أعطى الملك محمد السادس، تعليماته إلى كل من وزارتي الداخلية والصحة وإلى القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، قصد التجند لمواجهة الانخفاض الشديد الذي ستعرفه درجات الحرارة، ببعض مناطق المملكة، وخاصة بالأطلس المتوسط والأطلس الكبير والحوز. وأوضح بلاغ لوزارة الداخلية، أنه طبقا للتعليمات الملكية، ستتم إقامة مستشفيين ميدانيين بالمناطق المعنية، واتخاذ جميع الاجراءات، بتنسيق مع السلطات المحلية، لتقديم المساعدة اللازمة للسكان المعنيين، بما يضمن سلامتهم وطمأنينتهم، بما في ذلك توفير مروحيات ووضعها في حالة تأهب، لنقل المتضررين إلى المراكز الصحية عند الضرورة. هذا وأفادت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية أن درجات الحرارة ستعرف إلى غاية يومه الاثنين انخفاضا شديدا في عدد من مناطق المملكة، ولا سيما في الأطلسين الكبير والمتوسط والحوز. وأوضحت المديرية في نشرة خاصة أن درجات الحرارة ستتراوح ما بين 10 درجات تحت الصفر وخمس درجات تحت الصفر ليلا، وما بين 5 درجات تحت الصفر وصفر درجة نهارا بكل من إفران وبني ملال وبولمان وأزيلال وتازة والحوز وتنغير وميدلت وشيشاوة وجرسيف وورزازات. وحسب المصدر ذاته، فإن درجات الحرارة ستتراوح ما بين خمس درجات تحت الصفر وصفر درجة ليلا، وما بين صفر درجة و6 درجات نهارا في كل من خنيفرة والحاجب وصفرو والحسيمة وجرادة ووجدة وفكيك وتاوريرت والرشيدية وتاونات وتارودانت. ونتيجة لهذه البرودة القطبية التي ستشهدها المناطق الشمالية والمرتفعات، سيعرف المغرب تساقط الثلوج في المرتفعات وتساقطات مطرية هامة إلا أنه بحسب خبراء الأرصاد الجوية فانطلاقا من يوم غد الثلاثاء، ستعود البرودة إلى مستوياتها العادية. للإشارة فإنها ليست المرة الأولى التي تنخفض فيها الحرارة إلى هذه المستويات جد المتدنية، فانطلاقا من 2010 تحديدا أصبح المغرب يعرف موجة من البرد قد تطول أو تقصر، وهذا ما شهِدهُ المغاربة في فبراير 2011 وخلال شتاء سنتي 2012 و2013 . وقد أعلنت في مختلف الجهات حالة تأهب بين الأطقم الطبية بمختلف العمالات والولايات لمواجهة الإصابات بين السكان، خاصة في المناطق النائية والجبلية حيث يعيش المواطنون حالة حصار طبيعي نتيجة التساقطات الثلجية. وعن تأثير انخفاض درجات الحرارة على الوضع الصحي ببلادنا، أفادتنا مصادر طبية بأن المغرب يشهد خلال هذه الأيام ارتفاعا ملحوظا في حالات الاصابة بأمراض الصدر والجهاز التنفسي، حيث تفيد الإحصائيات شبه الرسمية بأن 30 % من المرضى الوافدين على المستشفيات خلال هذه الفترة من السنة، هم مصابون بأمراض في الجهاز التنفسي، بما فيها التعفنات، الأورام، الحساسيات وأمراض الربو والتهاب القصبات الهوائية المزمنة. من جهتها أكدت مصادر طبية أن الوضعية المناخية الحالية تؤثر سلبا على الجهاز التنفسي، مضيفة أن المغرب لا تنتشر فيه لحد الآن ثقافة التلقيح ضد الزكام، وأن الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة هم المصابون بأمراض مزمنة كالسكري والفيروس الكبدي والأمراض التعفنية، إضافة إلى المدخنين. من جهة أخرى، أعلنت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية السبت الماضي، في نشرة خاصة، أن عددا من مناطق المملكة ستعرف تساقطات مطرية غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية محليا، ابتداء من أمس الاحد في الساحة الثالثة بعد الزوال حتى يومه الاثنين في الساعة الثالثة بعد الزوال. وبحسب المصدر ذاته فإن هذه التساقطات المطرية ستتراوح معدلاتها ما بين 35 و 65 ملم ، وستهم مناطق أزيلال وبني ملال وقلعة السراغنة والحوز والفقيه بن صالح وخنيفرة وخريبكة وتاونات وتازة ووزان وشفشاون والعرائش (المرتفعات) وقنيطرة وسيدي قاسم.كما ستهم تساقطات تبلغ معدلاتها ما بين 20 و 35 ملم مصحوبة بعواصف رعدية مناطق العرائش (السهول) وطنجة والفحص انجرة والمضيق- الفنيدق والخميسات والرباط سلا والصخيرات تمارة وبوزنيقة وبنسليمان والمحمدية والدار البيضاء وسطات وبرشيد.