خلق مواطن مغربي حالة من الاستنفار القصوى، يوم السبت 15 فبراير 2020، بعد أن تقدم إلى مصالح المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، بشكل طوعي، للإخبار عن كونه كان في الصين قبل مدة، وبأنه يعاني مجموعة من الأعراض الصحية، التي قد تكون لها صلة بفيروس كورونا المستجد، أو ما بات يصطلح عليه ب «كوفيد 19». الدكتور محمد مسيف، الطبيب الرئيسي لمطار محمد الخامس الدولي، أكد في تصريح هاتفي ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن المواطن المذكور حلّ بأرض الوطن في 2 فبراير الماضي، قادما من الصين مرورا بالدوحة بقطر، وصولا إلى النقطة الحدودية الجوية في المغرب، مشددا على أنه لم تكن تبدو عليه أية أعراض مرضية، شأنه في ذلك شأن باقي الركاب، الذين خضعوا للإجراءات المعمول بها، وتم تسليمهم مطويات تضم معلومات حول العلامات التي تخص المرض، والجهة التي يمكنهم الاتصال بها في حالة الشك. المواطن الذي كان مشكوكا في إصابته، والذي خلق حالة من الذعر في أوساط المستشفى، تم الاحتفاظ به من طرف المصالح المختصة وتم إخضاعه للفحص الدقيق، ورغم غياب بعض الأعراض الرئيسية التي تعتبر عنوانا على كورونا المستجد، وفقا لمصادر طبية، إلا أنه تم القيام بالتحليلة التي تمكن من ضبط وجود الفيروس من عدمه، رفعا لكل شكّ ولبس، وتبين في نهاية المطاف، وفقا لتأكيد نفس المصادر، على أنه غير مصاب وسليم من المرض المذكور. هذا في الوقت الذي لم يصدر أي توضيح رسمي من وزارة الصحة، إلى غاية صباح أمس الإثنين، التي يتواصل تناسل الأسئلة حول الكيفية المقلقة التي اعتمدتها في التواصل بخصوص هذا الفيروس. واقعة جعلت عددا من المهتمين بالشأن الصحي يعيدون طرح أسئلة حول نجاعة تدابير المراقبة المعتمدة في النقاط الحدودية، وعن السرّ في عدم الاحتفاظ بالحالات المشكوك فيها القادمة من الصين أو التي كانت على صلة بأشخاص يحتمل إصابتهم، في الحجر الصحي، وعدم نقلها في وسائل صحية معدة لهذه الغاية نحو المصالح المختصة، بالنظر إلى أن تنقلها العادي والطبيعي في أوساط المواطنين، قد يؤدي إلى تفشي العدوى، في حال ما إذا كان هناك أي مصاب، وهو الوضع الذي يتمنى الجميع تجنبه وعدم الوقوع فيه، إلا أن احتمال تسجيله كان ممكنا، إذا ما كانت الحالة المشتبه بها التي عاشتها مدينة الدارالبيضاء فعلية، لولا العناية الإلهية التي تدخلت للحيلولة دون تسجيل إصابات في بلادنا!