في سياق الجهود المبذولة لمحاربة الحشرة القرمزية، التي تصيب حقول الصبار بجهة كلميم – واد نون – تقدر المساحة المغروسة بنحو 90 ألف هكتار – تمت المراهنة على المشاركة الفعلية لأصحاب هذه الحقول، حيث تأكدت نجاعة هذه الخطوة «ميدانيا في القضاء على هذه الآفة داخل الحقول التي يرعاها أربابها بإشراف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية «أونسا»، كما يستشف من إحدى العمليات التي شهدتها جماعة أسرير (إقليمكلميم) – تزود السوق المحلية والجهوية والوطنية ببواكير أجود أنواع الصبار – منذ شهر يونيو، تحت إشراف المكتب بتنسيق مع الغرفة الفلاحية للجهة، حيث قدمت للفلاحين تجارب عينية على الممارسات الفضلى في الكشف عن الحشرة وتقنيات المعالجة وكيفية التخلص من ألواح الصبار المصاب دون المساس بالبيئة المجاورة ولا بالحيوانات والحشرات الأخرى التي تعيش فيها.وتم الحرص خلال هذه الخرجة على التأكيد للفلاحين أنه لم يعد ممكنا، كما في السابق وكما عهد الناس منذ القدم، ترك حقل الصبار مهملا لا يعتنى به قط حتى في الري الذي يعتمد على الأمطار فقط، بل أضحى لزاما على أرباب حقول الصبار ، كغيرهم من الفلاحين الآخرين المنتجين للفواكه الأخرى، أن يولوا عناية قصوى لحقل الصبار، لا سيما وأن هذه الفاكهة أضحت لها سوق مهمة جهويا ووطنيا ودوليا.تجربة يقول بشأنها حاجي الحاج، رئيس الخلية الجهوية ل(أونسا) المكلفة بمحاربة هذه الحشرة، «إن المشاركة الفعلية للفلاح في محاربة الحشرة برعاية حقله تحت إشراف المكتب ، أعطت نتائجها، وذلك باستئناف أسواق الصبار بكل من مستي وأسبويا (إقليمسيدي إفني التي تعتبر عاصمة للصبار وطنيا) بشكل سلس هذه السنة»، موضحا «أن الفلاحين اقتنعوا، بعد معاينتهم تضاعف إنتاج الضيعات التي تمت معالجتها بتعاون تام مع أربابها، بدعوات المكتب لهم منذ فترة طويلة بأن دورهم مهم في اتجاه كسب رهان القضاء على هذه الحشرة» ، مضيفا « لقد تم الحرص على تجميع التنظيمات المهنية في إطار عمليات تشبيكية لتوحيد المخاطب في الجماعات بالجهة، حيث ستساهم هذه التنظيمات في إنجاح هذا العمل التشاركي الذي يراهن عليه «لإنقاذ النبتة» التي تعتبر عاملا مهما للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي» ، لافتا إلى «أن المكتب سيقوم ، بعد انتهاء موسم جني الصبار بالجهة (تبدأ من شهر نونبر المقبل) بعملية واسعة لتشذيب الصبار كإحدى التقنيات الزراعية المحضة». ووفق المتحدث نفسه ، فهناك عملية أخرى «تتمثل في طمر الصبار المصاب، بعد قلعه، باستعمال البلاستيك. وبهذه الطريقة يتم قتل الحشرة القرمزية بدون مبيدات عبر طمرها والضغط عليها بالأحجار، وتؤدي بسرعة الى تحلل وتخمر قرنق الصبار».وفي السياق ذاته أكدت صفية التوزاني، المديرة الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ثلاث جهات : العيون الساقية الحمراء ، كلميم واد نون والداخلة وادي الذهب) ، «أن مثل هذه الخرجات / العمليات، تروم عرض المقاربة التشاركية التي اعتمدها المكتب في محاربة الحشرة القرمزية بجهة كلميم واد نون.كما حرص فريق الأونسا ، على استعراض الطرق المثلى لتشذيب نبتة الصبار وفي المعالجة أيضا». «و.م.ع «