نظم مركز حقوق الناس المغرب بشراكة مع المرصد الجهوي للإعلام والتواصل والفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية لجهة فاسمكناس، بدعم من مؤسسة فريديريش نيومن، الندوة العلمية 22 التي يسعى المنظمون من ورائها مواكبة إعلاميي وحقوقيي الجهة بما يستجد في المجالين الإعلامي والحقوقي. الندوة نظمت احتفاء باليوم العالمي للمرأة وقد تتبعها عدد من المنابر الإعلامية والقناة الأولي و طلبة معهد مهن الصحافة بفاس، بحضور متميز للمجتمع المدني، في موضوع الإخبار الكاذبة وتأثيرها على التطور الديمقراطي. استهل إشغال هذه الندوة الأستاذ جمال الشاهدي، رئيس مركز حقوق الناس المغرب، بمداخلة هامة مؤكد أن ما ينشر من الأخبار الكاذبة، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي له تأثير بالغ على حياة المواطنين، ولعل الأخبار الزائفة حول مرض كورونا وتقنين توزيع مياه الشرب خلق بلبلة في الأوساط الاجتماعية، كما أشار أن إلى تلك المواقع تخترق الحياة الشخصية للإفراد والجماعات وتؤثر بشكل مباشر على تطور الديمقراطية المغربية. وخلص في مداخلته مناشدا الإعلاميين بالتحلي بميثاق أخلاقيات المهنة، وبتحريك المساطر القانونية في كل من يسعى إلى التشويش والبلبلة على الحياة الاجتماعية للمواطنين والمسار الديمقراطي للمغرب. الزميل إدريس العادل رئيس المرصد الجهوي للإعلام والتواصل بالجهة، أكد بدوره على وجوب تطبيق القوانين الزجرية في هذا الشأن، لأن الأخبار الشائعة تنامت بشكل ملحوظ وانتشرت على نطاق واسع لعدم صحة المعلومة أو شحها أو نذرتها، زيادة على ارتفاع الأمية في المجتمع، حيث تجد الأخبار الكاذبة مرتعا خصبا لانتشارها في الأوساط غير الواعية، واعتبر المتحدث أن أخلاقيات المهنة تقضي بصحة المعلومة قبل نشرها. . الكاتب الحهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بالجهة، تحدث عن دور صحافة الرأي ودورها في توعية المجتمع باعتبارها المعبرة عن آراء الأحزاب الوطنية، مشيرا إلى دور الصحافة الوطنية قبل وبعد الاستقلال، وخاصة الصحافة اليسارية وفي طليعتها « التحرير « و» المحرر « التي كان لهما دور فعال في تكريس الديمقراطية المغربية، كما عرج للحديث عن الصحف المستقلة والجهوية والمجلات والتي تدخل في خانة الإعلام المكتوب، ليشير في مداخلته أيضا للإعلام المرئي و السمعي ودورهما الطلائعي في التوعية من خلال البرامج المتنوعة الهادفة لتوعية المجتمع، واعتبر الإعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي أحدث ما وصلت إليه الإنسانية في مجال الإعلام، وأنه يستغل في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية في المجال الاقتصادي والمعاملات البنكية والتجارية وتوعية المواطنين، غير أنه حاد عن أهدافه في بلدنا وأخذ يستغل في الإثارة والابتزاز. المناقشة انصبت على عدد من القضايا الإعلامية في طليعتها تدهور صحافة الرأي والإعلام الجهوي وتقلص مبيعاتهما، مما يستوجب على الدولة البحث عن موارد أخرى لدعمه على غرار فرنسا التي رصدت ملايين الأورو لصحيفتي « لوموند « و» ليبيراسون « لتواصلا رسالتهما الإعلامية النبيلة . أشغال الندوة إدارتها باقتدار الشاعرة الرقيقة ذ نبيلة حماني.