قرية تيزرت جنوب المغرب تستفيق على هول الكارثة بعد فيضانات مفاجئة علمت الجريدة أن المالح المركزية وجهت تعليمات للمصالح التابعة لها بالجهات والاقاليم من أجل الحيطة والحذر في التعامل مع حالة الجو المضطربة، وخاصة بالمناطق الجبلية التي تعرف حركة إحياء وديان وأنهار غالبا ما تكون مهجورة من المياه بفعل الجفاف ويظل جريانها مرتبطا بمواسم الامطار . ونبهت الداخلية الى تشكيل لجان للتتبع ورصد الحالة ووضع التجهيزات بتنسبق مع مصالح وزارية أخرى كالتجهيز والوجيستيك للتدخل الفعال وبالسرعة اللازمة عند حدوث أي طارئ، إذ يتوقع أن تعرف عدة مناطق عواصف رعدية وتساقطات مطرية غير معتادة مما يهدد ساكنة المناطق المجاورة لها نتيجة الفيضانات القوية. على صعيد آخر، تستمر جهود البحث عن ناجين أو مفقودين مفترضين من كارثة دوار تيزرت ، فقد جندت المصالح الاقليمية مجموعات من رجال الدرك الملكي مزودين بكلاب مدربة ومدعمين برجال الوقاية المدنية والقوات المساعدة وجمهور من شباب المنطقة ، في الوقت الذي حلقت طائرة عمودية تابعة للدرك الملكي على علو منخفض للمساعدة في البحث. وحسب شهود عيان، فإن شخصا على الأقل يقطن بمدينة البيضاء حيث يمارس التجارة وكان في زيارة للمنطقة بعد العيد يوجد ضمن المفقودين ، بالاضافة الى أن حدة التساقطات عقدت من صعوبة عمليات البحث وكذا وجود أشجار وأحراش في مجرى الوادي ما صعب عملية التنقيب عن مفقودين، وهو ما يعني أن البحث يشمل مناطق شاسعة وصعبة بالإضافة الى أن قوة المياه وصلت حسب بعض السكان الى سبعة أمتار. وقد خلصت جهود البحث الاولي الى المساهمة في إنقاذ 12 شخصا في زمن قياسي، وكما أشرنا سابقا فقد ساهمت النساء في المنطقة شبه الجبلية في إنقاذ الموقف بحكم تواجدهن لحظة الفاجعة في أعلى الجبل حيث يقطن ، حيث انتبهن للسيول القادمة من بعيد. وبسبب إنذارهن عبر الصياح والصراخ، تمكن الفريقان اللذان كانا يلعبان نهاية دوري محلي والحكام وكذا الجمهور المتواجد بالعشرات بجانب الملعب المحاذي لوادي الموت، من النجاة في الوقت المناسب ودون صعوبات تذكر، في حين احتجزت السيول من كانوا فوق مستودع الملابس الذي لم يصمد في وجه السيول وتهاوي بسرعة ليكون الذين احتموا به أول ضحاياه . وينتظر أن تجري السلطات المختصة أبحاثا معمقة في طبيعة البناء والترخيصات التي منحت لبناء ملعب لكرة القدم بجانب الوادي، وكذا إقامة المباراة رغم تحذيرات الأرصاد الجوية ساعات قبل الفاجعة. إلى ذلك أعلنت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء أن حركة السير مقطوعة على مستوى الطريق الجهوية رقم 106 الرابطة بين تاليوين وتافراوت عند المقطع الطرقي أساكي – إغرم ، وذلك بسبب الأمطار الرعدية القوية التي عرفها إقليمتارودانت ، مساء الأربعاء ، وارتفاع مستوى منسوب مياه شعاب على مستوى بعض المقاطع الطرقية. وأوضحت الوزارة في بلاغ أنه يمكن لمستعملي الطريق تحويل الاتجاه انطلاقا من أساكي عبر الطريق الوطنية رقم 10 نحو التقاطع مع الطريق الوطنية رقم 7 مرورا بأولوز ثم الطريق الوطنية رقم 7 في اتجاه إغرم. وعمدت المصالح الامنية الى منع الوصول الى المناطق الحطرة مخافة من تكرار المأساة . من جهة أخرى، تم مساء أول أمس تشييع جثامين الضحايا السبعة الى مثواهم الاخير في جو جنائزي مهيب ووسط صدمة كبيرة للساكنة والأسر بمنطقة تزريت التابعة لجماعة "إيمي نتيارت" بإقليمتارودانت، وبحضور السلطات المحلية والمجتمع المدني وتوافد عدد كبير من أبناء المنطقة ومن خارجها. وكانت السلطات المختصة كانت قد أوضحت أن الأشخاص السبعة الذين لقوا مصرعهم هم شاب (17 سنة) و6 مسنين كانوا يتابعون مقابلة في كرة القدم، بين فريق ينتمي إلى الدوار وفريق دوار مجاور في إطار دوري محلي. وفي سياق خطر الفيضانات أيضا، تسببت سيول جارفة ناجمة عن أمطار غزيرة هطلت مساء أمس الخميس على منطقة أمسمرير بإقليم تنغير في وفاة شخص يبلغ من العمر 55 سنة. وحسب مصادر إعلامية فإن أحد الرحل والذي يدعى «ايشو، ز» ويتحدر من دوار «إمينوارك» قد لقي حتفه بسبب سيول جارفة اجتاحت منطقة «أقا نوارك». ورجح مصدرنا أن تكون السيول قد جرفت الهالك بعد محاولته التدخل لإنقاذ قطيعه، مضيفا أنه تم العثور على جثته، وتم إخطار السلطات بالواقعة. وعرفت عدد من مناطق الجنوب الشرقي، منذ أمس الخميس، تساقطات مطرية غزيرة أدت إلى اضطرابات في حركة السير على مستوى عدد من المسالك، نتيجة حمولة الوديان..
++++++ استفاق سكان قرية تيزرت جنوب المغرب على هول الصدمة والحزن بعد الفيضانات التي حولت مباراة لكرة القدم إلى مأتم، حيث أودت السيول بسبعة اشخاص وفق حصيلة رسمية نشرت ليلة الأربعاء الخميس. ولا يزال البحث جاريا الخميس عن ضحايا محتملين آخرين بينهم رجل ستيني في عداد المفقودين، بحسب معلومات استقتها وكالة فرانس برس من مصادر محلية. وكانت طائرة مروحية تحلق صباحا فوق المنطقة التي جرفتها السيول بينما تجمع سكان القرية الواقعة بضواحي مدينة تارودانت قبالة المسجد الذي تقام فيه صلاة الجنازة ظهر الخميس. وتخيم على القرية أجواء الحزن والصدمة «جراء الكارثة المفاجئة التي لم يتوقعها أحد»، بحسب شهادات نقلها مراسل وكالة فرانس برس. وقال شاهد عيان عمري 64 سنة، «لم أر في حياتي كارثة مثل هذه»، فيما أعرب ناجون في تصريحات لوكالة فرانس برس عن شعور بالحسرة لكون التحذيرات التي وصلت من سكان قرى مجاورة، عبر اتصالات هاتفية لم تؤخذ على محمل الجد، حتى فوجئوا بالسيول تودي بالضحايا في لحظات. وقال إسماعيل زيزي قريب أحد الضحايا «كان الشباب يتابعون المباراة بشكل عادي رغم أن أنباء وصلت عن احتمال حدوث فيضان إثر تساقط أمطار غزيرة (…)ثم غمرت السيول فجأة أرض الملعب فبدأ كل يحاول النجاة بنفسه». وكان الملعب يستضيف المباراة النهائية لدوري هواة في كرة القدم اعتاد سكان القرية إقامته كل صيف. ويقع الملعب المفتوح في ممر واد، لكن جمعية محلية بادرت إلى تهيئته ببناء مدرجات وغرفة للملابس «بجهود ذاتية».وانتهت الأشغال منتصف غشت، بحسب الناشط في جمعية «أصولي» الانمائية لطفي خالد. ويضطر هواة كرة القدم في المناطق الجبلية، مثل قرية تيزرت، أحيانا إلى اختيار منبسطات تقع في ممرات وديان خطرة لممارسة هوياتهم المفضلة. وأوضح المسؤول في هذه الجمعية الواقعة في قرية قريبة من تيزرت أن تساؤلات طرحت حول مخاطر بناء منشآت فوق أرض تقع على ممر الوادي «لكن أصحاب المشروع كانوا مطمئنين لكون السيول لم تغمره منذ سنوات طويلة». وحاول الضحايا الاحتماء من السيول بالصعود فوق سطح البناية التي تتخذ مستودعا للملابس، لكن السيول جرفت سبعا منهم، هم شاب في السابعة عشرة وستة مسنين. وأظهرت مقاطع فيديو مشاهد للسيول تتقدم بسرعة لتغمر الملعب في شكل كامل وتجرف كل شيء في طريقها. وأعلنت السلطات المحلية ليل الأربعاء الخميس فتح تحقيق «تحت إشراف النيابة العامة حول ظروف وملابسات هذا الحادث وتحديد المسؤوليات».وتساءلت عدة تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي غداة الكارثة عن مسؤولية الترخيص ببناء تلك المنشآت في منطقة خطرة. ونشرت صفحة تتابع أخبار «التراس» نوادي الكرة المغربية على فيسبوك صورة للاعبي الفريقين وهم يدخلون الملعب قبيل بدء المباراة وعليها عبارة «إنا لله وإنا إليه راجعون»، داعية إلى «محاسبة المسؤولين». وكانت مديرية الأرصاد الجوية قد حذرت في نشرة لها من «زخات رعدية قوية» بعد ظهر الأربعاء والخميس في عدد من المناطق جنوب المملكة بينها مدينة تارودانت ونواحيها، مشيرة إلى أن هذه الأمطار يحتمل أن تكون مصحوبة بالبرد ورياح عاصفة. كما ذكرت وسائل الإعلام أن الأمطار المنهمرة بغزارة أعقبت موجة جفاف كبيرة ما جعل الفيضانات أكثر عنفا. هذا وتعتبر الفيضانات شائعة في المغرب، ففي نهاية يوليوز الفائت، قتل 15 شخصا إثر انهيار في التربة تسببت به فيضانات على طريق جنوبمراكش، وفي 2014 أودت فيضانات بنحو 50 شخصا مخلفة خسائر مادية هائلة جنوب المملكة. وحذر تقرير للمعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية في 2016 حول التحولات المناخية من أن «الفيضانات هي الخطر الرئيسي في المغرب من حيث عدد الضحايا».معتبرا أنها أضحت معطى «بنيويا» في المغرب، بينما تتزايد الظواهر الطبيعية القاسية في العالم جراء التغيرات المناخية. ودعا التقرير إلى ضرورة «إعادة النظر في المعايير المعتمدة سواء في ما يتعلق بتصاميم مشاريع البناء أو البنى التحتية القائمة». (ا ف ب)