أزاح ريال مدريد غريمه برشلونة عن عرش الدوري الإسباني لكرة القدم، الذي أحرزه الأخير في الموسمين الماضيين، وتوج بطلا للمرة الرابعة والثلاثين في تاريخه بفوزه على ضيفه فياريال 2 – 1 في المرحلة 37 قبل الأخيرة، والتي شهدت سقوط النادي الكاتالوني أمام أوساسونا. وبات النادي الملكي الذي أحرز لقب الليغا للمرة الثانية بإشراف مدربه الفرنسي زين الدين زيدان (بعد 2017)، ينتظر استكمال الفرحة من خلال قلب الطاولة على مانشستر سيتي الإنكليزي والتأهل إلى ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا. ودخل ريال مباراة الخميس ضد ضيفه فياريال متصدرا الترتيب بفارق أربع نقاط عن غريمه الكاتالوني. وبفوزه العاشر تواليا منذ استئناف الموسم بعد توقف أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد، وسع هذا الفارق إلى سبع بعد خسارة برشلونة أمام ضيفه أوساسونا 1 – 2. ولن يتمكن الريال من إكمال فرحة تعزيز رقمه القياسي في الليغا، اذ يأتي تتويجه في غياب جمهوره، بعدما حرمه وباء «كوفيد – 19» هذه الفرصة، فارضا إكمال الموسم خلف أبواب موصدة. وأتى حسم اللقب، أول أمس الخميس، على ملعب «ألفريدو دي ستيفانو» عوضا عن المعقل التاريخي «سانتياغو برنابيو» بسبب أعمال التأهيل الجارية فيه. ويدين ريال باستعادة اللقب إلى مدربه زيدان الذي كان آخر من يقوده إلى التتويج في «لا ليغا» عام 2017، قبل أن يتركه في صيف 2018 بعد فوزه بلقب ثالث تواليا في دوري الأبطال. واستحق النادي الملكي اللقب هذا الموسم، إذ تألق في الخطوط الأمامية بتمتعه بثاني أفضل هجوم في الدوري خلف برشلونة (68 هدفا مقابل 81) وأفضل دفاع (تلقت شباكه 23 هدفا فقط). كما تميز بتنوعه الهجومي، إذ أنه الفريق الوحيد في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى الذي سجل له 21 لاعبا مختلفا هذا الموسم، في مقدمهم بنزيمة الذي مازال يملك فرصة إزاحة نجم برشلونة وقائده ليونيل ميسي عن عرش ترتيب الهدافين في المرحلة الأخيرة (21 للفرنسي مقابل 23 لأفضل لاعب في العالم). ويبقى الأهم بالنسبة لزيدان بعدما أسدل الستار على معركة لقب «لا ليغا» مع برشلونة، أن يتمكن من فريقه من قلب الخسارة التي تلقاها في ذهاب ثمن النهائي على أرضه أمام مانشستر سيتي (1 – 2)، حين يحل ضيفا على الأخير في السابع من غشت، من أجل مواصلة الحلم بإحراز لقبه الرابع في المسابقة كمدرب للنادي الملكي. وعلى ملعب «كامب نو»، كان من المفترض أن يحاول برشلونة تأجيل تتويج ريال، أو على الأقل القيام بما هو مطلوب منه بانتظار هدية من فياريال، لكن انتهى الأمر بتلقيه هزيمته الأولى في معقله أمام أوساسونا منذ 23 مايو 2009. وتعثر برشلونة مرارا في فترة ما بعد العودة، وخسر الصدارة التي كانت في حوزته قبل تعليق مباريات الدوري في مارس. ومنذ العودة، حقق برشلونة ثلاثة تعادلات وستة انتصارات قبل أن يتلقى يوم الخميس هزيمة قاتلة قد تكلف مدربه كيكي سيتيين وظيفته، وتزيد من حدة التوتر في أروقة «كامب نو». ووجد برشلونة نفسه متخلفا منذ الدقيقة 15 بهدف لخوسيه آرناييز، الذي وصلته الكرة عند نقطة الجزاء بتمريرة من الإكوادوري بيرفيس إستوبينان، فتقلفها مباشرة في شباك الحارس الألماني مارك أندري تير شتيغن. وانتظر برشلونة حتى الدقيقة 62 لإدراك التعادل من ركلة حرة رائعة نفذها ميسي، معززا صدارته لترتيب الهدافين ب23 هدفا، ليسير بثبات نحو الفوز بلقب الهداف للمرة الرابعة تواليا والسابعة في مسيرته. وعلى الرغم من الضغط المتواصل واضطرار أوساسونا لإكمال اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد إنريك غاييغو في الدقيقة 77، عجز برشلونة عن الوصول إلى الشباك مرة أخرى، ودفع الثمن في الوقت القاتل حين اهتزت شباكه بهدف سجله روبرتو توريس في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع. وبعد أن حسمت المراكز الأربعة المؤهلة لدوري الأبطال، بقي أتلتيكو مدريد رابعا بفوزه على مضيفه خيتافي 2 – 0، مستفيدا من تعثر إشبيلية سلبا أمام مضيفه ريال سوسييداد، الذي بقي سادسا بفارق نقطة أمام خيتافي ونقطتين خلف فياريال الخامس. وفقد أتلتيك بلباو إلى حد كبير فرصة المشاركة في «يوروبا ليغ» عبر الدوري بخسارته أمام ضيفه ليغانيس 2 – 0 متأثرا بالنقص العددي في صفوفه، لكنه يملك فرصة التعويض في حال أحرز لقب الكأس الإسبانية على حساب ريال سوسييداد (لم يحدد موعد النهائي بعد). ولحق ريال مايوركا بإسبانيول إلى الدرجة الثانية بخسارته أمام فالنسيا 0 – 1، لينحصر الصراع على بطاقة الهبوط الثالثة الأخيرة بين ليغانيس (35 نقطة) وسلتا فيغو (36) الذي خسر أمام ليفانتي 2 – 3.