بومبيو يبحث مع حموشي سبل ضمان أمن وسلامة المواطنين الأمريكيين والمغاربة على حد سواء كشفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ثمن التعاون الأمني المغربي الأمريكي، وذلك خلال مباحثات أجراها مع المدير العام للأمن الوطني، المدير العام لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، أول أمس الخميس، بمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتمارة. المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، أوضحت أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أبلغ عبد اللطيف حموشي شكره على تعاون الأجهزة الأمنية المغربية مع نظيرتها الأمريكية المكلفة بإنفاذ القانون في حربهما على الإرهاب والتطرف، كما توجه بالشكر الى المغرب على جهوده المشتركة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لمكافحة الإرهاب مؤكدا على الدور الذي يلعبه المغرب في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة التطرف العنيف. وأضافت أن مايك بومبيو تباحث مع عبد اللطيف حموشي، خلال هذا اللقاء الذي جرى بحضور عدد من مسؤولي المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ومسؤولين أمريكيين، حول سبل تعزيز التعاون بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية لضمان أمن وسلامة المواطنين الأمريكيين والمغاربة على حد سواء. الأكيد أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لعبد اللطيف حموشي بمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتمارة تعكس، من جهة، المستوى الكبير والكفاءة المهنية العالية التي أصبحت عليهما الأجهزة الأمنية المغربية وكذا المكانة التي أصبحت تتميز بها إلى جانب نظرائها الأوروبيين والأمريكيين والأفارقة والعرب، كما أنها تنويه بالمؤسسة الأمنية المغربية وتقدير لجهود أطرها وموظفيها في مكافحة الإرهاب والتطرف في ظرفية إقليمية مضطربة. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قد أشادت في تقريرها السنوي حول مكافحة الإرهاب في العالم، باستراتيجية المغرب لمكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن “الولاياتالمتحدة والمغرب يقيمان، منذ أمد بعيد، تعاونا ممتازا في هذا المجال”، مضيفة أن المصالح الأمنية المغربية شاركت في مجموعة من البرامج التي ترعاها الولاياتالمتحدة لتحسين القدرات التقنية وتلك المرتبطة بالتحقيقات، لاسيما المالية منها، وتحليل المعلومات الاستخباراتية والأمن السيبراني. وفي سياق متصل، كانت دراسة حول مؤشر الثقة وجودة المؤسسات كشفت أن المصالح الأمنية تتمتع بأعلى معدلات الثقة في أعين المغاربة، حيث يبلغ مستوى الثقة للشرطة 78 بالمئة، فقد تمكنت من قطع الطريق على الإرهاب بفضل كفاءة وخبرة أجهزتها الأمنية، المتمثلة في جهازي الاستخبارات الداخلية والخارجية وقوات الأمن الوطني والمكتب المركزي للأبحاث القضائية، التي جعلت من الصعب على عناصر متطرفة متشبعة بالفكر الجهادي تنفيذ عملياتها في المغرب، بالرغم من تدفق عدد كبير من المسلحين عبر الحدود، فيما 83.3 بالمئة من المغاربة يثقون بالقوات المسلحة. وشكلت التحديات الأمنية أحد أبرز محاور زيارة وزير الخارجية الأمريكي، فالولاياتالمتحدةالأمريكية تعتبر المغرب شريكا محوريا ومصدرا “للاستقرار والأمن الإقليمي”، وتثني على دور الرباط على رأس المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب وضمن التحالف العالمي لهزيمة (داعش). وكشف التقرير السنوي حول مكافحة الإرهاب في العالم لسنة 2018، الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية أن الأجهزة الأمنية المغربية تمكنت خلال سنة 2018 من استهداف وتوقيف 71 شخصا، كما قامت بتفكيك أزيد من 20 خلية إرهابية كانت تخطط لمهاجمة أهداف مختلفة، من بينها مبان عمومية وشخصيات ومواقع سياحية. وأضاف أن المصالح الأمنية المغربية، ولا سيما المكتب المركزي للأبحاث القضائية، ساهمت، من خلال جمع المعلومات والعمل الأمني والتعاون مع الشركاء الدوليين، في تنفيذ عمليات لمكافحة الإرهاب. وفي هذا السياق، بحث وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع المسؤول الأمريكي، “سبل مواصلة التعاون لتعزيز الاستقرار الإقليمي، بما في ذلك دحر الجماعات الإرهابية والتنظيمات الجهادية”، لمواجهة التحديات الأمنية في منطقة الساحل تبقى مرتبطة، بالأساس، بتنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة، التي تهدد الاستقرار والتنمية في المنطقة، وأيضا مواصلة الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا من خلال تعزيز قدرة الأجهزة الأمنية في المنطقة، خاصة بواسطة وضع منصة مشتركة للتعاون في المجال الأمني. وفي ما يتعلق بليبيا، تبادل ناصر بوريطة ونظيره مايك بومبيو وجهات النظر بخصوص السبل والوسائل الكفيلة بتمكين هذا البلد الشقيق من إرساء أسس سلم وأمن دائمين، في إطار حل سياسي يتوافق عليه الفرقاء الليبيون بناء على الأسس التي وضعها مسلسل الصخيرات. كما ناقش الطرفان أيضا التهديد الذي تشكله إيران وحلفاؤها، والجهود المبذولة لمواجهة محاولات نشر النفوذ الإيراني في المنطقة، بما في ذلك شمال وغرب إفريقيا، وكذلك الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا من خلال تعزيز قدرة الأجهزة الأمنية في المنطقة، خاصة بواسطة وضع منصة مشتركة للتعاون في المجال الأمني.