أعلنت مصادر إعلامية دولية، استنادا إلى مصادر اعتبرتها موثوقة، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية سحبت سفينة إنزال كبيرة كانت رست في وقت سابق بميناء أكادير، بعد ساعات من رسوها بالميناء استعداداً لبدء مناورات «أسد البحر الإفريقي» بين البحرية الملكية المغربية والأمريكية. وأفادت ذات المصادر بأن ما يقارب 2200 من المارينز غادروا على عجل إلى منطقة الخليج الملتهبة بعد مقتل جنرالين كبيرين في الحرس الثوري الإيراني والآخر في الحشد الشعبي العراقي المنتسب إلى الجيش العراقي. وهو الخبر الذي أكده موقع "فوكس نيوز" الأمريكي، والذي كشف أن واشنطن أعلنت حالة استنفار قصوى في الشرق الأوسط، عقب عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، إلى جانب نائب قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد. وقال الموقع الأمريكي إن الولاياتالمتحدةالأمريكية سحبت عشرات القطع البحرية من بحر الصين، باتجاه الخليج، حيث صدر الأمر لها بالتوجه بسرعة إلى هذه المنطقة، لافتاً إلى أن الجيش الأمريكي في الخليج أوعز إلى وحداته بنصب بطاريات باتريوت والإبقاء عليها على استنفار وجاهزية عالية. وعاشت طهرانوبغداد حالة توتر قصوى بعد مقتل قائديهما العسكريين قرب مطار بغداد الدولي في غارات جوية أكدها الرئيس الأمريكي شخصيا وتوعد بمزيد من الضربات المماثلة والأخطر منها، وقال رئيس الوزراء العراقي، الذي يرأس حكومة تصريف الأعمال بعد إرغامه على الاستقالة نتيجة ثورة جماهيرية طالبت باستقالة الرئاسات الثلاث، بأن الجنرال قاسمي كان يحمل رسالة جوابية من إيران على مقترح سعودي للتسوية السياسية في المنطقة وأنه كان على موعد مع سليماني قبل مقتله بساعات واحتراق الرسالة الجوابية مع حاملها. وأعلنت حالة النفير العام والوعيد والتهديدات من كل الأطراف حيث قال الرئيس خامنئي إن انتقام إيران لقاسم سليماني سيكون ساحقا وممتدا جغرافيا خارج نطاق المنطقة وهدد مجلس الأمن القومي الإيراني بانتقام مؤلم يشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها، ردا على اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني في غارة أمريكية بالعراق. وقال المجلس – في بيان عقب اجتماع بطهران ناقش فيه الرد على اغتيال سليماني- إن الرد سيكون في المكان والزمان المناسبين، وإن الانتقام سيكون ثقيلا ومؤلما. وأضاف أنه اتخذ القرارات اللازمة بشأن الرد على عملية الاغتيال، وأن واشنطن تتحمل مسؤولية مغامراتها باغتيالها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وفسر خبير عسكري إيراني بأن القرارات التي اتخذها مجلس الأمن القومي الإيراني ترمي إلى التعجيل بسحب القوات الأمريكية من المنطقة، مضيفا أن العراق وسوريا ولبنان ستتخذ قرارات بالرد على الولاياتالمتحدة، وهو ما ذهب إليه سياسيا البرلمان العراقي الذي طالب بالتعجيل بسحب جميع القوات من العراق وتوحيد وجود السلاح بيد الدولة فقط في إشارة إلى فرقاء العراق خاصة السنة والأكراد المتوجسين من الخطوة مخافة انفراد الشيعة بالسلاح والتخوف من حروب طائفية داخلية. وقتل مع سليماني أربعة ضباط آخرين من فيلق القدس، كما قتل قياديان من الحشد الشعبي العراقي أحدهما أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الذي يضم فصائل موالية لإيران، في غارة نفذتها طائرة مسيرة أمريكية، وفق وسائل إعلام أمريكية، ومروحيات أمريكية، وفق التلفزيون الإيراني. من جهته قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على حسابه في تويتر إنه إذا استهدفت إيران أي أمريكيين أو أصول أمريكية ردا على قتل سليماني، فإن الولاياتالمتحدة حددت 52 موقعا إيرانيا تمثل الأمريكيين ال52 الذين أخذتهم إيران رهائن قبل سنوات عديدة. وأشار ترامب إلى أن بعض هذه المواقع على درجة عالية للغاية من الأهمية لإيران وللثقافة الإيرانية، وأنه سيتم ضربها بسرعة وبقوة كبيرتين، مؤكدا أن واشنطن لن تقبل مزيدا من التهديدات. وقال في تغريدة أخرى إن إيران تتحدث بجرأة شديدة بشأن استهداف أصول أمريكية كانتقام لتخليص العالم من زعيمها الإرهابي الذي قتل أمريكيا وأصاب آخرين بجروح بالغة، فضلا عن كل الأشخاص الذين قتلهم طيلة حياته، بما في ذلك مئات المحتجين الإيرانيين. وأضاف ترامب أن سليماني كان بالفعل يهاجم سفارة واشنطن ويستعد لضربات إضافية في مواقع أخرى. ونقلت شبكة «سي.أن.أن» عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع مقتنعتان بأن إيران سترد على مقتل سليماني خلال أسابيع، وأنهما ستبحثان مكان ذلك الرد وزمانه. ونقلت الشبكة عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم إن مجلس الأمن القومي الأمريكي أخطر قادة الكونغرس رسميا بالتقرير المتعلق بعملية قتل سليماني فجر الجمعة خلال عملية عسكرية في محيط مطار بغداد. كما دعت واشنطن رعاياها في كل من السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت إلى الحيطة والحذر بسبب التوتر في المنطقة. وستظل طبول الحرب تدق في انتظار حسم كل طرف لحساباته واعتبار موازين القوى وتكهنات الجميع بإعلان حرب بملامح حرب عالمية وإمكانية إخماد النيران مع فسح المجال لتنازلات مؤلمة من أجل وقف شلال دم يصيب بسطاء الخليج وأساسا الدم العربي هناك.