تعاظمت أعمال السرقات الموصوفة في أحياء مدينة فاس في الآونة الأخيرة وبصورة غير مسبوقة فيما لا يزال معظم مرتكبي تلك الأعمال خارج السجون في ظل تكتم الجيران خوفا من تعرضهم لأي اعتداء أو ضرر، مما جعل معه هذه الأعمال تنتشر بشكل مخيف وتتسع رقعتها... في حادثة لم تكن الأولى من نوعها بتجزئة عرصة الزيتون بمنطقة بنسودة أكبر أحياء المدينة وأكثرها معرضة للسرقات من قبل زوار ليل تخصصوا في هذا النوع من السرقات، تعرضت شقة المشتكية (د- ح)، التي أكدت في تصريح للجريدة أنها اكتشفت مساء يوم السبت الماضي أن منزلها تعرض لعملية سرقة، حيث تم نهب جميع الممتلكات بل أقدم اللصوص على تخريب الشقة ونزع الأبواب والنوافذ.... التي عاينها عناصر الشرطة الذين انتقلوا إلى مكان الحادث ورفعوا البصمات التي قد تقود إلى اعتقال أصحابها. نفس السيناريو يتكرر دائما من خفافيش الليل يهاجمون المنازل التي يغيب أصحابها لفترة، ثم ينقلون ما يجدونه أمامهم من سلع أو أغراض ثمينة، وذلك لمعرفتهم الدقيقة بجغرافية المنطقة وأدق التفاصيل عنها والمتمثلة في مخارج ومداخل المنطقة، الأمر الذي يسهل عليهم مأمورية التخطيط ثم التنفيذ وبعدها الاختفاء عن الأنظار إضافة إلى سهولة نقل المواد المسروقة إلى خارج المنطقة، مما يصعب على مصالح الأمن من تتبع خيوط عمليات السرقة، وهو الأمر الذي يؤكد أن العصابات المتخصصة في السطو على المنازل والمحلات التجارية بهذه المنطقة تسرح وتمرح بكل حرية وطمأنينة. وتكشف بعض الدراسات أجريت حول الجريمة أن الجنوح يكون جماعيا وليس فرديا، إذ أن الفرد لا يقوم بتنفيذ أعمال منحرفة مثل السرقة والخطف وعمليات التهريب بمفرده، بل بعمليات جماعية شبه منظمة على شكل عصابات، ومن هنا تبرز أهمية البيئة التي ينشأ فيها الفرد، والتي يكون لها تأثير بنسب محددة على شخصيته وميولاته، حيث الأرقام المسجلة لدى السلطات الأمنية تعكس تحول مجموعة من الأحياء الهامشية، خلال السنوات الأخيرة، إلى معاقل لشبكات إجرامية مختصة في تفريخ مجرمين مختصين في السرقة والسطو والاعتداء بالأسلحة البيضاء والاختطاف والنصب والاحتيال، علما أن بعض المتحدرين منها يسعون بعد مغادرتهم السجن إلى تكوين عصابات إجرامية، وهو ما يشكل خطورة على السكان، ويفرض على السلطات رصد مثل هذه الحالات والاهتمام بالقاصرين في هذه الأحياء، بمتابعة دراستهم وتأسيس مراكز ثقافية واجتماعية لإبعادهم عن شراك العصابات الإجرامية...