةٌ من أنبل قضايا العصر، بل لعدالة كافّة القضايا الإنسانية، التي لطالما انبرَى الشّعر للانتصار لها والدفاع عنها من أجل عيشٍ حرٍّ وكريم تتحقّقُ فيه كرامةُ الإنسان وحقُّه في الحياة والحُلم والجمال. إنّ الاتفاق المذكُور الموقّع بحِبر الاستسلام للإرادة الرسميّة الأمريكية، عِلاوة على أنّه لن يُحقّق السلام كما يتوهّم دُعاتُه، جاء ليُعمِّقُ الجُرحَ الفلسطيني ويُكرّس سِياسة الاستسلام ومُباركة النّزُوع الاستيطاني الذي ينهجُه الكيان الصهيوني، كما أنه جاء في زمنٍ تحتاجُ فيه القضية الفلسطينيّة لا إلى نكْء جِراحِها، بل إلى تقوية الدّعم العربيّ والعالمي لها بَعد أن أصيب، في العَقدين الأخيريْن، بالتراخي وبنوعٍ من الانتكاس واللامبالاة، وبعد أنْ تقوّى الجشعُ الاستعماريّ الصّهيوني، الذي ما انفكّت أطماعُه تتوسّعُ مع كلّ خُطوة يُقبلُ عليها، على نحو ما أفصحَت عنه المهزلة المسمّاة «صفقة القرن»، أو ما أعرب عنه التحدّي السّافر بالإعلان عن نيّة فَرض السيادة الإسرائيلية على الجُزء الغربيّ من غور الأردن بضمّ أجزاء من الضفة الغربيّة». واستحضر بيت الشعر دِقّة المرحلة والوضْع النفسيّ المُقلق الذي قد يجتازُه عددٌ من المثقفين والكتاب والشعراء الإماراتيّين الشّرفاء،مؤكدا، في السياق ذاته، تضامُنَه اللاّمشرُوط مع شاعرات وشعراء فلسطين مُستحضرًا الدّور الكبير الذي نهضَت به الشعريّة الفلسطينيّة في توطين القضيّة في الوجدان العربيّ والإنساني وفي التصدّي لكلّ خُنوع واستسلامٍ وتطبيع. كما توجه البيت، في بلاغه،إلى كافّة المثقّفين والكتاب والشّعراء المغاربة والعرب داعيًا إيّاهم إلى المزيد من التضامن والالتحام مع القضية الفلسطينيّة وأفقها النضاليّ والشعريّ والإنسانيّ، وكذا الانخراط في كلّ المبادرات التي تجعلُ من فلسطين، ومن السردية الفلسطينية أساسًا، خطًّا أحمرَ لا ينبغي تخطّيه أو الإساءة إليه بأيّ شكل من الأشكال. الأكاديمي يحيى بن الوليد يسحب ترشحيه لجائزة الشيخ زايد في تفاعل مع هذا الحدث، كتب الناقد والأكاديمي المغربي يحيى بن الوليد على حائط صفحته بالفايسبوك «قبل حوالي شهر، وبعد اتفاق مع الراحل إلياس فركوح صاحب دار أزمنة قمت بترشيح كتابي حول «المثقفين العرب» لجائزة الشيخ زايد (فرع التنمية وبناء الدولة)، غير أن ما حصل قبل اليوم من تطبيع فظيع بين ساسة دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي الغاصب، يجعلني أعدل نهائيا وبشكل طوعي عن هذا الترشيح، في إجراء متواضع أتضامن فيه مع شعبنا الفلسطيني في صراعه العادل من أجل نيل مطالبه المشروعة. فلسطين التي كرّست لها أكثر من بحث (سردية فلسطين، وإدوارد سعيد ومحمود درويش). وكما ألغيت مشاركة أخرى مقترحة ومبرمجة لعام 2021 بالإمارات. وقد أبلغت الجهات المعنية بموقفي».
أبو يوسف طه: دور المثقف لم ينته من جهته أعلن الكاتب والقاص أبو يوسف طه أنه استنكارا للتطبيع الاماراتي – الاسرائيلي، سحب ترشيحه من جائزة الشيخ زايد للكتاب بعد أن «ترشحت، يقوق، إلكترونيا لجائزة الشيخ زايد للكتاب ، صنف الرواية ، لسنة 2020 2021 على أساس استكمال الترشح بإرسال خمس نسخ من الكتاب وبعض الوثائق ، مراهنا على وجود مسافة ما بين المجالين الثقافي والسياسي ، وهو أمر غير ممكن ، وفيه تغليط ذاتي ، كما وضح لي ، وخاصة إثر التطبيع بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكا ، لقد ظللت طوال حياتي مؤمنا بجوهر القضية الفلسطينية ، معتبرا الشعب الفلسطيني قد تعرض لظلم تاريخي استثنائي ، تحالف فيه القريب والبعيد من قوى الإستعمار ووكلائه ، والصهيونية وأذرعها ، لهذا أعلن الإنسحاب من الترشح للجائزة إرضاء لضميري ، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة وأضاف أبو يوسف» مايبدو لي ضروريا وذا أهمية هو هذه الهبة من كتاب وأدباء وفنانين ومثقفين شرفاء لمناصرة الشعب الفلسطيني ، وإدانة أشكال التطبيع كافة مع 0سرائيل ، وإذا كان من مزيد فهو الدحض لما يُراد ترسيخه عنوة من نهاية الدور الرائد للمثقف ، وأستثني هنا العدميين وال0نتهازيين والمتطلبين وضحايا الإغواء ، والذي أوقدت جذوته هذه القضية المكينة في العقل والوجدان قضية فلسطين لقد تلقيت رسالة مباركة وتمجيد للشعب المغربي ومثقفيه من أسير في سجون ال0حتلال نيابة عن الأسري ، وهذا مايزيد الإصرار على مشاطرة الفلسطينيين آمالهم وأحلامهم ، ومناصرتهم في نضالهم من أجل تحرير وطنهم بكرامة وعزة وشهامة.» زهرة رميج: فلسطين كانت وستظل قضيتنا بعد إعلان دولة الإمارات تطبيعها مع إسرائيل، قامت الروائية المغربية زهرة رميج بسحب ترشيحها لرواية «قاعة الانتظار» لجائزة الشيخ زايد للكتاب، تضامنا مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استرجاع أرضه المغتصبة وإقامة دولته الحرة المستقلة. وأكدت رميج أن هذا الموقف نابع من إيمانها بعدالة القضية « ووفاء للقضية الفلسطينية التي فتحت عيني عليها منذ سبعينيات القرن الماضي، وواكبت تطوراتها، وعايشت مآسيها، وساهمت في توعية الأجيال بعدالتها. وقد راسلت الجهة المسؤولية بشطب اسمي من لائحة المترشحين. فلسطين كانت وستظل قضيتنا إلى أن تتحقق مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة». الكاتب أحمد الويزي ينسحب من جائزة الشيخ زايد منذ أزيد من شهر، رشحت روايتي الأخيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، برسم سنة 2020/21؛ وكان في نيتي أن يساهم هذا الترشيح في تقديم فرصة لهذه الرواية، كي تجد لها أفقا قرائيا عربيا أوسع، كان من المفترض أن يضمن لها القائمون على هذه الجائزة. لكن ما حصل اليوم من تطبيع بئيس بين ساسة دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي الغاشم، في تحد سافر لإرادة الشعب الإماراتي الشقيق والعربي قاطبة، وبنية مسبقة تترصد التفريط في حق الشعب الفلسطيني في حل عادل وإنساني لمجموع قضاياه؛ كل هذا جعلني أعدل نهائيا وبشكل طوعي عن هذا الترشيح، في إجراء متواضع أتضامن فيه مع شعبنا الفلسطيني، في صراعه العادل من أجل نيل مطالبه المشروعة.
الروائي عبد الرحيم جيران ينسحب من مجلة «الموروث» الروائي والناقد عبد الرحيم جيران الفائز هذه السنة بجائزة المغرب للكتاب عن روايته «الحجر والبركة» أعلن عن استقالته من هيئة تحرير مجلة «الموروث» التابعة لمعهد الشارقة احتجاجا على عملية التطبيع.. وكل الأنشطة التي تقيمها الإمارات، خاتما تدوينة له على الفايسبوك «المجد للشهداء».
مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين: تحية إكبار للكتاب والمثقفين المغاربة وجهت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين تحية إكبار للكتاب والمثقفين المغاربة الذين سحبوا ترشيحاتهم لجوائز «الإمارات» بعد أن انتفض عدد من الكتاب والمثقفين المغاربة معلنين سحب ترشيحاتهم لجوائز «الإمارات» واستقال بعضهم من منابر ومؤسسات إعلامية وثقافية تابعة لها احتجاجا وتنديدا بالتطبيع مع الكيان الغاصب المحتل والمتورط في جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية. وحيت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين باعتزاز «الكتاب والمثقفين المغاربة على موقفهم الشهم والأصيل الذي يعبر عن ضمير حي يدين الخيانة ولا يقبل المس بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وغير القابلة للتصرف ويرفض الدوس على مشاعر الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم الداعمين لعدالة القضية الفلسطينية».