يبذل مسؤولو الأمن الأوروبيون جهودا كبيرة لمواجهة التحدي المتصاعد والذي ازداد تعقيدا من الجهاديين المستقرين في أوروبا، سواء من خلايا نائمة غير مرئية أو من مقاتلين عائدين من الشرق الأوسط. وهو تهديد بات جليا بعد الاعتداءات الدامية الأخيرة في باريس، حيث اعتبر رئيس الأنتربول «روب وينرايت» أن الوضع الأمني أًصبح «أكثر صعوبة وتحديا» من أي وقت منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001. لكن رأي الخبراء ركز أيضا على قدرة السياسيين الأوروبيين المعارضين للتوجه العام للاتحاد الأوروبي في شكله الحالي على استغلال تلك النوعية من الهجمات وتحويلها إلى مادة دعائية لأنفسهم بأداة الإسلام الحركي وعلى حساب صورة الإسلام الحقيقية. وقد صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الوضع الحالي خطير جدا وأشار إلى تهديد »قوي« و«خطر وشيك« بشن هجوم إرهابي من قبل إسلاميين متشددين، بعد أن شكلت الاعتداءات التي أسفرت عن 17 قتيلا في باريس في 7 يناير صدمة للرأي العام في العالم وطرحت تساؤلات حول تمكن المنفذين من شن الهجوم رغم الإجراءات الأمنية المشددة. وتعتبر بريطانيا من أهم الأهداف المفترضة التي يمكن أن تشن ضدها هجمات إرهابية ينفذها إسلاميون متطرفون، وذلك نظرا إلى مشاركة بريطانيا في قيادة الحلف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق، وأيضا لاحتواء بريطانيا خلايا جهادية نائمة داخل أراضيها. ومنذ أن ذبح الصحفي البريطاني على يد متشدد إسلامي تكلم أثناء تسجيل عملية الذبح بالإنكليزية البريطانية وبلكنة محددة، فإن السلطات الأمنية والاستخبارية البريطانية تشدد الرقابة الأمنية بقوة. ودعا البعض في أوروبا إلى تشديد أكثر في الرقابة على الحدود واتخاذ إجراءات أكثر صرامة على صعيد الهجرة، بما في ذلك الاقتراب أكثر من الجاليات المسلمة التي تعيش في أوروبا ومحاولة التعرف إلى كيفية نشأة التطرف وتنظم الشباب المسلم الذي تبنى أفكارا متشددة داخل خلايا جهادية خطيرة. ومضت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان إلى أبعد من الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها بريطانيا عندما دعت إلى سحب الجنسية الفرنسية عن الجهاديين وحثت باريس على التنديد بمنفذي الاعتداءات على أنهم »إسلاميون«. وكتبت لوبن في مقال نشرته »نيويورك تايمز« »علينا تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة بما أن الحكومة الفرنسية تبدو مترددة إزاء القيام بذلك«، وقد قصدت لوبان أن مشكل الهجرة وتنامي عدد المسلمين في أوروبا سببان من أسباب انتشار التطرف، فضلا عن سبب آخر هو سياسة أوروبا الخارجية تجاه قضايا الشرق الأوسط التي تصفها لوبان بأنها «فاشلة». مضيفة أن »فرنسا بلد حقوق الإنسان والحريات تعرضت لهجوم على أراضيها شنته عقيدة توتاليتارية هي التطرف الإسلامي«. وكان للشقيقين شريف وسعيد كواشي منفذي الاعتداء على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة روابط مع مجموعات جهادية في اليمن وسوريا، حسب اعتراف شريف كواشي أحد المنفذين في اتصال هاتفي له بإحدى التلفزات الفضائية الفرنسية عشية الهجوم. كما أمضى شريف كواشي وأحمدي كوليبالي المسلح الثالث الذي قتل أربعة أشخاص خلال عملية احتجاز رهائن داخل متجر يهودي، فترة معا داخل السجن حيث تبنيا عقيدة أكثر تطرفا. لكن الرجال الثلاثة لم يكونوا ناشطين في الأوساط الجهادية لعقد تقريبا قبل الاعتداءات في باريس، لذلك ركزت الشرطة انتباهها على مشتبه بهم آخرين، حسب وينرايت رئيس جهاز الشرطة الدولية قائلا إن »طبيعة التحدي قد تغيرت منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن«. وقد أكد خبراء في التنظيمات الإسلامية المتشددة أن مراحل التطور نحو الإرهاب في أوروبا أصبحت شبه واضحة، فالأمر يبدأ بمراقبة بعض الأشخاص الذين يعانون إما من صعوبات اقتصادية أو مشاكل عائلية أو ضغوط نفسية، ويتم التقرب إلى هؤلاء عبر مداخل مشاكلهم ثم توجيه وعيهم باتجاه الأفكار الدينية المتطرفة، ومن ثمة الجهاد «كخلاص لهم من مشاكلهم»، حسب قول أحد الإنتروبولوجيين المتعاونين مع الإنتربول، ومضى وينرايت يقول: «بالطبع هذا يجعل الأمر أكثر خطورة وهذا هو التحدي الذي تواجهه الشرطة»، مضيفا أن «الأمر تغير عن السابق ولم يعد كما كان بعد اعتداءات 11 سبتمبر عندما كانت القيادة والهيكلية واضحتين». والقصد هنا تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن، فالأمر اليوم أصبح أكثر تعقيدا لكثرة التنظيمات الجهادية واختلاف ولاءاتها وطرق تنفيذ عملياتها. من جهته، أعلن السناتور الأميركي ريتشارد بور أن الاعتداءات في باريس يجب أن تحمل السلطات على مراجعة سبل مراقبة أي تهديدات محتملة. وقال السناتور الجمهوري لشبكة «سي أن أن» إن «كل دولة في العالم تراجع على الأرجح سياساتها لمراقبة المقاتلين المعروفين»، إلا أن كاميرون تحدث عن نضال «طويل الأمد» ضد المتطرفين، وهذا ما عارضه السيناتور الأميركي مؤكدا أن «السرعة والنجاعة مطلوبان في هذه الفترة، وخاصة في هذه الفترة بالذات». وقد علق مراقبون أن وراء هذا التصريح تكمن غاية الجمهوريين في توريط باراك أورباما في خياراته التي توجهت بضربة عسكرية لم تحقق أهدافها بعد، »فالأميركان يحسنون استغلال الجماعات الإسلامية دائما في صالح التوازن السياسي الداخلي بينهم«. وقد أكدت عديد البحوث والدراسات سواء الصادرة عن مراكز غربية للبحوث والدراسات أو عن خبراء عرب، أنه لئن كانت للجماعات الإرهابية التي تتبنى عقيدة إسلامية متطرفة أو محدثة من خلال شيوخهم ومنظريهم، تجليات تنظيمية وطرق وممارسات خاصة نابعة عن أيديولوجيا دينية تسعى إلى السلطة بالقوة فإن تلك التجليات أصبحت مسرحا للتلاعب السياسي للقوى الغربية (أميركا وأوروبا) لتصدّر الأحداث وتوظيفها لصالح غايات انتخابية أو دعائية حزبية. ولعل تصريحات مارين لوبان زعيمة اليمين الفرنسي أو تصريحات أحزاب يمينية في هولندا وبلجيكا وألمانيا تبرز مدى قدرة هذه التيارات السياسية على تحويل الصدمة التي تحدثها الحركات الإسلامية المتطرفة بهجماتها الدموية إلى نقاط قوة تحوي طاقة دعائية كبيرة، وبالتالي فإن الإرهاب الإسلامي في أوروبا بشكل خاص وفي العالم (بما في ذلك الشرق الأوسط) وما تقوم به الحركات الإسلامية المسلحة من تشويه لصورة الإسلام والمسلمين إنما يصبان في مصلحة التطرف الآخر بغض النظر عن تقديمه الإسلام في صورة لا تعكس حقيقته بالمرة. فرنسا تدير وجهها للمهاجرين أصدر رئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل فالس تصريحات عدّت بمثابة الصدمة لدى الأوساط السياسية والحقوقية الفرنسية، حيث قال ما مفاده إن فرنسا تعيش فصلا محليا واجتماعيا وإثنيا. التصريح وتداعيات الحدث الباريسي أماطا اللثام عن واقع اجتماعي فرنسي مركب يتناقض مع ما تسعى القوانين الفرنسية الراسخة إلى تكريسه، قوامه حالة تمييز اجتماعي عميقة يعرفها المجتمع الفرنسي، بين مكوناته المختلفة وأساسا بين المكون الفرنسي «الأصيل» وبين أجيال الهجرة المتعددة، ما يضع سياسات الاندماج والاستيعاب الفرنسية، فضلا عن القوانين الفرنسية ذات العلاقة، موضع شك وتساؤل. ياسين، ذو ال 17 ربيعا، يمثل عينة من جيل فرنسي من أصول مهاجرة، يعتبر نفسه ضحية للتمييز الاجتماعي الذي ذهب رئيس الوزراء الفرنسي إلى حد تشبيهه بنظام الفصل. وقال ياسين »المدرسة كانت صعبة. أعدت السنة ثم توقفت«. وكان يأمل في النجاح في امتحانات الباكالوريا قبل متابعة الدراسة في الجامعة. ورغم البرد، يهيم ياسين مع صديقه حول الأبراج العالية في بوبيني، والتي شيدت لتأمين مساكن لائقة للأسر ذات الدخل المحدود، قبل أن تتحول إلى رمز للضيق في الأحياء الأكثر فقرا حيث غالبية السكان تنحدر من مهاجرين. وأضاف ياسين »إذا قصدت رب عمل سيكون من الصعب أن يوظفني بعد تعرفه على أصولي والمنطقة التي أقيم فيها«. وياسين من أب وأم جزائريين هاجرا إلى فرنسا. ولذلك فإن الصعوبات الاجتماعية أكثر حدة في الأحياء التي تعتبر حساسة والتي يعيش فيها 4.7 مليون شخص أي 7.5 بالمئة من السكان في فرنسا، حسب المرصد الوطني للمناطق الحضرية الحساسة. والفقر في هذه المناطق يفوق بثلاثة أضعاف مستواه في سواها من المناطق، بينما الأمية أعلى بأربع مرات (12 بالمئة في 2012) ونسبة البطالة تبلغ فيها 24 بالمئة مقابل 10 بالمئة تقريبا على المستوى الوطني، حسب التقرير الأخير للمرصد. يشير تقرير المرصد إلى أن شباب هذه الأحياء يواجهون عند بحثهم عن عمل عراقيل من قبيل ندرة الفرص (66 بالمئة) وقلة الخبرة (58 بالمئة) وقلة الشبكات المهنية (36 بالمئة) وصعوبات متصلة بمكان السكن (9 بالمئة). ويقول نادر كاهيا رئيس جمعية «بانليو بلوس» التي تعنى بالشباب في تلك المناطق إن «أي شاب من هذه الأحياء له فرصه أدنى بثلاث مرات للعثور على عمل». واعتبر أن «سياسة الاندماج أو الاستيعاب فشلت لأنها لم تأخذ سكان الأحياء الشعبية في الاعتبار على أنهم مواطنون كاملو الحقوق». البابا والحوار مع المسلمين عندما يشير البابا فرانسيس إلى وجود تقدم في الحوار بين الأديان مع الاعتراف بالعوائق التي تواجهه، فإن لهذه الإشارة أهمية بالغة خاصة في هذا الظرف الموسوم بشد عالي المنسوب بين الأديان، يترجمُ تطرفا وغلوا هنا، ومعاداة للإسلام والمسلمين هناك. إقرار بابوي مفيد في هذه اللحظة، ويمكن البناء عليه بالانطلاق مما تحقق على هذا الصعيد وترميم الشروخ الحاصلة في التجارب السابقة. أعلن البابا فرنسيس السبت الماضي أن «خطوات إلى الأمام» قد تحققت في الحوار بين الأديان، ولاسيما مع المسلمين، مشيرا في الوقت نفسه إلى تسجيل «صعوبات وحالات عدم فهم» عمّت الفترة الأخيرة. وقال البابا «لقد تحققت خطوات إلى الأمام في الحوار بين الأديان ومن ضمنها مع المؤمنين المسلمين خلال السنوات القليلة الماضية، رغم وجود بعض الصعوبات وحالات عدم الفهم». وجاء كلام البابا خلال استقباله لمشاركين في لقاء دعا إليه المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسه، في نسخته الجديدة بعد انتقاله من تونس إلى روما. وشدد البابا الأرجنتيني على «الأهمية الكبرى» لمسألة الإنصات للآخر، لأن ذلك يعتبر »شرطا أساسيا لعملية التفاهم المتبادل والتعايش السلمي«. وقال حسب ما نقل عنه موقع إذاعة الفاتيكان »إن الحوار يبدأ من خلال التلاقي والتعرف على الآخر وذلك بغية تخطي الأحكام المسبقة والمباشرة في فهم الآخر من وجهة نظر جديدة«. وسبق أن عبر البابا مرارا خلال الأشهر القليلة الماضية عن مواقفه إزاء المشاكل المرتبطة بالإرهاب. ففي نهاية نوفمبر الماضي، وخلال زيارته إلى تركيا، طلب من جميع القادة الدينيين والسياسيين والمثقفين المسلمين إدانة إرهاب الإسلاميين «بشكل واضح». واعتبر بعد الاعتداء الذي استهدف أسبوعية شارلي إيبدو أنه إذا كانت حرية التعبير »حقا أساسيا، لا يجوز استفزاز أو إهانة عقيدة أخرى والتهكم عليها«. وتابع البابا أن الخمسين عاما على وجود هذا المعهد تدل على أن الكنيسة الكاثوليكية أدركت »ضرورة أن يكون لها معهد مخصص للأبحاث وتدريب العاملين في الحوار مع المسلمين«. الحوار يبدأ من خلال التلاقي والتعرف على الآخر بغية تخطي الأحكام المسبقة والمباشرة في فهم الآخر وقال البابا أيضا في كلمته أمام المشاركين في اللقاء »ربما لم نشعر يوما في الماضي بهذه الحاجة أكثر مما نشعر بها اليوم، لأن الدواء المضاد لكل نوع من العنف هو قبول الخلافات«. ولفت البابا إلى أن تاريخ المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية يسير في هذا الاتجاه، حيث أكد أن نشأة هذه المؤسسة تعكس حرص الكنيسة الكاثوليكية، خصوصا في الفترة التالية للمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، على توفير التهيئة اللازمة لأشخاص ملتزمين بالحوار مع المسلمين. وأكد أيضا أن هذه المهمة ليست سهلة لكنها تبصر النور وتنمو انطلاقا من شعور قوي بالمسؤولية، مشددا على أن الحوار الإسلامي المسيحي هو حوار من نوع خاص يتطلب صبرا وتواضعا مرفقَين بدراسة معمقة. وهذا الأمر، يقول البابا، »يتطلب أيضا التزاما مستمرا كي نكون مستعدين لمواجهة الأوضاع والأطر المختلفة. والمسيرة التحضيرية هذه لا تقتصر على التحليل السوسيولوجي بل لابد أن تميزها مسيرة مشتركة بين أشخاص ينتمون إلى ديانات مرتبطة ولو بشكل مختلف بالأبوة الروحية لإبراهيم«. بعدها ثمّن البابا الدور الذي يضطلع به المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية، لافتا إلى أنه من أهم المؤسسات الأكاديمية التابعة للكرسي الرسولي، ولابد أن تُعمم معرفته بشكل أفضل. وعبّر عن أمله بأن يصير هذا المعهد مرجعا لتنشئة المسيحيين الناشطين في حقل الحوار ما بين الأديان، تحت مظلة مجمع التربية الكاثوليكية وفي إطار التعاون الوطيد مع المجلس البابوي للحوار بين الأديان. وتمنى البابا أن يتمكن هذا المعهد من إقامة علاقات تعاون مثمرة مع باقي المعاهد والأكاديميات البابوية ومع مراكز الدراسات والبحوث، مسلمة كانت أم مسيحية، المنتشرة في أنحاء العالم كافة. وذكًر الكردينال جروتشوليفسكي -كردينال بولندي ورئيس المعهد- الحاضرين بأن الاجتماع يعقد احتفالا بمرور 50 عاما على وجود المعهد في روما، حيث ينصب تركيزه الأساسي على دراسة وفهم الأديان المختلفة. وقال موجها خطابه للبابا؛ »قداسة الأب.. اليوم نختتم مؤتمرا هاما نظمه المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية حيث احتفلنا أيضا بالذكرى السنوية الخمسين لنقل المعهد من تونس إلى روما«. جدير بالتذكير أن المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية، تأسس عام 1926 في تونس على يد »الآباء البيض«، بهدف تنشئة قساوسة ورهبان مسيحيين على الخدمة في مختلف أنحاء العالم ذات الصلة بالمسلمين، وفي عام 1964 نقلَ المعهد إلى روما. وتتكون هيئة التدريس في المعهد من رهبان وكهنة أبرشيين وعلمانيين من مختلف البلدان. ومن بين هؤلاء أساتذة مسيحيون ومسلمون، لغتهم الأم العربية. وعدّ المعهد إحدى أقدم آليات الحوار بين الإسلام والمسيحية. يذكرُ أيضا أن وفدا من أئمّة فرنسيين ملتزمين بالحوار الإسلامي المسيحي قام بزيارة إلى الفاتيكان والمعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية من 6 وحتى 8 يناير 2015. حيث قام الوفد المكون من أربعة أئمة فرنسيين ملتزمين بالحوار الإسلامي المسيحي بزيارة إلى روما صحبة المطران ميشال دوبوست، أسقف إيفري كورباي إسون ورئيس مجلس العلاقات بين الأديان التابع لمجلس أساقفة فرنسا، والأب كريستوف روكو، مدير المكتب الوطني للعلاقات مع الإسلام. وضمّ الوفد عزالدين غاشي، جامعي وإمام مسجد عثمان في فيلّوربان (ليون)، وطارق أوبرو، جامعي وإمام مسجد بوردو، ومحمد موسوي، جامعي ورئيس اتحاد مساجد فرنسا، وجلّول صدّيقي، مدير معهد الغزالي التابع للمسجد الكبير في باريس. وقال المطران دوبوست، معلقا على هذه الزيارة »إنه صالح وملحّ أن نُظهر هذا التوافق العميق والقلبي الذي نشأ وينمو في فرنسا بين غالبية المسلمين وغالبية المسيحيين. وليست زيارة هؤلاء الرؤساء الدينيين المسلمين لروما إلاّ دليل على ذلك«. أمّا جلّول صديقي فقد لخص انتظاراته من هذا اللقاء بالقول؛ »أولا الإصغاء إليكم، وتبادل خبراتنا ومشاركتكم هذه اللحظة الاحتفالية بالصلاة لله كي يقبل تعدّديتنا وتنوّعنا، ويقرّب خلائقه بعضها من بعض بالمحبة والاحترام والاعتبار والمودّة«.