أعلن فريق حسنية أكادير عن تمسكه بلاعبه الصاعد إسماعيل الحداد، نافيا الدخول في مفاوضات مع أي فريق من أجل تسريحه في فترة الانتقالات الجارية. وأوضع رئيس الفريق الأكاديري، الحبيب سيدينو، أن إسماعيل الحداد لن يغادر الفريق، وأنه من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها المدرب عبد الهادي السكتيوي خلال هذا الموسم، معتبرا الأخبار التي راجت مؤخرا حول احتمال انتقاله إلى أحد الفريق الوطنية مجرد إشاعة، وتشويشا من بعض السماسرة، الذين يحاولون زعزعة استقرار الفريق. وينضاف تصريح الرئيس الأكاديري، إلى تصريح سابق لمدرب الكوكب المراكشي هشام الدميعي، الذي طالب بتقنين عمليات الانتقال، حتى لا يتم المساس بتوازن الفرق عبر مباشرة مفاوضات مع لاعبين مرتبطين بعقود مع فريقهم، الأمر الذي يؤثر على نفسانيا على هؤلاء اللاعبين، وتكون له تبعات على الأداء العام للفريق. وجاء تصريح الدميعي كرد على المفاوضات التي باشرها فريق الوداد البيضاوي مع حارس مرمى الكوكب المراكشي، عبد العالي المحمدي، عارضا عليه أضعاف ما يتقاضاه داخل فريقه، الأمر الذي أثر على الحارس الشاب، الذي بات يلح على مسؤولي فريقه بالترخيص له بالانتقال للوداد من أجل تحسين مستواه الاجتماعي. وكان مدرب فريق الدفاع الحسني الجديدي، طارق مصطفى، هو الآخر قد أبدى استياءه من دخول بعض الفرق في مفاوضات مع لاعبيه. ويعطي القانون الحق لأي لاعب تبقى في عقده مع فريقه مدة ستة أشهر أن يباشر مفاوضات مع أي فريق يريد، والتوقيع على عقد مبدئي في أفق تحويله إلى عقد دائم، بعد انتهاء عقده مع الفريق الذي يحمل ألوانه. وبالإضافة إلى هذه الظاهرة هناك معضلة أخرى وهي ترحال المدربين، حيث أن واقع الحال يكشف بالملموس كيف أن بعض مدربينا أصبحوا متخصصين في التنقل بين الفرق، إذ يفتحون مفاوضاتهم مع فرق أخرى، وهم ما يزالون «على ذمة» فرقهم، الأمر الذي يضرب مصداقية المنافسة في الصميم. وإذا كنا قد اعتدنا سابقا أن يتخلى المسيرون على المدربين كل وقت وحين، فإننا في المواسم القليلة الماضية بتنا نعيش ظاهرة هجر المدربين لفرقهم، الأمر الذي يفرض على الجامعة التدخل بكل حزم للحد مع كل الظواهر الغريبة، التي باتت تضرب بطولتنا، بسبب جشع البعض. وطالب العديد من مسؤولي الفرق المغربية الجامعة بالتدخل من أجل تقنين هذا الأمر، وفرض نظام خاص يمنع ترحال المدربين. وأول المهن التي وجب تقنينها هي مهنة وكلاء اللاعبين، حيث تضرب الفوضى أطنابها، وحمل لنا واقع الحال كثيرا من المشاهد المؤسفة، وخير مثال على ذلك ما شهدته صفقة انتقال لاعب الكوكب المراكشي عبد الجليل جبيرة إلى الرجاء البيضاوي في الصيف الماضي، حيث تشاجر وكيلان ادعيا أنهما يتوفران على حق تمثيل اللاعب في هذه الصفقة، التي عسكت بالفعل - على غرار صفقة انتقال لاعب المغرب الفاسي سابقا عبد الهادي حلحول إلى نهضة بركان - كيف أن الهواية والارتجال مازالا يتحكمان في المنظومة الكروية المغربية. الأكيد أن الاحتراف الذي نتغنى بدخوله منذ ثلاث سنوات، مازال بعيدا عن البطولة المغربية، وأن الجامعة مدعوة أكثر من أي وقت للتدخل عبر فرض قانون إطار يعيد للبطولة الوطنية بعضا من مصداقيتها، ويقطع مع كل أصناف الارتجال والعشوائية، التي حملتها لنا سنة 2014 والسنوات التي سبقتها.