اعتراف ودموع، فرح واستحضار لتاريخ مجيد لمناضلين بهامات تطاول عنان السماء، حضور حزب القوات الشعبية بنضاله وإعلامه وفكره، بعد إنساني يقطر محبة وعشقا، ذلك ما كشف عنه حفل توقيع كتاب “أوراق من دفاتر حقوقي” للمناضل الفذ الأستاذ النقيب محمد الصديقي.. الذي نظمته كل من الهيئة الوطنية للعدالة والمركز الأفرومتوسطي للدراسات الاستراتيجية والتنمية المستدامة -أفروميد- برئاسة عبد الصادق حيدر. الحفل سيره بأناقة وبمداعباته الجميلة المعروفة، الأستاذ النقيب إبراهيم صادوق، وقرب الحاضرين من الكتاب كل من الأساتذة عبد الجليل باحدو، رئيس التضامن الجامعي المغربي وعبد الحميد جماهري، مدير نشر وتحرير يومية الاتحاد الاشتراكي وعبد الصمد الكباص. الحفل تأثث بحضور وازن لنساء ورجال الدفاع وأكاديميين ومثقفين وإعلاميين وعدد من أفراد وأقارب المحتفى به. عبد الجليل باحدو قال إن الأستاذ محمد الصديقي كان يعمل بصمت ولا يحب الضوضاء ولا يبحث عن أضواء ولا يسعى لتقلد المهام، بل إن المهام التي تقلدها كانت تُفرض عليه لما يحظى به من ثقة وتقدير على مستويات الحزب كلها.. وأن المهام التي أسندت إليه كانت عن جدارة واستحقاق، وكان دائما في مستوى تحملها. مشيرا إلى أن الصديقي، كما قال في كتابه، ليس من الأشخاص الذين يجدون لذة ومتعة في التحدث عن أنفسهم. وعن كتاب أوراق من دفاتر حقوقي، قال رئيس التضامن الجامعي المغربي عبد الجليل باحدو “فعل خيرا لأنه وضع بين أيدينا كما هائلا من المعلومات لها معنى ومغزى عميق عن زمن يعتبره جيلنا زمنا جميلا بالرغم من أن سنواته سميت بسنوات الرصاص”. وقال باحدو إن الكاتب لخص حياته النضالية في بداية الكتاب فاتحا قوسا باعتبار كتابة المذكرات أو السير الذاتية هي إضافة مهمة في حياتنا الثقافية لأن كثيرا من المثقفين وكتابنا لهم تجارب غنية وعاشوا حياوات ونضالات وقضايا كثيرة ، ليست هي التاريخ ولكنها لبنة من اللبنات التي يؤسس عليها المؤرخون وعلماء الاجتماع كتابة التاريخ. وقال عبد الجليل باحدو إن الكتاب يختزل حياة الكاتب النضالي والتي جاءت في فترة تشهد نهوضا للحركة التقدمية والصراع ضد الاستبداد، فترة ارتبطت الأجواء العالمية في بعدها القومي وبعدها الثوري وهي عوامل وضعت بصماتها على وعي جيلنا الذي أعتقد أنه لن يتكرر، ليس تمجيدا للماضي وتشبثا به ولكن لأنه شكل لحظة استثنائية في تاريخ المغرب إلى الآن. ويضيف عبد الجليل باحدو بأن الجامعة والطلاب كانت في طليعة النضال ومن بينهم طلبة كلية الحقوق وعندما تحدث الأستاذ الصديقي عن ملابسات التحاقه بجريدة التحرير وتأجيل السفر إلى فرنسا لإعداد الدكتوراة استجابة لنداء الحزب استحضر ت تضحيات مماثلة لمناضلين من جيل الأستاذ الصديقي انتسبوا إلى حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وفضلوا خدمة الحزب والقيام بدور المداومة في مقراته على الالتحاق بالوظيفة ، وذكر بأسماء مجموعة من المناضلين في هذا الصدد. وأشار عبد الجليل باحدو إلى أن مسيرة الأستاذ النقيب محمد الصديقي حافلة بالنشاط السياسي والحقوقي، حيث شارك في إنشاء الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال سنة 1959 وتأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في نفس السنة، ثم الانخراط في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وحصل على الإجازة في الحقوق سنة 1961 قبل أن يصبح صحافيا بالرغم منه ويتحمل مسؤولية سكرتير التحرير بجريدة التحرير، حيث يؤكد الصديقي نفسه في كتابه” لا أتوفر على أية دراية بأبجدية العمل الصحافي”. وأضاف رئيس التضامن الجامعي المغربي بأن السنتين اللتين قضاهما في الجريدة غنية بالأحداث الكبرى التي عرفتها البلاد من صيف 1961 إلى صيف 1963، وهي الأحداث التي عرفت الإضراب العام لدجنبر 1962 والتنافس بين الجناح السياسي والنقابي، والاعتداء على مقر جريدة التحرير بالقنابل في سبتمبر 1962، مقاطعة حزب القوات الشعبية للتصويت على أول دستور للمغرب بعد الاستقلال.. وقال باحدو إن الأستاذ الصديقي ذكرنا في هذا الكتاب بالمواقف الجريئة التي كان الاتحاد يجهر وينادي بها، من مجلس تأسيسي لوضع الدستور وتأكيده على الاختيار الديمقراطي وفصل السلط وتقديم ملتمس الرقابة التاريخي في يونيو 1964 ضد حكومة باحنيني.. وتطرق الأستاذ عبد الجليل باحدو للكثير من الأحداث السياسية المرتبطة بنضال حزب القوات الشعبية وقاداته، والتي أوردها محمد الصديقي في كتابه أوراق من دفاتر حقوقي، وخلص في ختام كلمته أن محمد الصديقي هو أحد المحامين في بلادنا الذين وقفوا في الصفوف الأولى لإقامة دولة الحق والقانون وحماية الحقوق والحريات والنهوض بحقوق الإنسان.. من جهته استهل عبد الحميد جماهري ، مدير نشر وتحرير جريدة الاتحاد الاشتراكي تدخله بقوله: “كان بودي أن أقرأ تحت الشهادات التي وردت في هذا الكتاب.. كان بودي أيضا أن أخرج من أعراف التكريم وأتكلم لغة عاطفية محظة في هذا اليوم.. كان بودي أن أكتفي وأقول بأن سي محمد الصديقي ارتسم في الوجدان قبل وبعد الكتاب وألخصه بأنه سخر الروح متقشف اللغة.. كان بودي أن أقول أيضأ كلاما أليفا، أقول إني أحب الرجل حب المناضل والأخ والانسان، فيه المحامي وقد تحدث عنه المحامون، فيه الحقوقي وقد تحدث عنه الحقيقيون، وفيه المناضل السياسي وأعتقد أن هناك إجماعا حول خصال الرجل وحول سلاسته الأخلاقية وصرامته القيمية في نفس الآن، ولكني قلت ما كان لي أن أخرج عن الأعراف وأنا في مراكشمسقط رأسه ومربط روحه..” وقال عبد الحميد جماهيري إن الصديقي ينتمي إلى الصامتين الكبار، وأنه من طينة عبد الرحمان اليوسفي ومبارك بودرقة، وتجمعه معهم حياة فيها أسرار كثيرة بدأ الاطلاع عليها.. وأضاف جماهري بأن محمد الصديقي كانت له قرارات كثيرة، وكل الشهادات تؤكد أن فيه شهامات، ليست شهامة واحدة، شهامة مهنية، شهامة أخلاقية، شهامة نضالية. وأشار مدير نشر جريدة الاتحاد الاشتراكي إلى أننا نعرف محمد الصديقي كشاهد على أحداث كثيرة، وأنه يملك من خزائن السياسة والبلاد أسرارا كثيرة، وأنه شاهد لابد منه ونتطلع أن يخرج من صمته وعن صمته الذي أصبح طبيعة ثانية لحياته.. و نعرف أن وراء الصمت ذاته كلاما عميقا وبليغا وليس بالضرورة كلاما كثيرا. إنه ضروري لبناء بيت رمزي للعديد من الناس والمناضلين والقادة شهود على المرحلة.. وتحدث عبد الحميد جماهري عن قرابتين اثنتين في كتاب الصديقي، قرابة إعلامية معه، وقرابة إبداعية تبدو له غريبة.. فالسي محمد الصديقي في القرابة الإعلامية- يقول – جماهري – يدخل دائما إلى الإعلام الحزبي كما يدخل رجل المطافئ في مهمة ما، في ستينيات سنوات الجمر أو في ألفية سنوات الأمر.. أيام يتم استدعاؤه لكي يحرص على استمرارية الرسالة.. حدث ذلك مع يومية التحرير أيام إدارة الفقيه البصري ورئاسة تحرير عبد الرحمان اليوسفي، ثم مع الاتحاد الاشتراكي مع عبد الرحمان اليوسفي مرة أخرى.. وذكر عبد الحميد جماهري بمسار كبير للرجل مذكرا بالكثير من الأحداث منها الاعتداء على مقر جريدة التحرير بالقنابل مشيرا إلى أن هذا هو القدر الذي كان يجاوره محمد الصديقي، لو أن مكر الدولة كان دقيقا لاغتيل، هذا الاغتيال الذي لم يتم حتى باستعمال القنابل ، كان من الممكن أن يكون شاهدا وشهيدا وكان من الممكن أن “أوراق من دفاتر حقوقي” أن لا تكون، لكن ألطاف الله تركت لنا راوي الحكاية بتفاصيلها .. المرة الثانية التي سيكون للصديقي موعد مع الإعلام وفي وضعية صعبة ومركبة، يقول عبد الحميد الجماهيري، كان ذلك في سنة 2003 ، سنة فقط عن الخروج عن المنهجية الديمقراطية، وسنة استقالة عبد الرحمان اليوسفي من قيادة السفينة الاتحادية واعتزال السياسة. وأشار جماهري إلى أن محمد الصديقي جاءنا في صحراء الجريدة وأرضنا متشققة وهناك خوف وارتباك، وهناك صراع والتباس، وشعور لزلزال على درجة متقدمة من سلم ريشتر، لكن الرجل جاء ودودا لطيفا دمثا وظللنا بظله الظليل، وبعث الطمأنينة الكبيرة في نفوس العاملين.. لهذا كلما ذكر اسم محمد الصديقي إلا وأضاء وجوهنا نور خفيف.. اما القرابة الثانية، يقول الجماهري فهي القرابة الإبداعية، معتقدا أن أحسن من كتبها ووظفها هو السي محمد البريني عندما غامر بكتابة رواية الطاحونة.. وقال عبد الحميد جماهري إن ما يربطنا أيضا ليس القرابة الإعلامية والقرابة الأدبية بل تلك العلاقات التي نسجها بين كل الذين دافع عنهم وفي جواره الكبير مع عبد الرحيم بوعبيد، فقد كانا شريكين، وكانا أيضا رمزين من الرموز الكبرى في البلاد. مداخلة الإعلامي والباحث عبد الصمد الكباص تناولت كتاب «أوراق من دفاتر حقوقي» بنبش عميق وتحليل فكري رزين ، حيث قال الكباص إن أول حقيقة يفضي إليها هذا الكتاب أنه ينتصر إلى تدبير الذاكرة في مواجهة تنظيم النسيان الذي صار اليوم فعلا مضادا لإثبات وجاهة الحاضر وجدواه، إنه يضعنا على تخوم العمل الذي تمنح به الذاكرة للذات الجمعية فرصة الاتصال بنفسها محققة هويتها عبر فاعليتها التاريخية. إنه يكشف أن الذات التي تصنع التاريخ، أي تخرج إلى دائرة الفعل المتحول، لا يمكنها في الآن نفسه أن تكون فاعلة في التاريخ دون روايته وسرده. وهنا يظهر أن تدبير الذاكرة – يقول عبد الصمد – الذي يحفل به هذا العمل، وإن كان من موقع مساهمة شخصية في الحدث الكبير، لا ينفصل عن ترسيخ نمو الهوية الجمعية كممارسة سردية، تسمح باسترداد حق التاريخ الذي يفتدي المستقبل ويصونه من خلال تذكر الماضي الذي أوصل إليه. فمن كان ينتظر أن سؤالا بسيطا عن ظروف دخول صاحب الكتاب لمهنة المحاماة، سيفضي إلى كل تلك التشابكات التي تضاء من خلالها في نفس الوقت فصولا مهمة من تاريخ الصحافة بالمغرب، وتاريخ الصراع الدائر حول حريتها، ومفاصل مهمة من أشكال التصادم العنيف الذي ميز حيوية الممارسة السياسية منذ بداية الستينيات، بنسق القيم التي تحكمها والتي كانت تشتد مناعة مع اشتداد ما يقابلها من قمع وعنف عبر غارات التغييب القسري داخل المعتقلات السرية و المحاكمات السياسية و الاختطافات، إضافة طبعا كما يكتشف ذلك قارئ العمل، إلى تلك المنافذ الدقيقة التي تُفتح أمام أنظارنا للاقتراب من العالم الخاص لرموز يشكلون شخصيات مفهومية بقدرما كانت شخصيات سياسية من الطراز الرفيع، كما هو الحال بالنسبة للزعيم عبد الرحيم بوعبيد، الذي أراد التاريخ أن يجد فيه التحقق الموضوعي لمفهوم المبدأ والنزاهة والصرامة مع الذات. وقال عبد الصمد الكباص : إذا كان كتاب « أوراق من دفاتر حقوقي» يفرض علينا أن نفرز ميدانا يخص الذاكرة تترابط فيه الأفعال بالأقوال، فإنه في نفس الوقت وعبر كشف تاريخي يظهر الأحداث التي أدت بنا، كعناصر من ذات جمعية تدرك نفسها في حكايتها الكبرى، إلى أن نتآلف، و أن نتعرف على أنفسنا بوصفنا ذواتا لما نقوم به و لما نتوق إليه ولما نفكر فيه و لما نقوله. إنه، و إن كان لا يستعيد الماضي لكي يبني ما هو بطولي في اللحظة الراهنة، أو أن يستحضره انطلاقا من اكتمال قادم، فهو يمنحنا القوة اللازمة لمواجهة وعكة النسيان التي صارت اليوم رهانا سياسيا ضخما، عبر الضجيج المفتعل لغاية حجب صوت التاريخ.» وأشار عبد الصمد الكباص إلى أن الوقائع التي يسردها الكتاب تشير مباشرة إلى ذلك المجهود الذي يقف وراءها، وهو مجهود تَحدد جوهره في مواجهة كسل الروح التي تتوق إلى الأمن والاستقرار فقط متنازلة مقابل ذلك عما تستحقه. بمعنى آخر كانت هذه الوقائع ممارسة نقدية تتم على الأرض تفرز أشكالا من المقاومة وخطوطا للتصادم التي اشتدت ابتداء من الستينيات، متمكنة من إخراج بنية الوجود مقابل الإذلال التي انتظم حولها الاستبداد في شكله التقليدي من بداهتها التي كانت تُفرض قسريا في الأذهان كما لو كانت شرطا لاستمرار وحدة الأمة. بل أكثر من ذلك كانت بمثابة التنقيح التاريخي لهذا السؤال الكبير لتجربتنا الجماعية في هذه الحقبة، وهو سؤال الحرية والحق والكرامة. وهو السؤال نفسه الذي ظل النقيب محمد الصديقي يذود عنه في مختلف الواجهات، في الصحافة والمحاماة والنضال الحزبي والنضال الحقوقي و حتى في التموقع القضائي من خلال تجربته في المحكمة الدستورية. فقد كشف هذا السؤال- يضيف الكباص – أن الرهان الأكبر هو الكرامة، وليس من مقوم لمعنى الكرامة غير الحرية التي تتيح تنمية القدرات الذاتية على اختراع المشترك لتكون الحرية مشروعا سياسيا ليس لحزب أو لمجتمع وإنما لحياة تنمو و تزدهر من خلال درجة إشباعها. وقال الباحث والإعلامي عبد الصمد الكباص إنه من هذه الزاوية فقد وفر الكتاب تاريخا موازيا لهذه المقاومة من أجل الحرية، تمثل في المرافعات التي صدح بها صوت النقيب محمد الصديقي في قاعات المحاكم، في قضايا كبرى وملفات غير عادية، والتي كانت في عمقها بيانا فكريا معززا قانونيا من أجل الحرية و الحق في الحياة ، يؤكد أن كل ما يعوق حرية شعب ليس حقيقيا و لا هو أهل لأن نعتد به. حيث إن أول شرط للكرامة هو الإقرار بأن الإنسان يوجد كغاية لنفسه وليس مجرد وسيلة يمكن لهذه الإرادة أو تلك أن تستخدمها على هواها. كلمة الأستاذ النقيب محمد الصديقي كانت موجزة ومؤثرة وجه خلالها ثلاث رسائل، الأولى إلى الذين بادروا بتنظيم هذا الحفل حيث تقدم بالشكر لهم، لأن الذي حركهم هو روح العلاقة النضالية التي جمعتهم… والكلمة الثانية وجهها للأساتذة المتدخلين حيث قال : «كلامهم يتسم بالموضوعية والوفاء واحتفظ به كاملا، لأنه جدير بكل اعتبار، أما الشق الثاني الذي ضم الكثير من الثناء والكثير من المدح، هذا الشق الذي تقل فيه الموضوعية وتكثر فيه المبالغات التي لا تحركها إلا العواطف، وهي عواطف نبيلة بكل تأكيد، لكن هذا لا يسمح لي بقبولها جملة وتفصيلا، ولهذا فإني أنصحكم جميعا بأن لا تحتفظوا بهذا الشق وأن لا تحملوا منه معكم أي شيء بل عليكم أن تتركوه جانبا وإن أمكن في هذه القاعة بالذات، أن تتركوه لأصحابه فهذا أمر يخصهم لوحدهم، ومع ذلك فإني لا أملك إلا أن أجزي لهم إلا الشكر الوافر من الأعماق على ما بذلوه من جهد وتحملهم من عناء. والكلمة الثالثة موجهة لكم انتم أيها الإخوة والأخوات الذين يحضرون معنا من أجل أن تتعرفوا على هذا الكتاب وما سيقول عنه المتدخلون، أنتم الذين تمثلون نخبة وأقولها دون وأجل أو خوف، نخبة تعطي نموذجا حيا عن هيئات عريضة من مواطني هذا البلد الذين يفرحون إلى أن يبلغوا ويعملوا فيه بغد أفضل وأشرق الذين مازالت تحذوها الآمال إلعريضة ليعرفوا عصرهم كما تعيشه شعوب أخرى في شتى أرجاء المعمور، مستمتعة بالرفاهية مستمتعة بالحرية والحداثة والتقدم، هذه الآمال وهذا الطموح هو الرسالة التي يحملها هذا الكتاب، رسالة مواصلة المسيرة دون أي تقاعس أو انكماش عن الذات، رسالة الدعوة الصادقة إلى المشاركة والمساهمة الفعلية والفعالة من طرف الجميع في صنع المستقبل، فبدون المشاركة والمساهمة والفعل لكل ما له علاقة بالشأن العام لن يكون هناك مستقبل، المستقبل الموعود وهذا هو الرهان الحقيقي للمغرب وشعب المغرب.» القاعة تفاعلت مع المداخلات وعرفت الكثير من الشهادات التي تثني على هذا العمل وتميزت بالكثير من الصدق والعواطف والتأثر خاصة شهادة أقارب أسرة محمد الصديقي.. ليخرج الجميع بقناعة واحدة وهي أننا أمام رجل فذ وطني يحمل تاريخا كبيرا لنضال كبير بعمق إنساني كبير هو منارة للأجيال القادمة وكتاب « أوراق من دفاتر حقوقي» كتاب جدير بالكثير من التأمل والاطلاع والقراءة لأنه بالفعل يحمل في طياته الكثير من الحقائق عن تاريخ مغربنا المعاصر.