1 – المغرب أغنية يتغنى بها مواطنوه ومواطناته … يعزفون لحن الحياة … يعزفون لحن الخلود ويتغردون بكلمات ليست كالكلمات …شربناك بالنخب حتى الثمل … فارتوى عقلنا بالانتماء ..وارتوى قلبنا بالحب .. .حبيبتنا بلادنا يا وطننا …أردناك آمنة مطمئنة ..أردناك نامية متقدمة ..أردناك خالدة … جنون عشقك دواء لكل مغربي وضمير لكل مغربية .. امنحي لنا جناحا نطير به نحو التفوق …نحو الأزل… حبيبتنا بلادنا يا وطننا سنزرعك في كل الحكم …بذرة في القلب والوجدان …عملاقة ترفرفين إلى الشموخ …إلى الخلود ..عالية ومتعالية على تجار الدين وزارعي الموت والإرهاب …لا مكان فيك للظلام والجهل …لا مكان فيك لجماعات الفتنة والتخلف، أعداء الحياة …أعداء الوطن …أعداء الشعب المغربي… حبيبتنا بلادنا يا وطننا …تبقين غالية وشمس كل أمل …نحبك …نحب المغرب …نحب الوطن …(منبت الأحرار مشرق الأنوار)… 2 – الحركات المتاجرة بديننا وجه لوباء آخر أخطر بكثير من كورونا يتهددنا منذ القديم… لحسن الحظ – إذا جاز استعمال عبارة حسن الحظ هنا – أن هذا الوباء الخطير أرعب الناس فعلا، لذلك انتبه الشعب هاته المرة إلى خطورة ما يقوله هؤلاء الموتورون، ولذلك فهم الناس هذه المرة أن هؤلاء يدافعون عن متاجرتهم بالدين ولا يدافعون عن الدين، لأنهم يعلمون أن الناس إذا ما استيقظت وتعلمت واستوعبت حقيقة ما سيقع فلن تعطيهم أذنا واحدة … غدا أو بعد غد أو بعد أيام أو أسابيع أو أشهر سيتمكن علماء حقيقيون يستحقون حمل لقب وصفة العلم هاته، من اكتشاف اللقاح لهذا الوباء الخطير الذي يهدد العالم كله، سننسى بعد ذلك أمر الوباء وستعود إلينا هاته الأوبئة المتلفعة، زورا وبهتانا، في لباس الدين لكي تقصفنا بالمزيد من بذاءاتها ورداءاتها وخرافاتها … علينا أن نستفيد من المرض الذي يعبر العالم اليوم، ومثلما تعلمنا جميعا أن النظافة مهمة لقتل أي وباء، يجب أن نستوعب أن تنظيف عقولنا ضروري للقضاء على فيروس الخرافة هذا الذي يجعل أميين موتورين يتحدثون في ما لا يفقهون فيه شيئا …. 3 – في زمن آخر تحدث علماء الاجتماع عن مواقع التواصل الاجتماعي التي ستتيح للجاهلين سب المتعلمين ومناقشتهم بل والتغلب عليهم لأن الجهل يغلب دوما العلم حين الجدال الفارغ، وقد وصلنا إلى تلك الحالة ورأينا أناسا لم يكملوا تعليمهم يتحدثون في السياسة وفي الدين وفي الاقتصاد وفي الطب وفي الهندسة وفي الكرة وفي الثقافة وفي كل مناحي الحياة . مع هذا الوباء الخطير، الذي يهددنا مثلما يهدد أنحاء العالم كله، استوعبت الجهات الوصية على سلامتنا العامة أن التساهل مع هؤلاء الجهلة أمر لم يعد ممكنا لذلك ضربت وتضرب وستضرب بيد من حديد، ونحن لا نكتفي فقط بالتنويه بعملها، بل نطالبها بالمزيد لأن وباء الجهل أسوأ وأخطر وأشد ضراوة من أي وباء آخر يشتغل العلماء الحقيقيون اليوم على البحث له عن مصل أو لقاح … لقد صبرنا طويلا على هاته الجهالة المستشرية في قومنا، والتي تسللت إلى بيوتنا وأضاعت ذوق أبنائنا وبناتنا، وها هو اليوم هذا الوباء المرعب المسمى كورونا يعطينا فرصة التخلص منها إلى الأبد ، أو على الأقل فرصة التقليل من أثارها الوخيمة والمدمرة .. 4 – أكاد أجزم من خلال ما لمسته وعايشته من تضامن ومبادرات فردية وجماعية داخل الأحياء السكنية والقرى في الأزقة والشوارع، من أجل الوقاية من فيروس كورونا المستجد، والتخفيف من تأثيراته الصحية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية على مجموعة من الأسر والمياومين والمهنيين أن الوباء بصدد تنقية وتطهير البلاد من سلوكات سلبية دخيلة على المغاربة، وبصدد الترسيخ والتأسيس لعهد جديد، ولا مكان ل( التواكل ) في قاموس المغاربة الشرفاء، بعد أن عقدوا العزم على التحدي والمقاومة، واعتماد العقل في هذه المرحلة التي أنهكت أرقى الحضارات وأذكى العقول … 5 – إن المغرب يحضن شعبا طيب الأخلاق والأعراق، وإن هذا الشعب قرر العمل على شكل أسراب من النحل والنمل من أجل صحة وسلامة وأمن البلد بأكمله، حاملا شعار (أعقلها وتوكل على لله)، المقتبس من حديث نبوي شريف، مؤمنا بأن (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عليه كربة من كرب يوم القيامة )، وأن (من يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة )، وأن ( الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) …كلها تعليمات من السنة النبوية الشريفة، كان من المفروض أن تجهر بها تلك الكائنات الإسلاموية، التي اعتادت حمل شعار ( إنا عكسنا )، بدلا من استغلالها لمواقع التواصل الرقمية، من أجل تذكيرنا بمواضيع يعرفها كل المغاربة، عن الوباء والبلاء والكفر والإلحاد… 6- عندما نقرأ كيف تجند أطباء وعلماء وخبراء في علم الأوبئة والجراثيم مشكورين من أجل الاهتداء إلى فيروس مضاد لفيروس ( كوفيد 19 )، وكيف أنهم هجروا أسرهم، واختاروا عن طواعية الاعتكاف داخل المختبرات والمصحات من أجل الإسراع بنجدة الموبوئين والحد من انتشار الوباء …نتحسر كثيرا على تلك الكائنات، التي تدعي العلم والفقه والبلاغة، وتقضي أوقاتها في إصدار الفتاوى في التحليل والتحريم، وتبيان أمور لا أساس لها من الصحة، لم تعجبها قرارات إغلاق المساجد والمدارس والجامعات، ودائمة التشكيك في البلاغات والمبادرات الرسمية …وبالمقابل فليس لها مقترحات ولا مساهمات في دعم وحماية المغاربة، وتحمل شعار الضعفاء والجبناء، تعطي تأويلات خاطئة لآيات قرآنية وأحاديث نبوية في التوكل والاعتماد على لله، لتبرير خمولهم وسلبياتهم التي لا تنتهي … 7-وعندما نرى كيف أن ملك البلاد أحدث صندوقا خاصا لتدبير ومواجهة وباء فيروس كورونا، وكيف أنه ضخ ألف مليار سنتيم، وكيف هرعت المقاولات المواطنة والمغاربة باختلاف مستوياتهم الاجتماعية من أجل ضخ أموال الدعم، حتى أن هناك موظفين بسطاء تبرعوا برواتبهم، وآخرون فتحوا منازلهم لاحتضان المعوزين والتكفل بحاجياتهم، نجزم أن العرق المغربي نفيس ونادر… 8 – يجب على الكل أن يعلم أن كل مغربي يمتلك نسخة من مفتاح الوقاية من الوباء، ويمكنه لعب دور البطولة والمخلص بإنقاذ الشعب كما يمكنه لعب دور المجرم والإرهابي بقتل الشعب… ملحوظة: الذين خرجوا أمس بطنجة وفاس بدعوى الدعاء، مجرمون قتلة، ظلاميون وإرهابيون، أعداء الوطن وأعداء الشعب …هؤلاء المجرمون لا يهمهم الوطن، لا يهمهم أبناء وبنات هذا الوطن …هؤلاء المجرمون يتاجرون بالدين …هؤلاء المجرمون ينشرون الجهل ويزرعون الموت …هؤلاء المجرمون يزرعون الفتنة والرعب …هؤلاء المجرمون يزرعون الحقد والكراهية …هؤلاء المجرمون أعداء الإنسانية …هؤلاء المجرمون خطرهم أخطر من جائحة كورونا …من هنا وجب تطهير هذا البلد من الخطرين … متأكد أنه لا وجود بيننا لمغربي عدو للإنسانية …