تزايدت معاناة مربي الإبل والأغنام بإقليم العيون، مؤخرا ، بشكل كبير، بسبب توالي سنوات الجفاف وقلة التساقطات المطرية، وهي حالة لم يسبق أن عاشتها الأقاليم الجنوبية منذ عدة سنوات، مما دفع مجموعة من الكسابة من مربي الإبل، إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مديرية الفلاحة بالعيون، استعرضوا من خلالها ما يعانونه من «مشاكل عدة، أهمها ضعف المواد المدعمة العلفية المخصصة لقطعانهم من الجهات المعنية بتوزيعها، وكذا فرض الضرائب على سيارات «لاندروفير» المتهالكة المخصصة لمتابعة ومراقبة الماشية في كل تحركاتها عبر البراري ، وغلاء استئجار الرعاة، حيث يصل الثمن أحيانا إلى 4000 درهم شهريا للراعي الواحد دون احتساب بقية مصاريفه» يقول مربون، مضيفين أنهم «يحتجون أيضا على التماطل في فتح حوار جدي من قبل المسؤولين، يفضي إلى إيجاد حلول ناجعة لتحسين وضعية الكسابة، بالزيادة في حصص العلف لماشيتهم التي تضررت جراء الجفاف الذي ضرب المنطقة لعدة سنوات، مما أجبر مربي الإبل على مزج الدقيق المخصص للساكنة بالماء وبعض المواد الأخرى كالخبز والتبن ، إضافة إلى عدم الوفاء بالوعود التي قدمت من طرف المسؤولين على المستوى المحلي والجهوي من خلال عدة لقاءات سابقة». واستغرب المحتجون خلال هذه الوقفة ما وصفوه ب «غياب تحرك سريع من قبل الوزارة الوصية والسلطات المعنية، رغم عدة لقاءات جمعتهم بالكسابة». وعلى هامش الوقفة الاحتجاجية ، كان لنا حديث مع بعض المحتجين، الذين أجمعوا في تصريحاتهم على «استعجالية تدخل الجهات الوصية»، رافضين ما وصفوه ب «لغة الخشب في التعاطي مع مشاكل القطاع «. وقد تعذر علينا أخذ رأي الإدارة في هذا الشأن، لكون المسؤول الأول عن القطاع لم يكن حاضرا بالاقليم « وممثله لم يفلح في إقناع الغاضبين من كيفية تدبير الوضع المأزوم لتربية الإبل بالمنطقة ، و الذين تجمهروا حوله، حيث عوض استقبالهم بإحدى القاعات والإنصات لمطالبهم، اكتفى باستعمال لغة الخشب، من فوق درج البناية ، ما زاد من غضب المحتجين « يختم بعض مربي الإبل . وللإشارة فقد عرفت تربية الابل بالأقاليم الصحراوية انتعاشا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، بسبب المردودية الجيدة والمربحة لهذا النوع من الاستثمار على مستوى إنتاج اللحوم والألبان ، «لكن توالي سنوات الجفاف وعدم مواكبة الكسابة بالأعلاف بشكل دائم ، قد يحد من مردودية هذا القطاع نتيجة تكاثر الإكراهات التي تواجه مربي الإبل بالمنطقة، من بينها ضعف السيولة لشراء الأعلاف وحوادث الدهس عبر الطرق وعدم تعويض المتضررين، وقلة تقديم الرعاية البيطرية بشكل منتظم» يقول أحد الكسابة.