بعد إيطاليا .. فرنسا «تصدّر» كورونا المستجد إلى المغرب أعلنت وزارة الصحة، ظهر أمس الثلاثاء عن وفاة المريضة المصابة بفيروس كورونا المستجد، التي كانت تتواجد بمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، مشيرة إلى أن الراحلة كانت تعاني من أمراض مزمنة على مستوى الجهاز التنفسي والقلب والشرايين وأمراض أخرى. وشددت الوزارة على أنه «بالرغم من تدخلات طاقم طبي متكون من أساتذة متخصصين في الأمراض التعفنية وعلم الفيروسات والإنعاش وتخصصات أخرى، إلا أن ذلك لم يحل دون أن تسلم المريضة الروح لبارئها». وكانت الوزارة قد أعلنت ساعات قبل ذلك، عن تسجيل ثالث حالة للإصابة بفيروس كورونا المستجد في بلادنا، بعد أن أكدت نتيجة التحليل الفيرولوجي، التي أجريت على العينة التي تخص سائحا فرنسيا، الإصابة بالداء. السائح الذي ولج المغرب يوم السبت 7 مارس 2020، حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، من بوابة مطار مراكش المنارة قادما من مطار أورلي، هو من مواليد سنة 1968، وبحسب مصادر الجريدة، فقد حلّ بفندق مصنف ضمن فئة 5 نجوم في المدينة الحمراء. وأوضحت وزارة الصحة أن المعني بالأمر لم تكن تظهر عليه أية أعراض مرضية حين ولوجه مطار مراكش المنارة، لكنه وخلال مقامه بمراكش بدأ يعاني من صعوبة في التنفس، الأمر الذي دفعه إلى التوجه نحو المستشفى، حيث فطنت الطبيبة التي قامت بفحصه إلى إمكانية إصابته ب «كوفيد 19»، مما دفعها إلى عزله في إحدى غرف المؤسسة الصحية، وإخضاعه للبروتكول المتّبع، حيث تم أخذ عينة من دمه من أجل إجراء التحاليل عليها بمختبر باستور، الذي أكد إصابته، بعد أن تمت إعادة التحليلة للمرة الثانية، تفاديا لأي هامش للخطأ. وأكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، أن المريض الفرنسي يوجد في غرفة للعزل بمستشفى الرازي بمراكش، تحت المراقبة الطبية، حيث يعمل فريق صحي على متابعة تطورات وضعه الصحي، مشددة على أنه في الوقت الحالي، لا يعاني من أية مضاعفات. تأكيد إصابة السائح الفرنسي رفع عدد المصابين في بلادنا بكورونا المستجد إلى ثلاثة : مغربيان يتواجدان بالدارالبيضاء، الأول في مستشفى مولاي يوسف والثانية التي فارقت الحياة كانت طريحة الفراش بمستشفى ابن رشد، لتصبح بذلك فرنسا هي ثاني دولة ينتقل منها المرض إلى المغرب بعد إيطاليا، هذه الأخيرة التي تعيش وضعا صحيا عصيبا، دفع السلطات للانتقال إلى الحالة القصوى من المواجهة وفرض الحجر الصحي على كافة أرجاء البلاد، إضافة إلى منع تنظيم مختلف الأنشطة والتظاهرات، لمحاصرة انتشار عدوى الإصابة بالفيروس، هذا في الوقت الذي علّقت شركة الخطوط الملكية المغربية «لارام» رحلاتها من وإلى هذه الوجهة، معلنة أنها «وضعت آلية خاصة لمرافقة زبنائها في تدبير تنقلاتهم على إثر هذه التغييرات». وفي سياق ذي صلة، أدى تحيين وزارة الصحة لتعريف الحالات المشكوك في إصابتها ب «كوفيد 19»، الذي انتقل من احتمالين اثنين إلى معدل 5 احتمالات، إلى طرح جملة من الأسئلة، من أبرزها تلك المرتبطة بالاحتمال الرابع، ثم الاحتمال الخامس بالتحديد، بالنظر إلى وضع المصاب باعتلال تنفسي حاد في قلب دائرة الشك، دون ربطه بشرط السفر أو احتمال الصلة المباشرة بمريض تأكدت إصابته، حول إذا ما كانت آلية الرصد والتتبع قد مكّنت من تحديد العدد الفعلي للمشتبه في إصابتهم بالداء وحصر دائرتهم، مقارنة بالسياق الدولي واستمرار الرحلات القادمة من عدد من البؤر التي تعرف انتشارا للمرض، وفي ظل اتساع دائرة القلق التي غذتها احتجاجات مهنيين للصحة بمستشفيات عمومية، أكدوا عدم خضوعهم لأي تكوين وغياب وسائل الوقاية، فضلا عن أسئلة أخرى ترتبط بالتدابير الإدارية والإجرائية المرافقة للحجر الصحي، وتبعاته الاقتصادية والاجتماعية على المواطنين، وهي جملة من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة جادة ومقنعة وواضحة؟ وخلافا للأخبار المخيفة التي كانت تأتي من الصين سابقا، فإن هذا البلد أصبح مؤخرا مصدرا لأخبار بطعم التفاؤل، إذ أغلقت السلطات الصحية الصينية بووهان 14 مستشفى بشكل مؤقت بعد تراجع معدلات الإصابة بكورونا المستجد، مقابل ارتفاع معدلات الشفاء، التي بلغت أكثر من 63 ألف حالة وهو ما يمثل حوالي 60 في المئة من مجموع الإصابات بالداء، في مؤشر يبعث على الاطمئنان، ويؤكد إمكانية قهر الداء. ويواصل فيروس كورونا المستجد عبر العالم انتشاره، خاصة في عدد من الدول العربية والإفريقية، وكذا في أمريكا، إلى جانب أوروبا. ومن بين هذه الدول مصر التي سجلت حالة وفاة مقابل 59 إصابة، وتسجيل إصابتين في كل من الكاميرون ونيجيريا وبوركينافاصو وتونس، إضافة إلى أربع إصابات في السينغال، و 20 إصابة بالجزائر، في حين سجلت إسبانيا 28 حالة وفاة مقابل 1204 حالات إصابة، و 30 حالة في البرتغال، بينما بلغ عدد الضحايا في فرنسا 21 ضحية و 1412 مصابا بالمرض، وسجلت هولندا 3 وفيات و 321 مصابا، إلى جانب حالتي وفاة و 1139 حالة مرضية بألمانيا، أما في إيطاليا فقد وصل عدد الوفيات إلى غاية صباح أمس الثلاثاء، 463 حالة و 9172 حالة إصابة بالمرض، مما يؤكد على الحاجة إلى مزيد من المجهودات التي يجب أن تبذل لمحاصرة الداء والتقليص من معدلات انتشاره، كما يشدد على ذلك خبراء منظمة الصحة العالمية.