قضية اليوم، نورد تفاصيلها ،كما تابعناها خلال المحاكمة لاخ قتل اخاه لحرمانه من الارث، لتدينه الهيئة الحاكمة من أجل القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد طبقا لمقتضيات الفصل 393 من القانون الجنائي وحكمت عليه بثلاثين سنة سجنا. انطلقت اطوار هذه القضية عندما توفي اب تاركا وراءه ابنين الاكبر يعيش في الدوار تسلم مشعل الأب وبدا يعمل في الميدان الفلاحي والثاني غادر القبيلة قبل حوالي 20 سنة ليعيش بالمدينة ويشتغل بها، والذي كان لا يأتي لزيارة أبيه واخيه سوى بمناسبة عيد الاضحى. كان المتهم الاخ الاكبر هو المتصرف الوحيد في ممتلكات والده المقدرة بحوالي 13 هكتارا يزرعها كما شاء كل سنة لا يستشير مع احد، حتى والده الذي قارب عمره 81 عاما، وفجأة تغير كل شيء موضحا انه بمجرد وفاة ابيه اخبر اخاه بذلك ليحضر الجنازة، فكان اول شيء عرضه عليه هو الاسراع في اجراء القسمة مادام شيخ القبيلة حاضر. هذا الموقف، يقول الاخ المشتبه فيه ، جعله يتألم كيف ان المدينة غيرت مشاعر أخيه وجعلته ماديا، اكثر من اللازم، فأفهمه ان الأمر يتعلق بجنازة يجب أن يتم إحترام طقوسها حتى تمر بخير ، ثم سيلحق به في المدينة وهناك سيذهبان عند عدل للقسمة بينهما، في حين أصر الصغير على أن يسلمه الكبير على الاقل مبلغا من المال من تركة والده المرحوم ، وتفاديا للنزاع امام الناس قدم له خمسة ملايين بحضور الشيخ وخمسة من الجيران بالدوار. والغريب يضيف المتهم أن أخاه لم يبق حتى العشاء بل غادر الدوار بمجرد الرجوع من المقبرة، محددا مع أخيه يوم الجمعة كموعد ليلحق به بالمدينة لقسمة الإرث مرت عليه تلك الليلة،كقرن من الزمن كان يفكر في تصرفات اخيه الذي لا يهمه سوى المال.. كان يعلم جيدا أن أخاه مدمن على لعب القمار وانه اذا حصل على نصيبه فإنه سيخسره في لعبة سباق الخيل وبعد ثلثة أيام غادر الدوار. بعد ان اخبر زوجته ان تقول لكل سائل عنه انه أخد منه التعب مأخذه وأنه في حاجة الى راحة. ، إلا أنه توجه الى المدينة لزيارة أخيه، وما ان وصل واتصل به هاتفيا و طلب منه ان يلتحق به في المقهى،إلا أنه رفض وظل ينتظره بالقرب من المنزل وكان كل ما أن رآى شبحا ترآى له أنه شقيقه الذي لم يعد إلا بعد منتصف الليل، وبالفعل حضر لكن رائحة الخمر كانت تفوح منه. قبل تحيته ، سألني عن سبب قدومه وهل حمل له مبلغا من المال وهو ما ألمه وفي الوقت الذي كان الأخ ينتظر إستفساره عن نفسيته بعد رحيل الوالد وبمجرد دخوله المرحاض دخل الأخ الزائر الى المطبخ وحمل سكينا من الحجم الكبير إذ بمجرد خروجه منه وجه إليه طعنة فثانية فثالثة الى أن خر صريعا وبعد أن أجرى تفتيشا عليه إذ لم يعثر على أي شيء حيث تملكه خوف كبير ولإضفاء طابع السرقة على ماقام به كسر الأواني وقام بتدمير كل ماوجد أمامه إلا أن غجراء رفع البصمات قاد الى التعرف على القاتل حيث انتقلت فرقة خاصة الى الدوار وهناك تم اعتقال القاتل الذي أحيل على المحكمة التي أدانته من أجل الضرب والجرح المؤدي الى القتل دون نية إحداثه مع وجود حالة الاستفزاز وحكمت عليه بخمس سنوات حبسا نافذا وهو الحكم الذي أيدته غرفة الجنايات الإستئنافية.