اختار الشعراء المغاربة لإيصال كلمة الشعر في هذه الظروف الاستثنائية أن يبقى صوت الشعر صداحا بنشيد الحياة ، من خلال القراءات الشعرية التي عملوا على بثها على منصات التواصل الاجتماعي. وهكذا توالت القراءات طيلة يوم السبت والنداءات من أجل الحياة. رسائل إلى «ثييو »
وداد بنموسى 1 لقد مشينا معاً مئات الكيلومترات من السهوب، المفازات والخلاء المفزع الفارغ الممل، لقد أُصِبْنا معا بِفرح مُهْوِل ظَنَنَّا أنه كآبة قاتلة، جلسنا نتحدث طويلا عن اختيار المَسْلك أو المَعبر أو النهر الذي سنجتازه كي نهرب إلى ضَياع أكثر طمأنينة.. ها أنت ترى يا ” ثِييو” أنت تُخيط بيَأس لَعين مِزقَ حَياتك وأنا أضْرب بِقدمي أرْض خرابي، وأحلم أن تعانقني تحت هذا الوابل من الأمل… هل أنتَ هُنا يا “ثييو”؟؟؟ 2 “ثييو” المقامِر لن يُجْديك هذا الصَّمت الكلام أيضا سِلاح الكلامُ فضَّاح قد يصيب الشَّهْوة في مقتل.. هيا قل: هذا أول ليل بيننا هذا مطلع العاصفة.. 3 إنَّهُ خميس باردٌ يا “ثييو” الفجر ليس ضَحوكا والوِسادة لا تَقول شيئا عن ليلِنا ونَزَقِ العَرَق وإذن: ماذا أفعل حُيال هذه الكارثة: غيابك السحيق وشوقي الأكثر ضراوة؟؟؟
الحياة الآن.. الحياة التي ستأتي
جمال الموساوي إخواني المغاربة، نمر اليوم بوقت عصيب علينا وعلى العالم مع هذا الوباء الذي يجتاح العالم والشعوب، ولا وسيلة لنا اليوم سوى المكوث في البيت للحد من انتشاره وتداعياته. استيقظت اليوم لأزاول عملي من البيت عن بعد بهندام غير مرتب، لكن الأهم عندي هو ألا أؤذي أحدا. محنة صعبة حقا لكن لدي أمل كبير في أننا سنتجاوزها. أصدقائي الشعراء ومن يتابعون مسيرتي الشعرية المتواضعة، يصفونني دائما بالحزين والمتشائم لكنني اليوم أحس بطاقة أمل في أننا سنخرج من هذه الأزمة وستتغير في دواخلنا أشياء كثيرة : في العلاقات مع بعضنا البعض، في سلوكنا .. في طريقة حياتنا وفي أولوياتنا في الحياة الاجتماعية والمجتمعية والثقافية لم لا؟. علاقاتنا من خلال الديناميات التي ظهرت اليوم يمكن أن تكون أكثر إنسانية وفيها بعد نظر وفيها نظرة الى المستقبل وبناء الانسان المغربي الذي نحلم أن يكونه أبناؤنا في المستقبل. طبعا نفكر في المعيش اليومي لكننا نفكر في الأجيال القادمة التي ستأتي وعلينا أن نعد لهم أرضية صلبة للاستمرار.
كورونا فوبيا
إهداء: إلى كل الأرواح التي ذهبت ضحيتها في كل أرجاء المعمور»
محمد العربي هروشي من مصنعك خرجت وأنت كما أنت مذ خرجت من مغارتك الأولى ذئبا لأخيك الإنسان فرديا تبحث بين الأدغال عن طريدة تشبع نهمك للبقاء وفرديا كنت تستفرد بغريمك لتستولي على طعامه ومغارته وما حوت من أشلاء الطرائد. من الوحش إذن؟ أكورونا المتوجة بمجد غدرك وفرديتك المؤسسة على تلمودك « أقتل كي تكون «؟ أم أسطورة تفوقك على أنصاف الآلهة التي تكسرت تحت مجهر عبثي يخلط عناصر القتل بالموت كي تصير إلها وأنت من لحم ودم تمشي بيننا ككلب لاهث علقت لعابه بأرقام البورصة وارتفاع أعداد الجثث؟ كورونا فوبيا غول الحضارة يذرع بجناحيه القرى والعواصم إنتاج نرسيس الأبيض محو المحو تسريع وتيرة الموت والقتلى مختارون بعناية فائقة كورونافوبيا تعرية هشاشتك وأنت مدجج بكل الحجج التي تجعل منك الصانع والمصنوع القاتل والمقتول المروع والمروع كورونافوبيا زمن من خارج رمل الوقت يبحث عن قيامة قبل القيامة تنضاف ليؤرخ المؤرخ البارد لارتفاع الحرارة وحشرجة السعال في جوف تاريخك المنبوذ يا إله كورونا المعبود .