أبدعت جمعية الشعلة للتربية و الثقافة فرع الرباط التقدم في إمتاع الجمهور الذي حج بكثافة لمتابعة عرض مسرحي بدار الشباب التقدم تحت عنوان الصدق أيام زمان من أداء فرقة الشروق و مدته ساعة ونصف بمناسبة أيام الشعلة للطفل التي نظمت مؤخرا بالعاصمة الرباط، في محور التنشئة الاجتماعية. وقد أعاد عرض المسرحية الدفء لدار الشباب التي افتقدت الإبداع المسرحي منذ مطلع التسعينيات حيت كانت المنافسة قوية بين الفرق و الأندية المسرحية المحلية التي أنجبت رواد تركوا وشما في الذاكرة المسرحية المحلية و تألقوا في سماء الإبداع الوطني ، منهم عبد العاطي المباركي ومحمد عمورة والفنان حسن مكيات واللائحة طويلة من الفنانين الذين تركوا بصمات واضحة ومميزة على فضاءات الركح والشاشة الكبيرة والصعغيرة المغربيين. وقد اعتبر الحضور هذا العمل الفني من بين الإبداعات المتميز التي دأبت على تنظيمها جمعية الشعلة ، وتضمنت المسرحية التي أبدع في تأليفها طاقم من الأساتذة عدة أفكار ومواضيع عن الإخلاص في الحياة الزوجية كقيمة إنسانية تساهم في تنشئة الأطفال وترسيخ مبادئ التربية السليمة وفق المقومات الحضارية للمجتمع المغربي مع الانفتاح على التنوع الثقافي الذي تزخر به بلادنا في ضل تقوية الحس الوطني والحفاظ على الخصوصية الثقافية، كلها قيم إنسانية جسدها شباب الشعلة في قصة بسيطة تروي علاقة أسرة مغربية أصيلة مستقرة تفقد معيلها و يتسلط عليها صديقه الإقطاعي محاولا تغيير كل القيم النبيلة بقيم فاسدة ليلقى مواجهة عنيفة تجعله يستسلم أمام صلابة المواقف الجماعية الثابتة والمكتسبة من تربية سليمة وذلك في قالب إنساني فكاهي شد إليه الجمهور الذي صفق بحرارة، للمواقف الساحرة التي تعري زيف العلاقات المشبوهة للعديد ممن يعتقدون أن المال و النفوذ يلغيان القيم ، وقد جسد أدوار المسرحية باقتدار المهدي الخالدي ، عثمان العزوزي، نورة أختار، زينب الحيمودي، سمية الهنتور، يوسف فرحان، المهدي الفائقي، ورضى قباج في المصاحبة الموسيقية و المهدي خاتم في السينوغرافيا، وفي المحافطة أيوب الناجي و يوسف المالكي .