يبدي رياضيون قلقهم من مخاطرة السلطات اليابانية والأولمبية الدولية بالإصرار على المضي قدما في خطط إقامة أولمبياد طوكيو في موعده رغم تفشي فيروس كورونا المستجد، بينما اعتبرت اللجنة أن أي حل بشأن مصير دورة الألعاب لن يكون مثاليا. وتسبب وباء «كوفيد-19» بوفاة نحو 7900 شخص حتى صباح الأربعاء الماضي، ودفع غالبية دول العالم لفرض قيود صارمة على حركة التنقل والسفر للحد من انتشاره. وفي الرياضة، علقت معظم المنافسات المقررة في الفترة الحالية وألغيت أخرى، وبدأ تأجيل أحداث كبيرة كانت مقررة هذا الصيف، مثل نهائيات كأس أوروبا وبطولة كوبا أميركا الأميركية الجنوبية لكرة القدم. وأعلن الاتحادان القاريان المعنيان بالبطولتين الثلاثاء الماضي إرجاءهما الى العام 2021، في يوم أكدت اللجنة الأولمبية ان لا حاجة حاليا لاتخاذ قرارات «جذرية» بشأن الأولمبياد المقرر في شهر يوليوز المقبل. لكن مروحة الانتقادات حيال اللجنة بدأت تتسع، وبلغت بيتها الداخلي مع اعتبار العضو فيها الكندية هايلي ويكنهايزر، ان «هذه الأزمة هي أكبر حتى من دورة الألعاب الأولمبية»، الحدث الرياضي الأكبر عالميا والذي يستقطب كل أربعة أعوام، آلاف الرياضيين وملايين المشجعين. وأضافت الرياضية السابقة المتوجة بأربع ميداليات ذهبية في منافسات الهوكي على الجليد «من وجهة نظر رياضية، يمكنني ان أتخيل القلق (…) الذي يشعر به الرياضيون في هذه الأثناء». وتابعت «الشك وعدم معرفتك أين ستتمرن غدا في ظل إقفال مراكز التدريب وإلغاء منافسات التأهل في مختلف أنحاء العالم، هو أمر رهيب بحال كنت تستعد طوال حياتك من أجل ذلك (المشاركة في الأولمبياد)». وأضافت ويكنهايزر «اعتقد ان إصرار اللجنة الأولمبية الدولية على المضي قدما، بهذا القدر من الاقتناع، هو غير حساس وغير مسؤول بالنظر الى الوضع الحالي للإنسانية». ورد متحدث باسم اللجنة الدولية الأربعاء الأخير، معتبرا في بيان مقتضب تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أن «هذا وضع استثنائي يتطلب حلولا استثنائية. اللجنة الأولمبية الدولية ملتزمة إيجاد حل يتسبب بأقل تأثير سلبي على الرياضيين، مع الحفاظ على نزاهة الدورة وصحة الرياضيين». واعتبر المتحدث ان «أي حل لن يكون مثاليا في هذا الوضع، ولهذا نحن نعول على مسؤولية الرياضيين وتضامنهم». وانعكس توقف النشاطات الرياضية بشكل شبه كامل حول العالم، على العديد من التصفيات المؤهلة الى أولمبياد طوكيو، على رغم ان اللجنة الأولمبية تؤكد أن 57 بالمئة من إجمالي الرياضيين المقرر ان يشاركوا في الألعاب، قد ضمنوا التأهل إليها حتى الآن.لكن هذا الموقف لم يلق صدى إيجابيا لدى العديد منهم. وقالت حاملة ذهبية أولمبياد ريو 2016 للقفز بالزانة، اليونانية كاتيرينا ستيفاندي «الأمر لا يصدق (…) ماذا عن الرياضات الجماعية حيث يضطر الجميع للتمرن معا؟ ماذا عن السباحة؟ ماذا عن الجمباز حيث يضطرون للمس التجهيزات نفسها؟».وتابعت «لا يقيمون أي اعتبار للخطر الذي يضعوننا فيه حاليا». وبدأت الشكوك تتزايد في الأيام الماضية بشأن انطلاق الألعاب في موعدها، حتى من قبل اليابانيين أنفسهم. وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة «كيودو» للأنباء ونشرت نتائجه الإثنين الماضي، أن 69,9 بالمئة من أصل ألف مشارك في الاستطلاع، يرون أن طوكيو لن تكون قادرة على إقامة الألعاب في موعدها. ويوم الأربعاء الأخير، انضمت تصفيات جمباز مؤهلة الى الأولمبياد، وكان من المقرر ان تقام في طوكيو، الى لائحة طويلة من الأحداث الرياضية التي تم إلغاؤها. وأتى ذلك غداة كشف كوزو تاشيما، نائب رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية ورئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم، انه مصاب بفيروس كورونا المستجد. لكن في اليوم نفسه، بقيت اللجنة الأولمبية على موقفها المعلن من أي تعديل محتمل، مؤكدة أنها «تبقى ملتزمة بشكل كامل بدورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، ومع تبقي أكثر من أربعة أشهر على انطلاقها، لا حاجة في هذه المرحلة لاتخاذ أي قرارات جذرية، وأي تكهنات في هذه الفترة ستكون غير منتجة». ورأت اللجنة ان «الوضع المحيط بفيروس +كوفيد-19+ يؤثر أيضا على التحضيرات للألعاب الأولمبية طوكيو 2020، وهذا وضع يتبدل كل يوم»، مشجعة الرياضيين على مواصلة تحضيراتهم «بأفضل طريقة ممكنة». ولقيت هذه الدعوة انتقادات أيضا، ومنها لبطلة العالم للسباعية البريطانية كاتارينا جونسون-تومسون التي قالت «أشعر بأنني تحت الضغط للتمرن والحفاظ على الروتين نفسه، وهذا أمر مستحيل» في ظل الوضع الحالي. وأضافت «من الصعوبة بمكان مقاربة الموسم (بشكل طبيعي)، في حين ان كل شيء تغير خلال التحضيرات، باستثناء الموعد النهائي»، في إشارة الى إبقاء تاريخ انطلاق دورة الألعاب كما هو مقرر من دون تعديل. أما عداءة المسافات المتوسطة البريطانية جيس جود فكتبت عبر «تويتر»، «كيف يجدر بنا أن نواصل التحضير بأفضل ما يمكن؟ هل يمكن لأحد أن يخبرني أي سباقات يمكن أن نشارك فيها لتسجيل الأوقات، ومتى يمكن أن تقام السباقات التجريبية، ومتى يمكن معاودة التمارين بشكل طبيعي؟». وسبق لحامل الرقم القياسي في العشارية الفرنسي كيفن ماير أن أعرب في تصريحات سابقة عن أمله بإرجاء دورة الألعاب. لكن مواطنه أسطورة البياثلون مارتان فوركاد رأى في تصريحات الأربعاء الأخير أن «أي تدخل في هذا الموضوع هو غير منتج (…) لنمنح بعض الوقت من أجل رؤية كيف يتطور الوضع». وأشار الى أن الدورة «ليست مقررة بعد أسبوعين أو شهر لنلغيها. لنواصل جميعا العمل (…) اليوم، التكهن لا يفيد. لا نزال بعيدين عن الألعاب». وكانت اللجنة الأولمبية الدولية قد اعتبرت يوم الأربعاء الماضي، أن أي حل بشأن مصير أولمبياد طوكيو المقرر في صيف العام الحالي «لن يكون مثاليا»، وذلك بعد انتقاد رياضيين إصرارها والمسؤولين اليابانيين على المضي قدما بالدورة في موعدها رغم المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد. وقال متحدث باسم اللجنة في بيان «هذا وضع استثنائي يتطلب حلولا استثنائية. اللجنة الأولمبية الدولية ملتزمة إيجاد حل يتسبب بأقل تأثير سلبي على الرياضيين، مع الحفاظ على مصداقية الدورة وصحة الرياضيين»، معتبرا أن «أي حل لن يكون مثاليا في هذا الوضع، ولهذا نحن نعول على مسؤولية الرياضيين وتضامنهم». واعتبر المتحدث أن «أي حل لن يكون مثاليا في هذا الوضع، ولهذا نحن نعول على مسؤولية الرياضيين وتضامنهم». وأبدى رياضيون قلقهم من إصرار السلطات اليابانية واللجنة الأولمبية الدولية على المضي قدما في إقامة دورة ألعاب طوكيو المقررة بين 24 يوليوز والتاسع من غشت، معتبرين أن ذلك يضعهم بخطر في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد الذي شل الرياضة عالميا. و أصدرت اللجنة الأولمبية الدولية بيانا أكدت فيه أنها لا ترى حاجة حاليا لقرارات «جذرية» بشأن أولمبياد طوكيو، والذي يصر المسؤولون اليابانيون أيضا على تأكيد مضيهم في الاستعداد لانطلاقه في الموعد المحدد.